مثقفون يدعون لإعادة الإعتبار للكتاب في يومه العالمي
آخر تحديث GMT 03:43:08
المغرب اليوم -

مثقفون يدعون لإعادة الإعتبار للكتاب في يومه العالمي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مثقفون يدعون لإعادة الإعتبار للكتاب في يومه العالمي

عمان ـ بترا

يأتي الاحتفال باليوم العالمي للكتاب في ظل مناقشات حادة حول أهمية الكتاب ودوره في الحياة الثقافية ، وهناك تحديات تواجه الكتاب الورقي امام التطور التكنولوجي الحديث حيث التقدم المذهل لوسائل التواصل الإلكتروني التي غدت تؤثر على السوق التوزيعية للكتاب. يقول الدكتور يوسف ربابعة من جامعة فيلادلفيا لوكالة الانباء الاردنية (بترا) : علينا أن نعترف أن الزمن والادوات يتغيران، ومن هنا لا نستطيع تقرير موت الكتاب كما يحلو للبعض أن يصفه، لأن الشواهد والدلائل تشير إلى أن الكتاب لم يختف ولم ينته، لكنه - كما المادة - تحول من شكل إلى آخر، وأمام هذا التحول لا بد من البحث عن الوسائل والطرق الجديدة لنشره وترويجه بما يتناسب مع الأدوات الحديثة المتوفرة للجيل الجديد. ويؤكد ان الوسائل القديمة لم تعد مجدية ولا ناجحة في الوصول والإيصال، وعلى المعنيين والمتخصصين ابتكار الوسائل الجديدة بما يتناسب مع روح العصر وإمكاناته، وهناك وسائل وأساليب كثيرة للترغيب فيه، ومن بينها استخدام الوسائل الإلكترونية بكل أنواعها، وعقد الندوات التي تعنى بالقراءة والتحليل للكتب، وعمل مجموعات شبابية على مواقع التواصل الاجتماعي لمناقشة الكتب والحديث عنها، وإقامة المعارض من خلال الجامعات والمدارس والمؤسسات الثقافية، ومهرجانات لبيع الكتب وترويجها بين الشباب، وتحفيز الجيل على قراءة الكتب من خلال اجراء مسابقات وجوائز، وغيرها . يقول استاذ علم المكتبات والمعلومات في الجامعة الأردنية الدكتور ربحي مصطفى عليان ان الكتاب يعد من أقدم وأهم مصادر المعلومات، ورغم ظهور مصادر أخرى للمعلومات منافسة له كالمواد السمعية والبصرية والمصادر الالكترونية، إلا أنه حافظ على مكانته وبخاصة في مجال التعليم والأدب والبحث العلمي، ويعد ذاكرة الأمم والشعوب ، وللكتب أنواع مختلفة منها العامة والمتخصصة ومنها المرجعية ومنها القصص والروايات والكتب الدراسية وغيرها . ويؤكد وهو رئيس جمعية المكتبات والمعلومات الأردنية ان الكتاب واجه في الفترة الأخيرة العديد من المشكلات في مجال النشر والتأليف والتسويق , وبرزت قضايا جديدة مثل حقوق المؤلف والناشر , والملكية الفكرية وغيرها من القضايا, وتشكل حماية الملكية الفكرية أهمية كبيرة في عصرنا الحاضر، حيث ضمن القانون حقوقاً للمؤلف أو المبدع أو المبتكر منها مادية ومنها معنوية. ويرى رئيس رابطة الكتاب فرع اربد الشاعر والباحث حسن ناجي اننا لا نستطيع أن نتجاوز أهمية التكنولوجيا ودورها المعلوماتي المهم ، ولا نستطيع أن نقلل من إغراءاتها للمواطن العربي بشكل خاص والإنسان في كل مكان ، بدليل أن بعض الصحف الورقية اختفت في أميركا وأوروبا ونابت عنها الصحف الألكترونية ، ومع ذلك فإن العالم ما زال يطبع ملايين الكتب ، وما زال الناس يشترونها ، والإحصائيات لمعارض أوروبية وعربية بينت هذا الإقبال على الكتاب ، لكننا في الأردن تراجعت نسبة المطالعين والقراء بشكل كبير , وعلى المسؤولين الإنتباه إلى ذلك , فمثلاً وزارة التربية والتعليم تبنت منذ زمن بعيد فكرة مسابقة أوائل المطالعين التي أسست لجيل قارىء , وهذه الفكرة بدأت تختفي تدريجياً ، كما ان المؤسسات الثقافية والجامعات تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية. ويقول الشاعر هشام عودة عضو الهيئة الادارية لرابطة الكتاب : لم تزل للكتاب هيبته رغم كل هذا الضجيج الذي يرافق الحديث عن وسائل الاتصال الحديثة، فالمعلومة الجادة والرصينة لن تجدها إلا في ثنايا الكتب، بعكس المعلومات التي تشبه الوجبة السريعة التي تأتي بها أجهزة الاتصال الأخرى، وما زلنا نرى هذا الاحتفاء بالكتاب من أطراف العملية الثلاثة : المؤلف والناشر والقارئ،سواء في المراكز الثقافية أو المكتبات أو المعارض , ويعتقد أن الكتاب ما يزال خير جليس رغم سطوة وسائل الاتصال الحديثة. ويؤكد الكاتب والشاعر غازي الذيبة الحاجة الى اعادة الاعتبار للكتاب، وان حركة القراءة يمكن نشرها ونقلها بين الناس بكثير من الوسائل ابرزها تعزيز حضور الكتاب في كل مناسبة، وتفعيل دوره في المجتمعات، وتمكينهم من التفاعل مع مجتمعهم، ومد صناعة الكتاب بالتسهيلات الى جانب ايجاد مساحة من الحرية لانتاج المعرفة. ويقول المترجم والاديب الدكتور عماد الكيلاني ان العالم اليوم احوج الى الكتاب وهو ما يتوجب تقديمه الى القارىء باخراج انيق واختيار عميق لموضوعاته وابتكار اساليب لمطالعته وتسويقه لقطاع عريض من القراء وفق احدث التقنيات . ويضيف : في زمن طغت فيه وسائل الاتصال الاجتماعي على مثيلاتها فانه لا بد من التركيز على عنصر التطوير والتنوع الثقافي، واضعين نصب أعيننا هدفاً بحد ذاته يتمحور حول دور الكتاب في إرساء قواعد المعرفة بالمجتمع. اما القاصة والكاتبة أميمة الناصر فتقول إن تغيير التفكير الجمعي حول سلوكيات القراءة، بإعتبارها الأداة الأكثر فاعلية، نحو تطوير الذات والمجتمع، يجب أن يتم وفق خطة وطنية شاملة ومدروسة تتضافر فيها الجهود لإنهاضها والإشتغال عليها من قبل المؤسسات الحكومية ذات الشأن، ومؤسسات المجتمع المدني، غير غافلين أيضا المبادرات الفردية. وتضيف : لعل الدور الأكبر يجب أن يُناط بوزارة التربية والتعليم، فهي أكبر القطاعات المعنية بهذا الشأن، وهي الأكثر قدرة على التأسيس الحقيقي لأجيال تعي أهمية القراءة،بما تملكه من معطيات وأدوات وطاقات بشرية. وتقول : لا يعني ذلك التقليل من شأن المؤسسات الثقافية الراعية للثقافة، كوزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى ورابطة الكتاب وغيرها الكثير والتي للأسف لم تستطع أن تقدم مبادرات حقيقية لتفعيل أهمية القراءة ، وذلك يعود لغياب التخطيط المدروس والتقليل من أهمية فعل القراءة كمحفز أساسي للتغيير الإيجابي الذي بات مطلبا يرتكز عليه وجودنا الحضاري والإنساني، وهو سبيلنا الحقيقي لايجاد جيل عربي مثقف. وحسب الدكتور وصفي تيلخ فان الكتاب العربيّ يشهد أزمة تتمثّل بأمور ثلاثة، أولها شيوع الكتاب الرّقميّ (الإلكتروني) على نحو لافتٍ للنّظر ، أفضى إلى أن تختصّ بعض دور النّشر العربية بهذا النوع فحسب, وتهاون بعضها بنسب متفاوتة بالكتاب الورقي ، والثاني غَلَبة المشهد التّواصليّ البصري على المشهد التّواصليّ المكتوب ، والأمر الثالث يطال عددا من دور النّشر العربية، إذ هي جاهدة في تطلّب الكسب السّريع، لا في نشر المعرفة الأصيلة، لذا تعمل على طباعة الكتاب الذي يعود عليها بالنفع المادي، غير عابئةٍ بعائدته الفكريّة والثّقافيّة. ويقول مدير مبادرة الازبكية للكتاب حسين الشنع ان المبادرة اقامت للان اكثر من 50 معرضا للكتاب خلال سنة , وعدد الرواد لا يقل عن 50 الف زائر , وزاد عدد اندية الكتاب في الاردن عن 30 ناديا , وهناك اقبال غير طبيعي منذ سنة والسبب الرئيس كان لفكرة الازبكية بتدوير الكتاب القديم واعادة تداوله بين الناس. ويلفت الى ان الأزبكية درجت على تقديم نوعية كتب، تحمل مضامين فكرية وذات بعد انساني، بعيدا عن الاثارة، تنحاز للفن والادب والعلم والمعرفة . ويشير الشنع الى ان برامج الازبكية تعمل على سهولة اقتناء الكتب والتواصل بين القارىء والمبدع، وتوفير مناخ بينهم، بهدف ايجاد مناخ تفاعلي , كما تعمل على توفير الكتب الحديثة بأسعار معقولة للقراء، وتتطلع الى ايجاد آلية وطنية تهتم بنشر الكتاب وتوزيعه في كل مكان. يشار الى ان الاحتفال باليوم العالمي للكتاب يقام في الثالث والعشرين من نيسان من كل عام برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مثقفون يدعون لإعادة الإعتبار للكتاب في يومه العالمي مثقفون يدعون لإعادة الإعتبار للكتاب في يومه العالمي



إطلالات مريحة للأميرة رجوة تناسب مراحل الحمل

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:45 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 07:29 2023 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

إتيكيت لبس الأساور للفتيات

GMT 07:12 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 9 مايو/ أيار 2023

GMT 08:48 2024 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

440 مليون دولار خسائر متداولي «بيتكوين»
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib