أريحا _ صفا
بين الجبال شاهقة الارتفاع يتربع وادي سحيق على امتداد ما يزيد على 40 كيلومتر بين القدس وأريحا، وتكسو وجه المنطقة الرمال الصفراء، إلا أن المستوطنات الممتدة من القدس شرقا بدأت بتغير شكل المكان الذي يعود لآلاف السنين.
ويمتد وادي القلط بين الجبال الشرقية لمدينة القدس حتى الأطراف الغربية لمدينة أريحا، ويضم معالم أثرية تعود لمئات السنين من كهوف منحوتة في الصخور وشواهد قبور وكنيسة السان جورج للروم الأرثوذكس.
ويجذب الزائر جمال المكان وروعته رغم وعورة الطريق وطول المسير، إلا أن للاحتلال والمستوطنين آثار أقدام فيه، كما أن أحزمة الأبنية الاستيطانية المترامية على الجبال المجاورة له من ناحية القدس أوشكت على الاقتراب، لولا جغرافية المنطقة وتضاريسها.
سيطرة وشيكة
وتنتشر على قمم الجبال في الغور الفلسطيني عشرات المواقع العسكرية الإسرائيلية لضمان السيطرة على مفاصل الحركة والتنقل، بينما بدأت الكتل الاستيطانية بالتوغل داخل أراضيه رغم جباله القاحلة.
ويقول الخبير في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش لوكالة "صفا": "منطقة وادي القلط شأنها شأن المناطق الأخرى التي تحاول سلطات الاحتلال تفريغها من سكانها وفرض وقائع على الأرض وتغيير معالم الطبيعة، والهدف تفريغ المناطق المحاذية للمستوطنات الإسرائيلية والمحيطة بمعسكرات الجيش المنتشرة في الضفة الغربية، وبالتالي سياسة ممنهجة للسيطرة عليها".
ويدعم حنتش حديثه برصد سلطات الاحتلال بداية العام 2012 قرابة 529 نقطة، أطلق عليها أسماء بؤر استيطانية ومستوطنات وهمية لا أساس لها من الوجود، وصادر لهذا الغرض أكثر من 620 ألف دونم، ويريد السيطرة على هذه المناطق خطوة بعد خطوة.
ويؤكد أن هذه الإجراءات من أجل سلخ مدينة القدس عن جسم الضفة الغربية وفرض وقائع على الأرض في المنطقة المسماة ( أ 1 ) الواقعة بين التجمع الاستيطاني معاليه أدوميم ومدينة القدس، وأن الاحتلال صادر 12400 دونم من أجل وضع كل من مستوطنة "معالية أدوميم" و"ميشور أدوميم"، و"كفار أدوميم" في بلدية واحدة وهذه المستوطنات قريبة من أريحا.
ويلفت إلى أن تجمعات أدوميم ومستوطنات غور الأردن هي جزء من الخطة الإسرائيلية للسيطرة على الشريط الحدودي وخطة "ألون" المعلن عنها منذ عام 1970 ضمن خطة الاستيلاء على مصادر المياه في منطقة القلط والمناطق المجاورة لها، لأنها تشكل نحو 30% من مصادر المياه في الضفة الغربية.
وينوه حنتش إلى أن وجود المستوطنين الدائم في منطقة وادي القلط إلى جانب المواقع العسكرية المحيطة يشكل خطرا مستقبليا على المكان.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر