الرئيسية » ناس في الأخبار
فن الرسم

الرباط -المغرب اليوم

يمتطي لحسن، ومعه بعض أصدقائه المغاربة المقيمين في البحرين، سيارته، مطلقا العنان لموسيقى أمازيغية عذبة، قاصدين شاطئ جزيرة المحرق في اتجاه العاصمة المنامة، بعدما أجبرتهم ظروف كورونا على قضاء عطلة الصيف بعيدا عن الأهل والأحبة، وفي قلب كل واحد منهم حاجة هو قاضيها؛ هذا يسبح وذاك يمارس رياضة الجري، وثالث يمارس هوايته في الصيد بالصنارة، وآخر يستمتع بمنظر غروب الشمس في انتظار أن يكون "براد" الشاي أو "الطاجين" المغربي جاهزا ليلتئموا حوله، عله ينسيهم ولو للحظات الحنين إلى الوطن، أو يجعلهم يزورونه لدقائق ولو في الخيال.

يطول مقام الأصدقاء المغاربة في شاطئ البحر أحيانا حتى وقت متأخر من الليل، وفي خضم ذلك يغتنم لحسن، المنحدر من منطقة ألنيف بإقليم تنغير في الجنوب الشرقي للمغرب، والذي التحق بمملكة البحرين مدرسا للفرنسية سنة 2013، الفرصة ليلم ما جاد به البحر من قطع خشبية تحولها أنامله في ما بعد إلى تحف فنية رائعة، تنم عن روح إبداع عصامية

"هداا البحر"، هكذا يسمي لحسن ما يُلفظ من أخشاب هي بقايا مخلفات البناء التي تُستعمل في عملية "طمر البحر" التي تعتبر مملكة البحرين من أشهر الدول التي تتم فيها؛ يعود محملا بما اختاره منها بعناية مما توفرت فيها شروط الانتقاء الأولي إلى منزله الذي أحاله إلى ورشة لتفريغ إبداعاته، متخذا من القصبات والأبواب القديمة التي تميز مسقط رأسه موضوعا لها، وهي نفسها التي يجعل منها "تيمات" للوحاته التشكيلية، دون أن يغفل الانفتاح على ما هو عالمي من خلال تدوير "غنائم البحر" إلى قلاع وقصور châteaux شكلت موضة وطرازا تفاخر به ملوك أوربا في العصور الوسطى

تستعمل هذه اللوحات، وهي عبارة عن قطع مركبة من الخشب، لتزيين مداخل البيوت والفنادق والمحلات التجارية وتعليق المفاتيح... "تكلفني اللوحة الواحدة من يوم إلى ثلاثة أيام، بين الجمع والتركيب والصباغة"، يقول لحسن، مضيفا أن كورونا كان له الفضل في توجهه نحو هذا الفن، ومعبرا عن ذلك بالقول: "أمام الفراغ القاتل الناتج عن توقفي عن العمل واستحالة السفر إلى أرض الوطن بسبب كورونا، كان علي البحث عن طريقة أزجي بها وقتي؛ ولأن البحر كان وجهتي المفضلة في هذه الظروف، فكرت مليا وقلت في نفسي: لم لا أجمع ما يقذفه من أخشاب وقواقع وأحولها إلى مادة لأعمالي، فمن جهة أكون قد أسديت خدمة جليلة للبيئة، ومن جهة أخرى أمضي فراغي دون ملل؟".

ثم يردف لحسن متحدثا عن قصته مع أخشاب البحر: "وكذلك كان، إذ بعد أيام وجدت نفسي مدمنا عليها، عاشقا لها، لا أجد المتعة إلا وأنا أركبها أو أفكر في ما أصنع بها، حتى أضحى لا يمر يوم لا أتوجه فيه إلى البحر لاصطيادها".

ورغم أن لحسن حديث العهد بهذا الفن المعروف عالميا بـ Driftwood art أو" فن الأخشاب الطافية"، إذ يمثل "عصر كورونا" تاريخ ميلاده عنده، بعدما كان في الأصل رسام لوحات تشكيلية شارك بها في العديد من المعارض الافتراضية، وحاز منها على شواهد تقديرية، كما تلقى دعوات المشاركة في أخرى داخل القاعات، سواء في المغرب أو البحرين، قبل أن يَحول كورونا دون تنظيمها؛ ورغم أنه لم يتعلم الرسم في معهد متخصص، إذ يقول معلقا على إحدى لوحاته: "عذرا إن أخطأت في الملامح فأنا لم آخذ ولا حصة في الرسم، لكن هم الغربة والحنين إلى الوطن الذي لم ينصفنا ورمى بنا بعيدا جعلنا نحاول أن نقترب منه عن طريق ريشتنا العوجاء"، (رغم كل ذلك) فإن تحفه التي يعرضها في صفحته على "أنستغرام"، وفي موقع خصصه لذلك، لقيت إقبالا لا بأس به، إذ باع عددا منها لزبائن من دول مختلفة، أغلبهم من أوربا والولايات المتحدة وشرق آسيا.

"يتراوح ثمن اللوحة الواحدة بين 200 و300 درهم مغربية، دون احتساب مصاريف الشحن، فهي رغم بساطتها تكلفني الكثير؛ من صباغة باهظة الثمن وغراء وتنقل نحو الشاطئ"، يقول لحسن، قبل أن يتابع: "في الحقيقة لم يكن هدفي هو البيع، لقد حدث كل شيء صدفة كما قلت سلفا، أو قل إن الرغبة في الهروب من الغربة عبر الصباغة وتركيب الأخشاب، وفي إشغال نفسي عن التفكير والحنين إلى العائلة، كانت الباعث على كل شيء، فهذه أول عطلة صيف أقضيها في البحرين منذ مجيئي إليها"، قبل أن يضيف: "لقد كان علي أن أفكر في جعل أيام الصيف الطويلة والرتيبة بعيدا عن الأهل أقصر ما يمكن، فكان تعاملي مع الأخشاب، التي صارت لا تترك لي أحيانا حتى الوقت لأعد ما آكل، وتحويلها إلى منشآت فنية أسكنها لساعات هو الملاذ".

وقد يهمك ايضا:

4 آلاف و45 إصابة جديدة بـ"كورونا" في المغرب خلال 24 ساعة

نجوى كرم تكسر عزلة كورونا بحفل غنائي ضخم في دبي

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الأمير ويليام يصطحب نجله جورج لمساعدة المشردين في لندن
إيلون ماسك يصبح أول شخص في التاريخ تبلغ ثروته…
عبد اللطيف حموشي يمنح ترقية استثنائية لمفتش شرطة مغربي…
أسماء لمنور تتألق بأداء النشيد الوطني المغربي قبل مباراة…
الملك محمد السادس يوشح إداريين وأساتذة بجامعة عبد المالك…

اخر الاخبار

وزارة الداخلية المغربية تؤكد أن 31 ديسمبر 2025 آخر…
إشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وقسد بمحيط حلب وقصف…
ترامب يلتقي زيلينسكي في فلوريدا لبحث الضمانات الأمنية وخطة…
قوة الأمم المتحدة في لبنان تسجل إصابة جندي بنيران…

فن وموسيقى

نهال عنبر تفتح ملف حياتها الخاصة وتكشف كواليس وفاة…
ريهام عبدالغفور تؤكد أن "خريطة رأس السنة" تجربة إنسانية…
دينا الشربيني تكشف كواليس لا ترد ولا تستبدل وتؤكد…
كريم عبدالعزيز يكشف أسباب الطلاق ودينا الشربيني تظهر بجانبه…

أخبار النجوم

هند صبري تكشف كواليس مسلسل «مناعة» وتعلن مشاركتها في…
"تارا عماد" تخوض تجربة الغناء لأول مرة دراميا
شيرين رضا توضح حقيقة تصريح ابنتها نور عمرو دياب…
جيهان الشماشرجي تلجأ للقانون بعد تعرضها لإساءات بسبب تعليقها…

رياضة

الركراكي يعتبر تعادل مالي درسًا مفيدًا ويؤكد مواصلة المسار…
حسام حسن يشكر الجماهير المصرية والمغربية على الدعم في…
محمد صلاح ضمن أفضل 10 لاعبين في العالم 2025
الركراكي يحذر من صعوبة مواجهة مالي ويؤكد سعي المنتخب…

صحة وتغذية

أبرز الأطعمة الغنية بفيتامين «هـ» لصحة البشرة والجهاز المناعي
المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بأكادير ينجح في أول…
دواء جديد يوقف تطور مرض ألزهايمر في مراحله المبكرة
اختراق طبي يكشف مؤشراً مبكراً لالتهاب الأمعاء في مراحله…

الأخبار الأكثر قراءة

الرئيس الباكستاني يمنح ملك الأردن أعلى وسام مدني في…
المدير العام للأمن الوطني يقرر ترقية استثنائية لمفتش شرطة…
البابا يحث قادة العالم على الاستماع إلى صرخة الفقراء
مدير وكالة الاستخبارات الأميركية الأسبق يثير الجدل بعد اعترافه…
البابا ليو يدعو عددا من نجوم السينما العالمية للقائه…