الدار البيضاء - جميلة عمر
تتسلم نيجيريا أول شحنة للفوسفات المغربي لتصنيع الأسمدة، وذلك بعد عقد أولى صفقاته التجارية بين المغرب ونيجيريا، بعد الزيارة الملكية لهذا البلد الشقيق. وأعلن وزير الفلاحة والتنمية القروية النيجيرية، أودو أجبيه، أن شحنة الأسمدة المستوردة من المغرب ستصل ميناء مدينة لاغوس، الجمعة، مؤكدًا أن "المزارعين النيجيرين سيكون بإمكانهم الحصول على أكياس الأسمدة المغربية في جميع نقاط البيع في البلاد بنصف الثمن الذي كانوا يقتنونها به، وهو ما سيسهم في تخفيض كلفة الإنتاج الفلاحي".
كما أضاف أجبيه، أن الحكومة الفدرالية استوردت من المغرب الفوسفات، الذي يعد العنصر الأساسي في صناعة الأسمدة، وذلك بهدف إنتاج حوالي 700 إلى 800 ألف طن من الأسمدة سنويًا"، مضيفًا أن الفلاحين والتعاونيات سيرفعون من الإنتاجية من خلال استعمالهم الأسمدة المغربية.
وأوضح أجبيه خلال تصريح صحافي، الذي لم يفصح عن القيمة المالية للصفقة، أن مشكلة نيجيريا مع الأسمدة، تكمن في أن العديد من الدول المجاورة لها تعتمد عليها في التزود بها، ما يجعل الطلب على هذه المادة يفوق العرض، ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى أن شحنات الفوسفات المغربي سيحل هذه المشكلة، وستتمكن نيجيريا من سد حاجياتها، وتزويد باقي البلدان المجاورة بالأسمدة.
وكان المغرب ونيجيرا، قد وصلا إلى اتفاق تساهم بموجبه المملكة في إقامة مصنع لإنتاج الأسمدة، فيما يأتي هذا المشروع بعد أسابيع قليلة من توقيع المغرب اتفاقية لتشييد مصنع مماثل في إثيوبيا، بتكلفة تناهز 3.7 مليارات دولار.
ووقع المجمع الشريف للفوسفات المغربي، أكبر منتج للفوسفات في العالم، ومجموعة "دانغوت إندوستريز ليمتد" النيجيرية، اتفاقية لتطوير منصة لإنتاج الأسمدة في نيجيريا، إضافة إلى بروتوكول اتفاق لإنشاء وحدة للحامض الفوسفوري في ميناء الجرف الأصفر في المغرب.
وجرى التوقيع في أبوجا، بحضور العاهل المغربي محمد السادس والرئيس النيجيري محمد بخاري، على اتفاق مع جمعية منتجي ومزودي الأسمدة في نيجيريا، بهدف ضمان تزويد الموزعين المحليين بالإنتاج المحلي من الأسمدة المتوقع أن يصل إلى مليوني طن سنويًا في غضون ثلاثة أعوام.
وفي هذا الإطار،قال الرئيس التنفيذي للمجمع الشريف للفوسفات، مصطفى التراب، إن المغرب ونيجيريا اتفقا على تشييد وحدات مشتركة لإنتاج للأسمدة، مرجحًا أن تكون هذه الوحدات جاهزة خلال عام ونصف العام.
ومن جهته، أوضح رئيس جمعية منتجي ومزودي الأسمدة في نيجيريا، طوماس إتوه، أن الاتفاقية الموقعة مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفات ستسمح للجمعية بالمساهمة في إنشاء منصة لإنتاج الأسمدة في نيجيريا، لتلبية الطلب المحلي مع إمكانية التصدير إلى دول مجاورة.
فيما قررت شركة الفوسفات المغربية، إنشاء 14 شركة تمثل فروعًا لها في دول أفريقية عدة، ويتعلق الأمر بكل من نيجيريا، وإثيوبيا، وغانا، وكينيا، وموزامبيق، وزيمبابوي، وزامبيا، وتانزانيا، وأنغولا، والكونغو الديمقراطية، وبنين، والكاميرون، والسنغال، وساحل العاج.
ويمتلك المغرب أكبر احتياطي للفوسفات في العالم، ما يدفعه إلى المراهنة على الريادة في قطاع الأسمدة، من أجل ربح حصص كبيرة في السوق، حيث يسعى إلى رفعها إلى 40في المائة في الخمسة أعوام المقبلة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر