الرئيسية » عالم الاقتصاد والمال
منظمة أوبك "الدول المصدرة للبترول"

واشنطن - المغرب اليوم

أضفت التطورات الإيجابية في المحادثات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، مزيداً من الطمأنينة الوقتية لدى المتعاملين في أسواق النفط، وهو ما انعكس مباشرة بالزيادة في أسعار خام برنت نحو 3%، في جلسة الجمعة الماضي.

وزاد التفاؤل لدى المتعاملين بعد إعلان «أوبك» تفاصيل خطتها لخفض الإنتاج، بهدف تقليص وفرة في المعروض العالمي من الخام، وسجلت عقود الخامين القياسيين (برنت وغرب تكساس الوسيط) مكاسب لثالث أسبوع على التوالي، مع صعودهما نحو 4 في المائة.

اقرا ايضا :" الصين"المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة كانت بنّاءة

غير أن قرب إنهاء الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لا يعني إغلاق أكبر مؤثر على حركة التجارة العالمية حالياً، فضلاً عن المؤثرات الأخرى التي تتأثر بها أسواق النفط، خلال العام الجاري، والمتمثلة في عدم وضوح موقف بريطانيا من الخروج من الاتحاد الأوروبي، والتحديات التي تواجه البنوك المركزية في العالم، وأثر ذلك على سوق العملات والأسهم؛ فضلاً عن الشكوك حول النمو الاقتصادي العالمي.

وفيما يخص الحرب التجارية التي تقترب من نهايتها، بدعم من تراجع المؤشرات المالية الصينية، التي تعتبر محركاً رئيسياً للنمو العالمي، وإعلانها تقديم تنازلات للجانب الأميركي، تخص زيادة الواردات القادمة من واشنطن، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم السبت، إن تقدماً يتحقق صوب اتفاق تجارة مع الصين، ونفى دراسته إلغاء الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الصينية في الوقت الحالي. وقال: «الأمور تمضي على نحو جيد جداً مع الصين. وفيما يتعلق بالتجارة، إذا أبرمنا اتفاقاً فبالتأكيد لن تكون لدينا عقوبات، وإذا لم نبرم اتفاقاً فستكون لدينا عقوبات. عقدنا بالفعل عدداً استثنائياً جداً من الاجتماعات، وهناك إمكانية جيدة للغاية لإبرام اتفاق مع الصين. الأمر يمضي جيداً. أستطيع أن أقول إنه يمضي بصورة جيدة على النحو الممكن أن يمضي به».

ومن المقرر أن يزور نائب رئيس الوزراء الصيني ليو خه، الولايات المتحدة، يومي 30 و31 يناير (كانون الثاني) الجاري، لعقد الجولة القادمة من المحادثات مع واشنطن. وتأتي زيارة ليو بعد مفاوضات على مستويات أقل، عُقدت في بكين الأسبوع الماضي، سعياً لتسوية الخلاف التجاري المرير بين أكبر اقتصادين في العالم، قبل الثاني من مارس (آذار)، وهو الموعد الذي حددته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لزيادة الرسوم الجمركية على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار.

ومن ضمن العوامل التي تدعم أسعار النفط على المدى القصير، إعلان 5 مصافٍ أميركية لتكرير النفط، عن خفض مشترياتها بشكل ملحوظ من النفط الخام الفنزويلي، أو استبداله بالكامل في عام 2018، وقد يحذو حذوها مزيد من المصافي، فيما يدرس ترمب فرض عقوبات جديدة على الدولة الواقعة بأميركا الجنوبية.

وذكرت وكالة أنباء «بلومبرغ» أن شركتي «رويال داتش شيل» البريطانية الهولندية، و«فيليبس 66» الأميركية، لم تعالجا النفط الفنزويلي في مصافيهما الأميركية، منذ أن فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات مالية على الدولة، وعلى شركتها «بتروليوس دي فينزويلا إس آيه» في أغسطس (آب) 2017. وخفضت «ماراثون بيتروليم» الأميركية ومجموعة «توتال إس آيه» العالمية و«موتيفا إنتربرايزز» وارداتها من النفط من فنزويلا لأكثر من النصف خلال تلك الفترة، فيما تراجع إنتاج فنزويلا من النفط لأدنى مستوياته منذ أربعينات القرن الماضي، مما قد يخرج فنزويلا، التي تساهم بأكثر من مليون برميل يومياً، من معادلة الإنتاج العالمي قريباً.

فضلاً عن ذلك، فإن عدد حفارات النفط النشطة في الولايات المتحدة سجل أكبر هبوط أسبوعي منذ فبراير (شباط) 2016، بينما من المتوقع أن تعزز الولايات المتحدة هذا العام دورها القيادي كأكبر منتج للخام في العالم.

وقالت شركة «بيكر هيوز» لخدمات الطاقة، يوم الجمعة، إن شركات الحفر النفطي أوقفت تشغيل 21 حفاراً في الأسبوع المنتهي في 18 يناير/ كانون الثاني، ليصل إجمالي عدد الحفارات إلى 852، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2018.

ومع هذا، فإن عدد حفارات النفط النشطة في أميركا، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلاً، ما زال أعلى من مستواه قبل عام، عندما بلغ 747 حفاراً، بعد أن زادت شركات الطاقة الأنفاق في 2018، للاستفادة من أسعار أعلى في ذلك العام. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الأسبوع الماضي، إن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفع الأسبوع الماضي إلى ذروة بلغت 11.9 مليون برميل يومياً، ومن المتوقع أن يسجل مستوى قياسياً جديداً فوق 12 مليون برميل يومياً هذا العام، وأن يقفز إلى نحو 13 مليون برميل يومياً العام القادم.

وأصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للخام في العالم، بفضل زيادات في إنتاج النفط الصخري، مع وصول الإنتاج إلى نحو 11 مليون برميل يومياً في 2018، وهو ما حطم المستوى القياسي السنوي للبلاد المسجل في 1970.

كل هذه العوامل انعكست مباشرة بالإيجاب على أسعار النفط، لتقفز نحو 3%، يوم الجمعة، آخر تعاملات الأسبوع.

وصعدت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق، 1.52 دولار، أو 2.48%، لتبلغ عند التسوية 62.70 دولار للبرميل. وارتفعت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط، 1.73 دولار، أو 3.32 في المائة، لتسجل عند التسوية 53.80 دولار للبرميل.

إلا أن ما أشعر المتعاملين بالتفاؤل، هو جدية منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، بعد أن نشرت قائمة بتخفيضات إنتاج النفط لأعضائها وللمنتجين الرئيسيين الآخرين، بدءاً من أول يناير/ كانون الثاني 2019، لتعزيز الثقة في اتفاقها لخفض إمدادات الخام، وهو ما اعتبره البعض بالفعل إشارة إيجابية إلى السوق، بجديتهم في توازن أسواق النفط.

كانت مجموعة المنتجين من «أوبك» وخارجها، قد اتفقت في ديسمبر (كانون الأول) على خفض إنتاج النفط بمدار 1.2 مليون برميل يومياً، لدعم أسعار الخام، وتقليص تخمة نفطية، في وقت يزداد فيه المعروض، وخصوصاً من الولايات المتحدة.

وتتوقع «أوبك» في تقريرها أن ينمو الإنتاج من خارجها بنحو 2.6 مليون برميل يومياً، وهذه نسبة نمو عالية تقودها الولايات المتحدة وروسيا وكندا وكازاخستان (روسيا وكازاخستان أعضاء في تحالف «أوبك +»)، وأن الطلب على نفطها في 2019 سينخفض بنحو 90 ألف برميل يومياً عن مستواه في عام 2018، ليصل إلى 30.9 مليون برميل يومياً.

قد يهمك ايضا :بكين تعرب عن أملها في تحقيق نتائج خلال المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة

خبراء يؤكّدون أن سياسة أميركا بزيادة الرسوم الجمركية ستؤثّر على اقتصادها

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الحكومة المغربية ترفض توسيع الخصم الضريبي ليشمل الوالدين وتعتبر…
المغرب يعزز التحصيل والعدالة عبر المراجعات الضريبية لنهاية السنة
المغرب يسرّع الاستثمار في محطات تحلية المياه لتعزيز الأمن…
المغرب يراجع قانون الشيكات بعد ارتفاع عدد المعتقلين بسبب…
المغرب والصين يعززان التعاون الفلاحي والمائي لضمان الأمن الغذائي…

اخر الاخبار

فرنسا تعلن أن واشنطن تتعهد لأول مرة بمناقشة الضمانات…
بوتين يؤكد استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها ويشدد على…
المبعوث الأممي يؤكد أن الحوار هو السبيل لخفض التصعيد…
قذائف مجهولة المصدر تسقط في محيط مطار المزة بدمشق

فن وموسيقى

يسرا تكشف فلسفتها المهنية وتستعد للعودة إلى الدراما والسينما…
مي عمر تتحدث عن علاقتها بالنقد وتؤكد اعتمادها على…
منى زكي تؤكد أن تجسيد أم كلثوم كان الأصعب…
زينة تتحدث عن بداياتها الفنية وتكشف أسرار حياتها ونجاحاتها…

أخبار النجوم

منة شلبي تقود موسم 2026 بعملين ضخمين
أحمد العوضي ينافس بـ «علي كلاي» رمضان 2026
ريهام عبد الغفور تفاجئ جمهورها بعمل سينمائي جديد
لبلبة تكشف أسرار مشوارها الفني وتوضح أن شغفها بالتمثيل…

رياضة

تدابير الفيفا لمواجهة الحرارة في المونديال
بى بى سى تنصف محمد صلاح ضد ليفربول وترشحه…
مغردون يعلقون على أزمة محمد صلاح مع ليفربول بين…
ميسي يعتلي قمة التاريخ ويكرس نفسه الأكثر تتويجاً في…

صحة وتغذية

دراسة تؤكد أن انتظام مواعيد النوم يخفض ضغط الدم…
اكتشاف مسار جديد لعلاج سرطان الكبد العدواني
الذكاء الاصطناعي يتنبأ بهشاشة العظام في مراحلها المبكرة
وزير الصحة يجدد في طوكيو التزام المغرب بالتغطية الصحية…

الأخبار الأكثر قراءة

الحكومة المغربية تعلن عن إمكانية تأجيل تسديد قروض الشرف…
ترامب يشير لاحتمال خفض الرسوم على الصين قبل لقائه…
المغرب وتركيا يوقعان اتفاقا جديدا لتقليص العجز التجاري
فضيحة مالية جديدة تهزّ النظام المصرفي الإيراني "بنك باسارغاد"…
الحكومة المغربية تقدم مشروع قانون المالية لسنة 2026 والمعارضة…