الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني

طرابلس ـ فاطمة السعداوي

انتقلت الأزمة في ليبيا إلى مستوى سياسي وعسكري يُنذر بتوتر الأوضاع من جديد، وذلك بعد أن أمر المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، قواته الأربعاء، بالتحرك لقتال الجماعات المتطرفة في المنطقة الغربية التي تشمل العاصمة طرابلس، وهو ما ردّ عليه فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني، بإعلان حالة النفير العام بين قواته العسكرية والأمنية للدفاع عن العاصمة، بينما حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من اندلاع معارك ضارية، داعيا الفصائل الليبية إلى ضبط النفس.

وبدا أن قوات الجيش تتجه إلى تطويق العاصمة طرابلس من الاتجاهات كافة، بعد أن دخلت مدينتي صرمان وغريان جنوب وغرب المدينة، كما اقتربت أيضا من محيط مدينة سرت، دون أن تواجه مواجهة حقيقية من القوات التابعة لحكومة السراج في هذه المناطق، لكن فصائل من مدينة مصراتة الموالية لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس أعلنت استعدادها للتصدي لتقدم القوات الموالية للمشير خليفة حفتر، التي تسيطر على شرق ليبيا.

اقرأ ايضا: السراج يبحث في مالطا قضية الهجرة غير الشرعية وتعزيز العلاقات الثنائية

وأعلن المشير حفتر في كلمة وجهها إلى قواته، عن إطلاق عملية تحرير العاصمة طرابلس، تحت اسم «الفتح المبين»، بعدما وصل إلى مقر غرفة العمليات الرئيسية التابعة للجيش لمتابعة تقدم قواته، والعمليات العسكرية بالمنطقة الغربية. وقال حفتر مخاطبا جنوده المرابضين على تخوم طرابلس: «حان الأوان لدخول العاصمة، سنكمل مسيرة النضال والاستجابة لنداء أهلنا في العاصمة كما عاهدناهم، واليوم نزلزل الأرض تحت أقدام الظالمين»، مضيفا: «لا تعتدوا على مؤسسات الدولة، ادخلوها بأمان سالمين.. لا ترفعوا السلاح إلا على من رفعه في وجوهكم، ومن ترك سلاحه فهو آمن، ومن لزم بيته فهو آمن... ومن رفع الراية البيضاء فهو آمن... وسلامة أهلنا وممتلكاتهم وسلامة ضيوفنا الأجانب ومؤسساتنا أمانة بأيديكم».

وكرد فعل على هذه التطورات، أكدت قيادة القوات الأميركية العاملة في أفريقيا «أفريكوم»، ضمنيا، أنها لن تتدخل لدعم حكومة السراج في مواجهة الجيش، إذ قال الميجور ويست كارل، الناطق باسم «أفريكوم»، إن «القيادة الأميركية في أفريقيا تدرك التقارير المتعلقة بالوضع الحالي في ليبيا. ويمكنني أن أخبركم أننا نواصل دعم جهود الوساطة السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، والتقدم نحو الانتخابات الوطنية لإنهاء فترة الانتقال السياسي».

ونددت السفارة الأميركية في ليبيا بشدة، التصعيد، وقالت في بيان لها إنها تكرر دعوة الأمم المتحدة إلى ضبط النفس. وهو الموقف نفسه الذي عبرت عنه بريطانيا، إذ قال فرانك بيكر، السفير البريطاني لدى ليبيا، إن بلاده «تشعر بقلق عميق تجاه التحركات العسكرية في ليبيا، والبيانات التصعيدية التي تسهم في تفاقم الأوضاع»، وبعدما حث جميع الأطراف على ضبط النفس، اعتبر بيكر أنه يجب التركيز الآن على المؤتمر الوطني المقبل بوصفه أفضل وسيلة لتحقيق مستقبل أفضل لجميع الليبيين.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، الذي أجرى محادثات في العاصمة طرابلس مع فائز السراج، في تغريدة من طرابلس عن قلقه العميق إزاء التحركات العسكرية وخطر المواجهات في ليبيا، واعتبر أنه «لا يوجد حل عسكري في ليبيا.. الحوار بين الليبيين هو وحده الذي يمكنه حل المشاكل الليبية»، داعيا إلى «التهدئة وضبط النفس، بينما استعد للقاء القادة الليبيين في البلاد».

وأكد اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش، في مؤتمر صحافي أن «الجيش ملتزم مع الشعب الليبي بتحرير البلاد من الإرهاب»، مضيفا أن «أهالي طرابلس سيسعدون حينما يسمعون أزيز مقاتلات سلاح الجو في سماء العاصمة». وحذر المسماري من «بث الإشاعات حول نيات القوات المسلحة من تحركاتها العسكرية الأخيرة»، مؤكدا أن الجيش «أصبح قويا وجاهزا بكل المعايير والمقاييس الدولية».

وأمام هذه التطورات المتسارعة، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني الليبي، رفع حالة الطوارئ إلى الدرجة القصوى، وأصدرت تعليماتها لـ«كل الأجهزة والوحدات الأمنية بالتصدي بقوة وشدة لأي محاولات تهدد أمن العاصمة طرابلس، واتخاذ جميع التدابير الأمنية اللازمة لذلك».

وقالت الوزارة في بيان لها، إنه «في ضوء التصعيد المسلح الخطير، الذي يهدد أمن العاصمة طرابلس، ويعرض سلامة المدنيين للخطر، فإنها تؤكد التزامها الكامل بأداء واجباتها الوطنية بالتصدي بقوة وحزم لأي محاولات بائسة لزعزعة الأمن والاستقرار».

وأوضحت الوزارة أن «القوات المهاجمة للعاصمة طرابلس لا تعي حجم الخطيئة، التي ترتكبها في حق الوطن والمواطن، ولا يكون بعد ذلك من سبيل إلا مواجهة هذا الهجوم الغاشم دون أدنى تردد أو مواربة».

وحملت الوزارة في بيانها «المسؤولية الكاملة للطرف المهاجم عن النتائج الوخيمة المترتبة على هذا الهجوم»، وطالبت المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية، والإفصاح الصريح عن موقفه تجاه الخروقات الجسيمة، التي ما انفك الطرف المهاجم عن اقترافها إجهاضا لأي أمل في التوافق والسلام.

قد يهمك ايضا:

مجلس النواب الليبي يؤكّد أنّ رفع الحظر عن الأصول المُجمّدة يعرّضها للنهب

السراج يرفض "عسكرة" ليبيا ويتمسّك بالمسار الديمقراطي لحل الأزمة

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إسرائيل ترى تهديد بايدن بوقف إمدادات الأسلحة مخيباً للآمال…
وفد "حماس" يغادر مفاوضات القاهرة ويتوجه إلى قطر ومصر…
القاهرة تؤكد أن معبر رفح مفتوح من الجانب المصري…
حماس نقترب من التوصل لهدنة وأولمرت يتّهم نتنياهو بالبحث…
مطالب برلمانية لـ حكومة أخنوش بضرورة الزيادة في معاشات…

اخر الاخبار

وزير الخارجية المغربي يٌجري مباحثات مع نظيره السويسري حول…
البحرية الملكية المغربية تعترض قاربًا على متنه 59 مرشحًا…
مجلس المستشارين المغربي يتباحث مع وفد عن مقاطعة بيورا…
المغرب يعلن إجراء مناورات الأسد الأفريقي المشتركة مع أميركا

فن وموسيقى

يسرا تكشف عن كواليس أحدث أفلامها السينمائية وموقفها من…
أصالة تنفي الشائعات التي تم تداولها بشأن انفصالها عن…
إليسا تطرح ألبومها الجديد كاملاً بشكل مفاجئ وبدون دعاية
محمد عبده يكشف تفاصيل اصابته بمرض السرطان ورحلة علاجه…

أخبار النجوم

تامر حسني يدعّم بسمة بوسيل بعد طلاقهما وينتج لها…
عمرو يوسف يٌمازح يسرا ويكشف أسباب اختيارها لدورها في…
محمد عادل إمام يٌعلق على عودة والده لشاشات السينما
باسم سمرة يكشف رأيه في الفنانة المثالية والزواج الثاني…

رياضة

مبابي يُعلن رحيله رسميًا عن باريس سان جيرمان
تن هاغ يثني على جماهير يونايتد بعد خسارة بالاس
إصابة “طويلة” تُنهي موسم ماغواير مع مانشستر يونايتد
مدرب باريس يُهدّد بالكشف عن كافة تفاصيل قضية كيليان…

صحة وتغذية

نصائح غذائية لتقوية جهاز المناعة عن طريق تناول الأطعمة…
علماء بريطانيون يٌعلنون عن اكتشاف خصائص في الخلايا المناعية…
مخاوف من سموم ومواد مسرطنة في القهوة منزوعة الكافيين
الكشف عن جهاز جديد لسحب عينات الدم على طريقة…

الأخبار الأكثر قراءة

ملك الأردن والسيسي يحذران من خطورة حرب غزة ويُطالبان…
إسرائيل تقتل قائد "الحرس الثوري" و6 من عناصره وإيران…
أكرم إمام أوغلو يحتفظ بإسطنبول وينافس أردوغان على الانتخابات…
الاستخبارات الروسية تتهم واشنطن بحماية منفذي هجوم موسكو وتُعلن…
تأرجح مصير مفاوضات هدنة غزة ونتنياهو يمنح رئيس الموساد…