الرئيسية » أخبار عربية
صورة تعبيرية

الرباط -المغرب اليوم

تتتبّع ورقة بحثية الأسباب المؤدّية إلى تزايد حالات الانتحار في العالَم العربيّ، بشكل يكاد يكون متزامنا، خلال أزمة جائحة "كوفيد-19" الرّاهنة.ورغم غياب بيانات دقيقة تَخُصّ "حالات ارتفاع أو تراجع الانتحار في الدول العربية عام 2020، ولاسيما في ظِلِّ تحفظ بعض وزارات الداخلية والصحة على إتاحتها"، تبقى الملاحظة المباشرة المستقاة من متابعة التّقارير الصادرة عن وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية، وفق ورقة مركز المستقبل للأبحاث والدّراسات المتقدّمة، أنّ "حالات الانتحار تُسجَّل بشكل يكاد يكون متزامناً بين الدول العربية"، وهو ما يُمكِن تفسيره "في ضوء عدد من العوامل المترابطة في ما بينها، مثل: تفشي فيروس كوفيد-19، وتأزم الوضع الاقتصادي، واستمرار الصراع المسلح، وتزايد الضغط النفسي، والتعرض لصدمات مفاجئة، كخسارة أموال وفيرة أو فقدان أشخاص".

وتُذَكِّر الورقة في هذا السياق باشتغال منظمة الصحة العالمية، وغيرها من الهيئات الدولية والإقليمية، قصدّ التّقليل مِن حدوث الانتحار في العالَم، "لأنه يمثل جريمة ضد الذات، فضلاً عن كونه محرما دينياً"؛ كما تُعَدِّدُ مجموعة من العوامل التي ترتبط في ما بينها لتشكل ما يمكن تسميتها "القابلية للانتحار" في عدد من الدول العربية.ووَفق ورقة مركز المستقبل ثمة ترابط بين حالات الانتحار وتفشي فيروس كوفيد-19 في أغلب الحالات بالدول العربية، "ولاسيما في ظل الأوضاع التي خلَّفها هذا الفيروس من حيث سرعة انتشاره، واحتمال الإصابة بدون أعراض واضحة، وتعقيدات اكتشاف لقاحٍ للعلاج منه، والالتزام بالتّباعد الاجتماعيّ والحَجر المنزليّ للوقاية منه، على نحو ترك تأثيرات (كثيرة) على الصحة النفسية للمواطنين".

ومن بين العوامل الوارِدِ ذكرها "الوضع الاقتصادي الضاغط"، المرتبط بتفشّي فيروس كورونا، الذي أدى إلى إغلاق أو تراجع عدد من الشركات والمصانع، وتوقّف بعض المشاريع، ما ينعكس على العمَالة في العديد من القطاعات، بتعرُّضِها للتّسريح أو تراجع موارد الدخل، ولاسيما في ظل عدم قدرتها على تغيير واقعها، وعدم قدرة الحكومة على الاستجابة لمطالب القطاع الواسع من الرأي العام"، وهو ما يعرف، حَسَبَ المصدر البحثيّ بـ"تسيِيس الانتحار، خاصة بعد انتحار محمد البوعزيزي في تونس على نحو مهد لثورة شعبية غيرت مِن شكل المنطقة".

وتحيل هذه الورقة على الحالة اللبنانية، وتزايد عدد حالات الانتحار فيها، حيثُ سُجِّلَت ثلاث حالات في يوم واحد، بتاريخ 4 يوليو الماضي، كما تستحضر انتحار مواطن لبناني في شارع الحمرا المزدحم بالعاصمة بيروت، تاركاً رسالة كتب فيها: "أنا مش كافر.. الجوع كافر"، وهو ما تَرى أنّه "يعكس تأزم الوضع الاقتصادي في لبنان بشكل لم تشهده منذ عقود".ويذكر المصدر نفسه أنّ حالة سوريا ليست بعيدة عن هذا الإطار، إذ أعلن المدير العام للهيئة العامة للطب الشرعي التابعة لنظام الأسد بسوريا، في 19 أبريل الماضي، أنّ أعداد المنتَحِرين منذ يوم 20 مارس، وحتى 16 أبريل 2020، بلغت 13 حالة، ثم زادت الأعداد إلى 51 حالة حتى 15 مايو الماضي، علما أنّ هذه الإحصائية استثنت المحافظات الخارجة عن سيطرة قوات الجيش النظامي السوري.

وترى ورقة مركز المستقبل للأبحاث والدّراسات المتقدّمة أنّ التفسير الرئيسي لانتشار حالات الانتحار في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري، هو: "تدهور الوضع الاقتصادي، والفقر والبطالة خاصّة، فضلاً عن إرغام الشّباب على الذّهاب إلى جبهات القتال، والضّغوط النفسية التي تعاني منها الفتيات لفراق عوائل الأسرة".ومن بين أسباب الانتحار التي يرد ذكرها في الورقة "استمرار الصراعات المسلحة"، علما أنّ الأدبيّات التي تعالج هذا الإشكال تتحدّث عن تزايده "بين الفئات المستضعفة التي تعاني من التّمييز، مثل اللاجئين والمهاجرين". كما يقول المصدر ذاته إنّ المنطقة العربية تُمَثِّلُ "بيئة مُحفِّزة على الانتحار، ولاسيما في ظِلِّ دوران مروحة الصراعات على مدى عقد كامل من الزمن".

وتذكر الورقة أنّ تزايد الضغط النفسي يؤدّي في حالة مجموعة من الأشخاص إلى الانتحار "نتيجة المعاناة من أمراض نفسية، لأسباب مختلفة"، ثم تضيف: "لعلَّ الظروف الحادة التي مرت بها الدول العربية خلال العقد الماضي بشكل عام، وعام 2020 بوجه خاص، أثرت بشكل يمكن ملاحظته على الصحة النفسية للمجتمعات العربية، في ظل ثورات شعبية، وصراعات مسلحة، وعمليات إرهابية، وأمراض وبائية في توقيتات متلاحقة".

وتسجّل الورقة أنّ من الأسباب التي تدفع للانتحار، أيضا، "التعرض لصدمات مفاجئة"، ثم تزيد: "لا يوجد عامل واحد صالح لتفسير حالات الانتحار في المنطقة العربية، بصفة خاصة في لحظات الأزمة، بل تتعدّد وتترابَط في ما بينها".وقد لا يمكن الوصول للأسباب الحقيقية للانتحار "اللّامعياريّ" بتعبير عالم الاجتماع إميل دوركهايم؛ غير أنّ "استمرار "كوفيد-19" في صورة موجات جديدة، والصراعات المسلَّحة، سيُعَزِّزان الضّغوط التي تتعرّض لها المجتمعات"، إلى جانب "عدم القدرة على استيعاب صدمات الضغوط المفاجئة"، وهو ما يفرض، حَسَبَ المصدر البحثيِّ ذاته، "الإحاطة بمختلف العوامل، ومنها العامل النفسي، وإعادة النظر في منظومة الصِّحَّة النفسية لتقليل حدوث حالات الانتحار".

وقد يهمك ايضا:

شاب يهدد بالانتحار داخل مقهى بـ”كازا” من أجل حبيبته

ماكرون يعلّق "وفيسبوك" يتدخل بسبب انتحار في بث مباشر

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إسرائيل تهدد بـ"احتلال مناطق واسعة" جنوبي لبنان
مصر والكويت تدعوان لوقف فوري ودائم لإطلاق النار بغزة
حزب الله يُعلن عن استهداف 5 مواقع للجيش الإسرائيلي…
ميقاتي يبحث مع سفير فرنسا لدى بيروت الأوضاع في…
ولي العهد السعودي يُؤكد أن المملكة ترفض دعوات التهجير…

اخر الاخبار

مباحثات تجمع حموشي وسفير باكستان
إدارة السجن المحلي بالناظور تنفي مزاعم تسبب التعنيف والإهمال…
موريتانيا تتراجع عن رفع التعريفة الجمركية ومهنيون متفائلون بعد…
رئيس مجلس المستشارين المغربي يدعّو إلى إيجاد صيغ فعالة…

فن وموسيقى

الفنان المغربي ديستانكت يطرح جديده الفني بعنوان ''سلام''
إيمي سمير غانم تعود للسينما عقب تجاوز أحزان وفاة…
غادة عادل تشعر بالنضج الفني وتتمنى تقديم أعمال ذات…
المغربي سعد لمجرد يزُور قبر عدد من نجوم الفن…

أخبار النجوم

حمادة هلال يٌثير جدلاً على مواقع التواصل بصورة مركّبة…
آيتن عامر تتحدث بصراحة عن انكسارها بسبب وفاة شقيقتها…
ناهد السباعي توجّه رسالة قوية الى المرأة مٌؤكدة أن…
أحمد السقا يصف كريم عبد العزيز بكلمات من القلب…

رياضة

مدرب باريس يُهدّد بالكشف عن كافة تفاصيل قضية كيليان…
تشافي ينتقد حكم المباراة عقب الخسارة من باريس سان…
فرنسا تطرد مئات المٌهاجرين من باريس قبل انطلاق الألعاب…
مبابي يقود باريس إلى قبل النهائي من دوري أبطال…

صحة وتغذية

وزير الصحة المغربي يُعطي انطلاقة خدمات 34 مؤسسة صحية…
طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
جراحون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي
الكشف عن صلة بين استخدام المستحلبات والإصابة بالسكري

الأخبار الأكثر قراءة

مندوبة بريطانيا فى مجلس الأمن تؤكد أنّ الفلسطينيون يواجهون…
الرئاسة الفلسطينية تدين الهجوم الإرهابى فى العاصمة الروسية موسكو
البيت الأبيض يؤكد أنّ بايدن يستقبل رئيس وزراء العراق…
السعودية تعرب عن إدانتها للهجوم الإرهابي في ضواحي موسكو
مجلس الأمن يصوت على مشروع جديد يدعو إلى وقف…