الجزائريون يتمسّكون بعادات عيد الأضحى المبارك رغم التحوّلات الأخيرة
آخر تحديث GMT 09:28:49
المغرب اليوم -

"هواة المصارعة" يتوجّهون إلى أماكن المبارزة بين الكباش لتحصيل الأموال

الجزائريون يتمسّكون بعادات عيد الأضحى المبارك رغم التحوّلات الأخيرة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الجزائريون يتمسّكون بعادات عيد الأضحى المبارك رغم التحوّلات الأخيرة

عادات وتقاليد عيد الأضحى
الجزائر – ربيعة خريس

طرأت العديد من التحوّلات على المجتمع الجزائري، إلا أن الجزائريين مازالوا متمسكين بتقاليد إحياء سنة النحر بشكل جماعي يوم عيد الأضحى المبارك، ومحافظين أيضا على العادات التي توارثوها عن الأجداد كزيارة المقابر والأهل والأحباب، فإذا سألت أي شخص عن تقاليد هذا العيد المبارك في الجزائر، فسيؤكد أنه ورغم تغير متطلبات وظروف الحياة وتندي القدرة الشرائية للمواطنين الجزائريين بسبب الأزمة المالية الصعبة التي تمر بها البلاد جراء تهاوي أسعار النفط في الأسواق العالمية إلا أن تقاليد وعادات وطقوس الجزائريين لازالت راسخة حتى اليوم.

وتنتشر، قبل حلول العيد بأيام، عبر كل التراب الجزائري الأسواق الفوضوية لتجار سوق المواشي يعرضون سلعهم على المواطنين لاقتناء أضحية العيد، وتتحوّل هذه الأسواق ساعات قليلة قبيل يوم النحر إلى بورصة بالنظر إلى الارتفاع الرهيب في أسعارها، وهذا الارتفاع لا علاقة له بالأزمة المالية التي تمر بها البلاد، بل له علاقة بنشاط وحركة المضاربين والسماسرة في الأسواق، وهو ما يدفع بالجزائريين للدخول في رحلة بحث يومية عن الخيارات المتاحة أمامهم لاقتنائها بشتى السبل، كاللجوء إلى القرض أي الاستدانة أو شراء أضحية بالتقسيط أو تلجأ بعض النساء لبيع " المجوهرات " تماما مثلما يقول المثل الشعبي في الجزائر " الحدايد للشدايد " أو رهنها لدى بنوك خاصة مقابل تغطية مصاريف عيد الأضحى المبارك.

وتعج الأسواق الشعبية عشية عيد الأضحى المبارك بأرباب البيوت لاقتناء أوانٍ وسكاكين جديدة استعدادا ليوم النحر، وأيضا تزيين المنازل وتنظيفها استعدادا لها اليوم المبارك، وخياطة مفروشات جديدة للطاولات وأيضا ترتيب وتنظيف حدائق المنازل لإضفاء الشعور بالسعادة والروحانية لدى استقبال الأهل والأحباب.

وتتسابق الأمهات لاقتناء " الحنة " لوضعها على أيادي الأطفال وأيضا على الكباش حفاظا على تقاليد وعادات الأجداد، وتتحول أضحية العيد في هذه الليلة المباركة إلى " عروس " حيث يعمد بعض الأطفال إلى تزيينها بـ " الحاشية "، فيما يتوجه الشباب " هواة المصارعة " إلى أماكن المبارزة بين الكباش لتحصيل القليل من الأموال، وبرزت خلال الأعوام الماضية ظاهرة غريبة في المجتمع الجزائري، وتتمثل في تجريب حلاقات على الأضاحي تماما مثلما تلك التي تهوي المراهقين  والشباب والتي عادة ما تكون مستوحاة من حلاقات المشاهير في العالم.

وتتحول المبارزة بين الكباش في العديد من المرات إلى معارك مفتوحة وتسبب في غالب الأحيان في هلاك الأضحية التي خسرت المبارزة، ويطلق على هذه الكباش التي تقتنى خصيصا للمصارعة أسماء كبار المشاهير في العالم من مصارعين ورياضيين وأيضا كبار قادة التنظيمات الإرهابية كـ " البغدادي " زعيم تنظيم الدولة الإسلامية الذي يعرف اختصارا بـ " داعش " و " الحفار " وغيرها، وأصبحت مواعيد مصارعة الكباش، تضبط في السنوات الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة " الفايسبوك "، وتحقق الصور والفيديوهات التي تنزل على هذه المواقع  في نهاية هذه الحرب الضروس أعلى نسب مشاهدة، وقسمت هذه الظاهرة المجتمع الجزائري بين مؤيد ومعارض فهناك من يرى أنها بدعة مست بسنة سيدنا إبراهيم الخليل، وما يترتب عنها من إساءة إلى سمعة الإسلام والمسلمين.

الجزائريون يتمسّكون بعادات عيد الأضحى المبارك رغم التحوّلات الأخيرة

ويتوجه الجزائريون بمختلف فئاتهم، في صبيحة يوم النحر وبالتحديد في حدود الساعة السادسة صباحا بتوقيت الجزائر، لأداء صلاة العيد وسط أجواء من الرحمة والتغافر، والتكبيرات تعلو سماء المساجد، ومباشرة بعد أداء صلاة العيد وتبادل التهاني يلتف الجيران ويقومون بذبح أضاحيهم في باحة كبيرة ليشرعوا بعدها في التضحية الجماعية وتناول الغذاء في مجالس جماعية تعيد ذكريات الماضي الحميمية إلى كل البيوت، ولازالت هذه الأجواء منتشرة بكثرة في مدن القبائل والجنوب وحتى المناطق الداخلية، فبمنطقة القبائل مثلا كمحافظة تيزي وزو وبجاية تنظم عدة حفلات جماعية تسمى بـ " الزردة "، ويقوم سكان مختلف المناطق بشراء مجموعة من أضحية العيد ويقومون بنحرها واحدة تلوى الأخرى سواء كانت الكباش او البقر المهم عندهم هو النحر، ليتم بعده تحديد كميات من اللحم ويتم توزيعها على سكان المنطقة، ويكون هذا في القرى ذات الكثافة السكانية، فيتم تقسيم لحم الكبش على 3 أقسام الكمية الأولى يحتفظ بها صاحب الأضحية، والثانية تقدم على شكل صدقة على الفقراء والجيران الذين وجدوا صعوبات في اقتناء كبش العيد والكمية الثالثة تمنح للمرضى في المستشفيات.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزائريون يتمسّكون بعادات عيد الأضحى المبارك رغم التحوّلات الأخيرة الجزائريون يتمسّكون بعادات عيد الأضحى المبارك رغم التحوّلات الأخيرة



GMT 19:55 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مولود برج الحمل كثير العطاء وفائق الذكاء

GMT 18:51 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

حمد الله ينافس ليفاندوفسكي على لقب هداف العام

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 20:29 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

منة فضالي " فلّاحة" في "كواليس تصوير مشاهدها بـ"الموقف"

GMT 06:46 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

ماكياج عيون ناعم يلفت الأنظار ليلة رأس السنة

GMT 03:29 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أصالة تبهر جمهورها خلال احتفالات العيد الوطني في البحرين

GMT 07:40 2014 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

اللاعب مروان زمامة مطلوب من ثلاث فرق مغربية

GMT 06:44 2016 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

اختيار هرار الأثيوبية رابع أقدس مدينة في الإسلام

GMT 04:44 2015 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

شركة ألعاب "إيرفكيس" الشهيرة تطلق ألعاب خاصة للفتيات

GMT 09:18 2015 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

هواوي Y6 تبيع 5 آلاف وحدة من الهاتف النقال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib