الصحوة العربية وحدها لا تكفي
براءة فرانشيسكو أتشيربي من الاتهامات التى وجهت إليه بارتكابه إساءات عنصرية إلى خوان جيسوس مدافع نابولي وفاة الإعلامية والسيناريست المغربية فاطمة الوكيلي في مدينة الدار البيضاء بعد صراع طويل مع المرض إحباط محاولة لاغتيال الرئيس الفنزويلي خلال تجمع حاشد في وسط كراكاس وزارة الدفاع الروسية تُعلن إحباط محاولة أوكرانية لتنفيذ هجوم إرهابي في بيلجورود قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن حملة اعتقالات وتقتحم مدينة نابلس ومخيم عسكر في الضفة الغربية وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 32 ألفا و333 قتيلاً منذ بدء الحرب زلزال يضرب الأراضي الفلسطينية شعر به سكان الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي يقصف محيط مستشفى الشفاء بغزة وسط إطلاق نار كثيف من آلياته مقتل ثلاثة أشخاص وتعرض أكثر من 1000 منزل للتدمير جراء زلزال عنيف ضرب بابوا غينيا الجديدة أمس الأحد المدرب الروسي ياروسلاف سودريتسوف عائلته في عداد المفقودين في هجوم "كروكوس"
أخر الأخبار

الصحوة العربية وحدها لا تكفي

المغرب اليوم -

الصحوة العربية وحدها لا تكفي

بقلم - ادريس الكنبوري

قرارات جامعة الدولة العربية ليس نهاية المعركة بالنسبة للعرب، هناك تقليد سيء دأبت عليه قمم الجامعة، وهو أن التوصيات بعد أن تصدر ويجف حبرها تتحول إلى وثائق ميتة.

أخيرا تمكن مجلس جامعة الدول العربية من أن يقول كلمة سواء، تقريبا، في الموضوع الإيراني، وتمكن العرب من أن يجتمعوا على أمر واحد يعتبرونه عدوا للأمن القومي العربي وتهديدا للمنطقة العربية. فالاجتماع الذي عقده وزراء الخارجية العرب الأحد الماضي في العاصمة المصرية كسر حاجز الصمت الذي كانت بعض العواصم العربية تعتبره شرط الحد الأدنى في الدبلوماسية الهادئة والسلبية تجاه طهران، وهي الأعراف الدبلوماسية التي اعتبرتها هذه الأخيرة مهادنة لها، وسعت إلى استثمارها سياسيا ودينيا ثم عسكريا.

لم تكن المشكلة في إيران على الإطلاق، بل كانت في الانقسام العربي الذي دعم بطريقة غير مباشرة الصلف الإيراني، ووسط هذا الانقسام توسعت الخيارات الإيرانية واتخذ التشيع أجنحة حلق بها في فضاءات البلدان العربية، حتى أنه وصل إلى المنطقة المغاربية التي عانى فيها المغرب من التطاول الشيعي على الحقل الديني فيه، من خلال دعم أنشطة التشيع والتغلغل في النسيج الديني للمملكة، الأمر الذي قاد عام 2009 إلى غضب رسمي وشعبي دفع الرباط إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، في وقت كانت طهران قد بدأت تزحف تدريجيا عبر استفزاز مملكة البحرين في ذلك العام، على خلفية تصريحات للمستشار السابق للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، علي أكبر ناطق نوري، اعتبر فيها أن البحرين جزء من السيادة الإيرانية.

أتذكر أنني في تلك السنة دُعيتُ إلى لقاء على قناة البي بي سي البريطانية في مواجهة المستشار السياسي للرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، أمير موسوي، الذي يعمل اليوم ملحقا ثقافيا بالسفارة الإيرانية في الجزائر، حيث هاجم المغرب والبحرين بشدة، وهاج عندما قلت على الهواء إن ما يسمى بالجمهورية الإسلامية الإيرانية تسكنه في العمق نزعة فارسية انبعثت مع الخميني، وبرهنت على أن القضايا الخلافية التي كانت بين إيران والعرب، وعلى رأسها احتلال طنب الكبرى وطنب الصغرى الإماراتيتين، لم يتم حلها بعد إنجاز الثورة الإيرانية، لأنه كان يفترض بثورة تعلن نفسها إسلامية أن يكون أول ما تفعله هو تصفية تركة الماضي مع البلدان الإسلامية بدل تحويلها إلى مكسب والتقدم نحو المزيد من التوسع في المنطقة العربية عبر استخدام الورقة المذهبية.

وتنظر إيران إلى احتلال الجزر الإيرانية عام 1971 ليس بوصفه أمرا ينتمي إلى الماضي، بل باعتباره حلقة في سلسلة ممتدة الحلقات وكجزء من مشروع أوسع في المنطقة العربية، ولم يكن حدث الثورة الإيرانية عام 1979 إلا التجسيد الواقعي للطموح الفارسي الضاربة جذوره في أعماق التاريخ. ولا يحتاج المرء إلى براهين لكي يصل إلى هذه النتيجة، إذ منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي حين تم إنشاء حزب الله في لبنان لكي يكون امتدادا للنفوذ الإيراني في الجسم العربي والحبل على الغارب، إذ عملت مؤسسة ولاية الفقيه على محاولة اختراق سيادة البحرين والكويت، من خلال إنشاء ودعم ما سمي “الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين” بقيادة محمد تقي المدرسي الذي حاول، بمساندة مباشرة من المخابرات الإيرانية، تنفيذ انقلاب عسكري في البلاد، لكن البحرين أفشلت المحاولة وتم القضاء على الجبهة ومحاكمة عشرات المتورطين في التخابر مع طهران، حتى وصلنا اليوم إلى أن إيران صار لديها نفوذ في أكثر من نقطة بالمنطقة العربية، بل إنها باتت تدرك أن بعض هذه النقاط ليس محل نقاش مثل العراق وسوريا واليمن، حتى وصل الأمر إلى استعمال الصواريخ لتهديد سلامة بلدان عربية أخرى كما حصل مع السعودية.

بيد أن قرارات جامعة الدولة العربية ليس نهاية المعركة بالنسبة للعرب. هناك تقليد سيء دأبت عليه قمم الجامعة، وهو أن التوصيات بعد أن تصدر ويجف حبرها تتحول إلى وثائق ميتة. لم يعد الزمن يلعب اليوم لصالح الدول العربية، وأي فرصة تضيع تتحول إلى مكسب في رصيد إيران، وإذا تمكن العرب من إعطائها هذه الفرصة الأخيرة فيمكن أن نشهد تطاولا أكبر على الأمن العربي مستقبلا.

اتخذت المملكة العربية السعودية هذه المبادرة بالدعوة إلى الاجتماع الطارئ في القاهرة، وهي لم تفعل ذلك إلا وقد أدركت أن التحرش الإيراني بها لديه أهداف تتجاوز السقف السعودي، لأن الأمن السعودي من الأمن القومي العربي، بل في القلب منه، واستهدافه هو في عمقه استهداف للدول العربية قاطبة. أظهرت قرارات مجلس الجامعة في القاهرة أن العرب باتوا على إدراك بالمخاطر التي تمثلها إيران، ولكن الصحوة وحدها لا تكفي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحوة العربية وحدها لا تكفي الصحوة العربية وحدها لا تكفي



GMT 07:19 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

شكراً لعدم قتل العالم

GMT 07:17 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

GMT 07:05 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

محمد السادس «مخزن» الوضوح السياسي

GMT 06:01 2023 الخميس ,09 شباط / فبراير

ليست لغزاً ولا يحزنون

GMT 05:59 2023 الخميس ,09 شباط / فبراير

الزلزال القادم

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

عمّان - المغرب اليوم

GMT 21:52 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

أفكار مختلفة لأطقم ربيعية تناسب المحجبات
المغرب اليوم - أفكار مختلفة لأطقم ربيعية تناسب المحجبات

GMT 06:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 14 يناير/ كانون الثاني 2024

GMT 10:53 2024 الجمعة ,23 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 23 فبراير / شباط 2024

GMT 09:56 2024 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

توقعات الأبراج اليوم الخميس 18 يناير/ كانون الثاني 2024

GMT 08:26 2023 الخميس ,04 أيار / مايو

شركة تويوتا تكشف عن بوس الرياضية الجديدة

GMT 05:05 2023 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

سعر الذهب في المغرب اليوم الأحد 31 ديسمبر/ كانون الأول 2023

GMT 10:08 2023 الخميس ,21 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج اليوم الخميس 21 سبتمبر/أيلول 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib