الرئيسية » تحقيقات
امرأة تجتاح مقر المعارضة في هراري

لندن - ماريا طبراني

تتواصل حدَّة الاشتباكات والعنف في زيمبابوي، مما يؤثر سلبًا على أحلام وتطلعات المواطنين، حيث روى بعض منهم تأثير هذا العنف على حياتهم وأحلامهم، فمنهم من يعمل بمقابل يومي، إن لم يعمل لن يأكل

غادر جوزيف شاكوتامازي في وقت مبكر من صباح يوم الخميس، منزله في حي هراري الفقير في هاتفيلد وتوجه إلى قلب العاصمة الزيمبابوية, وكالعادة، توقف وأمسك بضع عشرات من الصحف من موزع لبيعها للركاب والعاملين في المكاتب, وفي التاسعة والنصف من صباح يوم الخميس كان في موقعه المفضل في زاوية شارع مزدحمة عادة بالقرب من برلمان المستعمرة البريطانية السابقة في ميدان أفريقيا.

ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن شاكوتامازي قوله "لدي زوجة وطفلين، أكسب نحو دولارين في أفضل الأيام, أنا لست شخصًا سياسيًا، وإذا لم أكن أعمل، فإننا لن نأكل".

وبعد ظهر يوم الأربعاء، كان الجيش قد تحرك عبر شوارع المدينة لتفريق متظاهرين معارضين يزعمون أن نتائج الانتخابات التاريخية التي جرت يوم الاثنين، وهي الأولى بعد نهاية حكم دام أكثر من أربعة عقود من حكم روبرت موغابي العام الماضي، تم تزويرها, ولساعات عدة، كان صوت إطلاق النار العشوائي، وتحطيم الزجاج والصراخ ملأ مركز المدينة, في الوقت الذي تم فيه استعادة الهدوء، قتل ستة أشخاص وأصيب العشرات.

وقالت مصففة شعر, تبلغ من العمر 23 عاما, أُرسلت إلى المنزل من قبل أصحاب عملها خشية وقوع المزيد من الاشتباكات, "لم نكن نتصور أن هذا سيحدث, كنا نظن أن ذلك العنف قد حل عنا بعيدًا", وأضافت أنها لا تريد ذكر اسمها خوفًا من الانتقام الحكومي, فقبل تسعة أشهر فقط كانت شوارع هراري – عاصمة زيمبابوي- مسرحًا للاحتفالات السعيدة حيث انتشر خبر إقالة موغابي، 94 عاما, وعلى الرغم من أنه تمت إزالته فيما كان بالفعل انقلابًا في القصر مدعومًا من الجيش، وعلى الرغم من أن حزب زانو - بي إف الحاكم ظل في السلطة، إلا أن العديد من الزيمبابويين كانوا يأملون في مستقبل أفضل.

وكان هناك تفاؤل بأن يؤدي إيمرسون منانجاغوا رئيس المخابرات في الخارج أيضًا، البالغ من العمر 75 عامًا، ونائب الرئيس السابق الذي خلف موغابي، إلى قيادة البلاد في اتجاه مختلف، سيجلب الإصلاحات والديمقراطية وإعادة دمج المجتمع الدولي, كما أن العلامات المبكرة كانت جيدة, فالحملة الانتخابية كانت سلمية، في تناقض صارخ مع استطلاعات سابقة, والمراقبون الدوليون معتمدون, ما سُمح للمعارضة دون عوائق، حتى لو استفاد حزب زانو-بي إف الحاكم مما وصفه المراقبون بأنه "ساحة لعب بعيدة عن المستوى".

وفي يوم الاثنين، جرت الانتخابات بسلاسة، حيث اصطف الملايين في أشعة الشمس الشتوية الناعمة للإدلاء بأصواتهم، ثم جاءت الاشتباكات يوم الأربعاء، وألقى حزب حركة التغيير الديمقراطي المعارض باللائمة فيها على الحكومة، ومن جانب الحكومة على حركة التغيير الديمقراطي, ولم تعلن بعد نتائج الانتخابات بعد ظهر يوم الخميس.

وقال إرنست مودزنجي "43 عاما"، وهو مدير إعلامي، عندما توقف لشراء صحيفة من متجر رصيف شاكوتامازي "نحن في عصر جديد من عدم اليقين, لكننا على الأقل نعرف نوع الحكومة هذه, إنها حكومة تطلق على نفسها اسم "ليبرالية وديمقراطية"، لكنها أطلقت العنان للجنود على مدنيين غير مسلحين", وآخرون - عدد أقل بكثير في معقل المعارضة هذا - وصفوا المحتجين بـ "البلطجية"، وهؤلاء أناس أغبياء".

كما قال جايك جوجاجا "28 عاما" وهو سباك "يجب أن ينتظروا النتائج ويحترمونها"، ويقول المحللون في هراري "إن المصادمات والوفيات التي وقعت يوم الأربعاء تمثل انتكاسة كبيرة لآمال الحكومة في إعادة التأهيل الدولي - وفرصها في الحصول على حزمة إنقاذ بقيمة مليارات الدولارات لمنع الحاجة إلى الانهيار الاقتصادي, كما سيجعل إعادة القبول إلى الكومنولث، وهو هدف حكومي أساسي، أصعب بكثير، ومن المرجح أن يقوض جهود حزب زانو-بي إف الحاكم لتحسين صورتها السيئة في واشنطن.

ويعول الكثير على الأيام المقبلة، وكيف أن كلًا من منانجاغوا وزعيم المعارضة، نيلسون تشاميسا، يستجيبان عندما تكون نتائج الانتخابات الرئاسية معروفة, وهناك تقارير عن الاتصال بين الخصمين، مما يثير آمال البعض أن السلام يمكن استعادته, فالعصر الجديد الذي كان يحلم به الكثيرون في هذا البلد الفقير البالغ عددهم 16 مليون نسمة عندما تم إقصاء موغابي تم تحديده اقتصاديًا بقدر ما هو سياسي.

وخلف الدكتاتور المتقادم دولة تقترب معدلات البطالة فيها من 90٪، وتناثرت الخدمات والبنية التحتية المتهالكة, ولا توجد عملة وطنية, وقال شاكوتامازي، بائع الجريدة "إنه لم يشهد أي تحسن في الأشهر الأخيرة ولم يتوقع أي "خبر سار قريبًا".
وقال "أنا قلق من المزيد من العنف، أنا لست رجل غني, لقد كانت أيام سيئة في ظل عهد موغابي, ولكن الآن هو ذاته".

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إدارة بايدن تطلب من البنتاغون والخارجية والمخابرات التزام الصمت…
قطر تجري تقييماً شاملاً لوساطتها عقب توظيفها لمصالح سياسية
مدير وكالة الطاقة الذرية يخشى أن تقصف إسرائيل منشآت…
إسرائيل تصدّت للهجوم الإيراني بمشاركة دول غربية معتمدة على…
13 ألف فلسطيني في قطاع غزة مدرجون ضمن عداد…

اخر الاخبار

رئيس مجلس النواب المغربي يٌجري مباحثات مع نظريه السويسري
المغرب يٌعزي الشعب الإيراني بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي…
المغرب وإسبانيا يٌناقشان آخر الترتيبات العملياتية لضمان انطلاق عملية…
القضاء العسكري الصومالي يٌوافق على تسليم 9 مواطنين مغاربة…

فن وموسيقى

حملة شرسة ضد سعد لمجرد ومطالب بمنعه من الغناء…
جولة عالمية للفنان كاظم الساهر في صيف 2024 ستضم…
أنغام تُحيي حفلاً بمهرجان موازين في المغرب بمشاركة كوكبة…
يسرا تتحدث عن تجربتها المختلفة في فيلم "شقو" وتُشيد…

أخبار النجوم

نجوى كرم تلتقي الجمهور في "موازين" بالمغرب بعد ألمانيا
تامر حسني يٌمازح هنا الزاهد وباسم سمرة ومحمد ثروت…
عبير صبري تٌعلّق على واقعة اعتداء سائق شركة نقل…
المطربة مروة نصر تتهم صناع أغنية روبي الجديدة بالسرقة

رياضة

محمد صلاح يٌصنف ضمن قائمة أفضل 10 لاعبين في…
كيليان مبابي ينتظر مٌوافقة باريس ويكشف قراره لـ ثنائي…
أندية الدوري الإنجليزي تطلب إلغاء تقنية حكم الفيديو المٌساعد…
الفيفا يعتمد 3 نسخ من كأس العرب في قطر…

صحة وتغذية

انعدام الأطباء المٌتخصصين في الأمراض النفسية والعقلية يٌسائل وزير…
وزير الصحة المغربي يٌعطي انطلاقة خدمات ستة مراكز صحية…
الخبراء يختارون "التفاح" كأفضل فاكهة لتعزيز صحة القلب
نصائح غذائية لتقوية جهاز المناعة عن طريق تناول الأطعمة…

الأخبار الأكثر قراءة

الأقمار الصناعية تكشف حجم الدمار في خان يونس عقب…
الأونروا تؤكد أن 62% من المنازل في قطاع غزة…
"الناتو" يحتفل بالذكرى الـ75 لتأسيسه وسط مخاوف من تهديدات…
عودة سفينة مساعدات محملة بالأغذية إلى قبرص بعد مقتل…
طيارون أوكرانيون من النخبة يقودون عصابة لتهريب المخدرات