الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار

الدار البيضاء - جميلة عمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، في عرضه الذي قدمه أمام أعضاء لجنة الخارجية في الغرفة الثانية، الجمعة، بحضور الوزيرة المنتدبة مباركة بوعيدة، أن الدبلوماسية المغربية تتطور في إطار خارطة سياسية دولية تشهد تحولات متسارعة.

وأوضح مزوار أن الدبلوماسية في الأمس، "كانت تعمل في إطار الثنائية القطبية وبعدها أصبحنا نعيش في عالم الأحادية القطبية برؤية واحدة مسيطرة، قبل أن يتضح بعدها أن الأحادية القطبية والمرتبطة بأطروحة نهاية التاريخ، تبقى غير محسومة لما برزت بوادر تشكل نظام عالمي جديد بظهور قوى دولية جديدة".

وأكد أن "هذه التحولات لم تبلغ مرحلة النضج بعد ببروز معالم واضحة لهذا النظام العالمي الجديد الذي يسير في طور التشكل، لكن النقاش اليوم مستمر على تمظهرات هذا النظام العالمي الجديد من خلال طرح إشكاليات متعددة، من قبيل تركيبة مجلس الأمن و دور مجموعة العشرين ،إضافة إلى أمور عديدة أخرى قد تفرز ميلاد المؤسسات الدولية الجديدة؛ لكن هذه التحولات والإفرازات التي تسبق تشكل هذا النظام العالمي الجديد،، تبقى مصحوبة بكوارث تعم منطقتنا على وجه الخصوص، من خلال تنامي التهديدات الإرهابية و الصراعات الإقليمية و الجهوية".

وأضاف: "لذلك يبقى السؤال مطروحا، أين يمكن لبلادنا أن تتموقع ضمن هذه التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم ؟ خاصة أن كل المؤشرات تفيد اليوم أن العمل الدبلوماسي، مطالب بمواكبة هذا المد ضمن إطار الحفاظ على مصالح المغرب في علاقاته الخارجية".

وأشار مزوار إلى أن "منطق القوة الذي يعني الحفاظ على مقومات الدولة والمجتمع أصبح طاغيا في عالم اليوم"، مؤكدا أن "المغرب يعد البلد الوحيد في المنطقة الذي يعكس نموذجا متفردا مكنه من مواصلة بناء مؤسساته الديمقراطية ضمن سياق مضطرب، مع الحفاظ على مقوماته الحضارية ثوابت الدولة و المجتمع، وهو ما أكسب اختيارات المغرب المصداقية اليوم على الساحة الدولية، أي أننا بلد يتمتع بالمناعة من خلال إشعاعه الحضاري و قوة وتماسك الدولة والمجتمع، التي تؤهله اليوم لخوض معركة التموقع الجديد والمتميز في خارطة العالم".

وأبرز أن "المغرب سائر في تدبير علاقاته ضمن إطار الشراكات وتنويعها كما يحدث مع دول الخليج، والصين وروسيا والهند ودول أخرى صاعدة، بمعنى أن المغرب لم يبق حبيس علاقات تقليدية رغم أهمية الحفاظ عليها، خاصة مع الاتحاد الأوربي و أميركا، لكن في ونفس الإطار، فهو يبني شراكات جديدة مع قوى صاعدة ستكون مؤثرة في النظام العالمي الجديد قيد التشكل".

وشدد مزوار على أن الاهتمام بالدبلوماسية الاقتصادية، يعد ركيزة أساسية في علاقات اليوم الخارجية التي تبقى مبنية أساسا على المصالح، مؤكدا أن "ما يميز المغرب في علاقاته بباقي القوى الدولية هو المصداقية التي تعد أساسية اليوم في إطار التعاون الدولي، وفي كل ما يتصل بالمصالح الإستراتيجية لبلادنا، إضافة إلى الإشعاع المغربي في بعده الثقافي الروحي الذي يرى محوريا في السياسة الخارجية للمغرب لذلك فان ترويج النموذج المغربي و إشعاعه على المستوى الدولي، يشكل الأولوية ويمثل عنصرا فاعلا ضمن عناصر الدبلوماسية المغربية، لبناء صورة الفاعل الدولي ضمن إطار شخصية متميزة وديناميكية".

وخلص مزوار إلى أن "الفعل الدبلوماسي المغربي، يتميز اليوم بحضور اقتصادي قوي في علاقاته الخارجية إضافة إلى الوجود العسكري ضمن عملية حفظ السلام، والأمني ضمن تتبع خلايا الإرهاب والتطرف، واجتماعي في تفاعله مع انتظارات الجالية المغربية، مع الشديد على الحضور الروحي ضمن إطار مكانة ورمزية إمارة المؤمنين".

وبخصوص قضية الصحراء المغربية، أكد مزوار أنها "تشكل أولوية في العمل الدبلوماسي لكن مع التأكيد على أنها لا تختزل مهام وادوار الدبلوماسية المغربية، وهو ما تسعى إليه الجزائر التي ترمي إلى سجن المغرب في هذا الملف، لتعطيل تطوره قبل أن تعي في نهاية المطاف أنها أضحت سجينة ملف الصحراء المغربية، و تبين ذلك بوضوح حين استفحلت الأزمة الاقتصادية و السياسية بها".

وأوضح مزوار أن المغرب، "يدبر اليوم ملف الصحراء المغربية وفق رؤية جديدة سطر خطوطها العريضة الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه جلالة الملك بالعيون، تهتم بالدفع بقطار تنمية أقاليمنا الجنوبية، مع إبقاء اليد ممدودة للأمم المتحدة من اجل البحث عن حل سياسي وفق أرضية الحكم الذاتي".

ولفت إلى أن "التعامل مع القضية الوطنية وفق منظور جلالته ستكون أداة تنموية بتفعيل الجهوية المتقدمة في أقاليمها الجنوبية، أي أن المغرب لا ينتظر أحدا وسائر في طريق بناء نموذجه التنموي، لإرساء أسس الاستقرار في جنوب الصحراء عبر دينامية التنمية الشاملة و المندمجة للمنطقة ككل".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إصدار طابع بريدي جديد بمناسبة الذكرى الـ60 لتأسيس المكتب…
الدار البيضاء تحتضن المؤتمر الـ 18 للجنة الهيدروغرافية للمحيط…
أخنوش يُشرف على توقيع اتفاق جولة إبريل 2024 بين…
وزير الخارجية المغربي يستقبل وزير الخارجية الغامبي حاملًا رسالة…
رئيس الوزراء الفلسطيني يٌعرب عن تقدير بلاده لمواقف المغرب…

اخر الاخبار

الصويرة تحتضن النسخة الثالثة للقمة الدولية للذكاء الاصطناعي والأمن…
الشرطة الإسبانية تٌوقف شخصين كانا يقومان بإدخال عملات تاريخية…
الرابطة المحمدية للعلماء تعقد مجلسها الأكاديمي الـ32 بمراكش
رئيس غامبيا يٌشيد بجهود الملك محمد السادس لتخفيف معاناة…

فن وموسيقى

الفنان المغربي ديستانكت يطرح جديده الفني بعنوان ''سلام''
إيمي سمير غانم تعود للسينما عقب تجاوز أحزان وفاة…
غادة عادل تشعر بالنضج الفني وتتمنى تقديم أعمال ذات…
المغربي سعد لمجرد يزُور قبر عدد من نجوم الفن…

أخبار النجوم

أيتن عامر تتألق مع تامر حسني في حفل العين…
كندة علوش توّجه رسالة قوية لأولياء الأمور بسبب الـ…
يسرا اللوزي تٌعلن مفاجأة حول لجوئها لطبيب نفسي على…
هاني رمزي يكشف الأسباب الحقيقية لتأجيل مسلسله لرمضان المٌقبل

رياضة

مدرب باريس يُهدّد بالكشف عن كافة تفاصيل قضية كيليان…
تشافي ينتقد حكم المباراة عقب الخسارة من باريس سان…
فرنسا تطرد مئات المٌهاجرين من باريس قبل انطلاق الألعاب…
مبابي يقود باريس إلى قبل النهائي من دوري أبطال…

صحة وتغذية

وزير الصحة المغربي يُعطي انطلاقة خدمات 34 مؤسسة صحية…
طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
جراحون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي
الكشف عن صلة بين استخدام المستحلبات والإصابة بالسكري

الأخبار الأكثر قراءة

الهجمات الحوثية تُصيب السفن الصينية وواشنطن تشتبك مع 6…
الجيش الإسرائيلي يقتحم مستشفيَي ناصر والأمل في خان يونس…
ضغط أميركي على إسرائيل بسبب هدنة غزة والكشف عن…
استنفار في مطار موسكو عقب الإبلاغ عن قنبلة ومخاوف…
إسرائيل تستهدف البقاع الغربي شرق لبنان و"حزب الله" يقصف…