الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
منتدى الصناعات الثقافية في جهتي "الأندلس" الإسبانية وطنجة تطوان المغربية

فاس - حميد بنعبد الله

يختتم منتدى الصناعات الثقافية في جهتي "الأندلس" الإسبانية وطنجة تطوان المغربية، ظهر الجمعة، في مدرسة الصنائع والفنون الوطنية في مدينة تطوان المغربية، الذي نظمته وزارة الثقافة، على مدى 3 أيام، تحت شعار "التراث الثقافي والتكنولوجيات الجديدة"، في حضور ممثلي وكالة التعاون الدولي في حكومة الأندلس، ومؤسسات فاعلة في التراث والثقافة في الضفتين. ويسير مدير المدرسة الوطنية للمهندسين في تطوان حكيم الشرقاوي المحترف الثالث من نوعه عن موضوع "حِرف التراث"، بعد تنظيم محترفي "طرق تدبير التراث الثقافي"، و"التراث الثقافي: المحافظة والترميم"، في اليومين اللذين أعقبا افتتاح هذا المنتدى، وتدشين مركز "المنظري" للفن والتراث، ومركز "تطوان للفن الحديث" في حفل افتتاحي.
وتتدارس ممثلة المعهد الأندلسي للتراث التاريخي تيريزا روبيو، في مداخلتها الأولى في المحترف الثالث، موضوع "تدبير الأرصدة الفوتوغرافية"، فيما يُنشط أستاذ ماستر التراث في جامعة "قاديس" مانويل بارودي ألفريس، محترفًا بشأن "مشروع تمودة: نموذج لتثمين التراث الثقافي من خلال التعاون الدولي".
وتنشط ممثلة المعهد الأندلسي للتراث التاريخي خيما كاريرا ورشة مماثلة عن "الحفاظ على الحرف التقليدية والتنمية الاجتماعية والمجالية"، في الوقت الذي يختتم "محترف حرف التراث"، مداخلة الخبير في التراث والمفتش الجهوي للمعالم والمواقع في طنجة تطوان المهدي الزواق، عن "حرف التراث والتنمية البشرية".
ويأتي تنظيم هذا المنتدى، المنظم بحضور نخبة من الباحثين والأساتذة، لعرض تجاربهم في مجال صيانة التراث الثقافي والحضاري، والدور المنوط بالتكنولوجيات المستجدة في تطوير هذا المجال، في إطار استراتيجية وزارة الثقافة المغربية، الرامية إلى تفعيل الشراكة الثقافية المتميزة بين جهتي طنجة تطوان والأندلس، وتثمين التراث الثقافي للجهتين.
وتم في المناسبة تدشين بعض المرافق الثقافية، التي ستشكل قيمة مضافة للبنيات الثقافية في "الحمامة البيضاء"، مدينة تطوان، حيث افتتح وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي مركز "المنظري" للتراث والفنون، الذي يحتفي بالإرث الثقافي والعمراني المغربي الأندلسي المشترك، وبالتمازج الحضاري والتاريخي بين الضفتين، إضافة إلى مركز تطوان للفن الحديث.
ويندرج إحداث مركز "المنظري" للتراث والفنون في مدرسة الصنائع والفنون الوطنية العريقة في تطوان، في سياق إستراتيجية وزارة الثقافة، التي تروم  صيانة وحماية وتثمين التراث المادي واللا مادي، وإبراز الرصيد الحضاري المشرق للمغرب، والتعريف به، وجعله رافدًا أساسيًا من روافد التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة.
وتم إعطاؤه اسم أحد أبرز شخصيات مدينة تطوان المغربية الأندلسية ومؤسسها، القائد سيدي المنظري، إذ سيكون من العلامات البارزة التي تجسد بحق عمق الصداقة  المغربية الأندلسية، ذات الروابط المتجذرة في الزمان والمكان، التي ترسخت بفضل عوامل الجغرافيا، وعلاقات التلاقح والتفاعل والترابط الذي وصل حد الانصهار الثقافي والإنساني بين الشعبين.
ويعتبر مركز سيدي المنظري رافدًا من روافد التنمية السياحية للمدينة، وقاطرة حقيقية  للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية والجهوية، وجسرًا لتمتين مزيد من عرى التعاون الثقافي بين وزارة الثقافة المغربية والحكومة الأندلسية، وترسيخ روابط الصداقة بين شعبي وحكومتي المغرب وإسبانيا.
ويحتفي بالإرث الثقافي والعمراني المغربي الأندلسي المشترك، الذي يجسد التمازج التاريخي بين المغرب والأندلس، على جميع مناحي الحياة، حيث ياختلط ما هو مغربي بما هو أندلسي، ليعطيا مزيجًا حضاريًا فريدًا، صبغ المظاهر التقليدية المغربية بصبغة خاصة وغنية، سواء في فن العمارة أو الفلاحة أو الصناعة أو اللباس والعادات والتقاليد والفنون، والتي يمكن رصدها، في المركز، عبر وسائط وحوامل تكنولوجية تفاعلية متطورة ومتنوعة، تقرب الزائر من التراث والفنون الأصيلة لمدينة تطوان ومحيطها.
ويعتبر مركز "تطوان للفن الحديث" أحد التجليات العميقة لآصرة الصداقة المغربية الأندلسية، وتكريسًا لما يجمع البلدين والشعبين من وشائج تعبر التاريخ والجغرافيا، ونتاجًا لتعاون ثقافي مثمر بين وزارة الثقافة المغربية والحكومة الأندلسية، تجسيدًا للرغبة المتنامية في توطيد علاقات الصداقة وحسن الجوار، كما يعتبر رمزًا من رموزالتواصل الإنساني بين الضفتين، والتلاقح الثقافي الطويل والممتد، بين مبدعيها.
ويحتفي المركز بالذاكرة الفنية المغربية – الأندلسية المشتركة، التي ساهم في تأسيسها أجيال من الفنانين المغاربة والإسبان، الذين شاركوا في بناء صرح مدرسة "تطوان التشكيلية"، التي عرفت تطورًا تاريخيًا وفنيًا، منذ إحداث المدرسة الإعدادية للفنون الجميلة في تطوان، وهي المؤسسة الأولى للتعليم الفني في المغرب، عام 1945، من طرف الفنان الغرناطي مريانو برتوتشي.
وتجسيدًا لهذا البعد، يحتضن المركز، عبر فضاءاته، مجموعة قيمة من الأعمال الفنية، التي تؤرخ للتجربة التشكيلية في تطوان، المتعددة الرؤى، والمشارب، والحساسيات الجمالية، عبر تاريخ من التقاليد الأكاديمية، والتجريب الفني، الذي أكسبها أصالة وتميزًا، ضمن التجربة التشكيلية المغربية المعاصرة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

كتاب ومختصّون من 25 دولة أجنبية يشاركون في مهرجان…
جائزة محمد بن راشد للغة العربية تُسجل رقمًا قياسيًا…
بيع مخطوطة مصرية تمثل أقدم نسخة من الكتاب المقدس…
مصر ضيف شرف معرض أبوظبي للكتاب 2024 ونجيب محفوظ…
مساجد الطائف الأثرية تُحاكي التاريخ بعمارتها الإسلامية العريقة

اخر الاخبار

وزير النقل المغربي يٌعلن ارتفاع عدد ضحايا حوادث السير…
مدينة فاس تتهيأ لإطلاق برنامج ضخم من أجل ترميم…
وزير النقل المغربي يستعرض الإجراءات المٌتخذة لتلبية حاجيات المسافرين…
ذوو الرهائن يهدّدون نتانياهو بقبول عرض حماس او حرق…

فن وموسيقى

محمد عبده يكشف تفاصيل اصابته بمرض السرطان ورحلة علاجه…
الفنان المغربي ديستانكت يطرح جديده الفني بعنوان ''سلام''
إيمي سمير غانم تعود للسينما عقب تجاوز أحزان وفاة…
غادة عادل تشعر بالنضج الفني وتتمنى تقديم أعمال ذات…

أخبار النجوم

أيتن عامر تتألق مع تامر حسني في حفل العين…
كندة علوش توّجه رسالة قوية لأولياء الأمور بسبب الـ…
يسرا اللوزي تٌعلن مفاجأة حول لجوئها لطبيب نفسي على…
هاني رمزي يكشف الأسباب الحقيقية لتأجيل مسلسله لرمضان المٌقبل

رياضة

إصابة “طويلة” تُنهي موسم ماغواير مع مانشستر يونايتد
مدرب باريس يُهدّد بالكشف عن كافة تفاصيل قضية كيليان…
تشافي ينتقد حكم المباراة عقب الخسارة من باريس سان…
فرنسا تطرد مئات المٌهاجرين من باريس قبل انطلاق الألعاب…

صحة وتغذية

تعرفِ علي أعراض الاكتئاب الذهاني والعوامل التي تعّزز الحالة…
وزير الصحة المغربي يُعطي انطلاقة خدمات 34 مؤسسة صحية…
طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
جراحون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي

الأخبار الأكثر قراءة

مساجد الطائف الأثرية تُحاكي التاريخ بعمارتها الإسلامية العريقة
وزارة الأوقاف المغربية تفرض على الحُجّاج توقيع التزام بعدم…
"اليونيسكو" تختار طنجة كمستضيف دولي لليوم العالمي لموسيقى الجاز…
المملكة المغربية تُراهن على المساجد لتكريس الهوية الوطنية في…
افتتاح معرض في الرياض لنوادر المصاحف المذهّبة والمزخرفة