داود وجالوت
براءة فرانشيسكو أتشيربي من الاتهامات التى وجهت إليه بارتكابه إساءات عنصرية إلى خوان جيسوس مدافع نابولي وفاة الإعلامية والسيناريست المغربية فاطمة الوكيلي في مدينة الدار البيضاء بعد صراع طويل مع المرض إحباط محاولة لاغتيال الرئيس الفنزويلي خلال تجمع حاشد في وسط كراكاس وزارة الدفاع الروسية تُعلن إحباط محاولة أوكرانية لتنفيذ هجوم إرهابي في بيلجورود قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن حملة اعتقالات وتقتحم مدينة نابلس ومخيم عسكر في الضفة الغربية وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 32 ألفا و333 قتيلاً منذ بدء الحرب زلزال يضرب الأراضي الفلسطينية شعر به سكان الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي يقصف محيط مستشفى الشفاء بغزة وسط إطلاق نار كثيف من آلياته مقتل ثلاثة أشخاص وتعرض أكثر من 1000 منزل للتدمير جراء زلزال عنيف ضرب بابوا غينيا الجديدة أمس الأحد المدرب الروسي ياروسلاف سودريتسوف عائلته في عداد المفقودين في هجوم "كروكوس"
أخر الأخبار

داود وجالوت

المغرب اليوم -

داود وجالوت

بقلم - لمرابط مبارك

أنا من الذين ولدوا وترعرعوا في تلك الفترة التي كانت فيها القدس حاضرة في كل مكان، وكنت أستنشقها – ولعل هذا كان حال كثيرين مثلي- كما استنشق الهواء.. كانت صورة تلك القبة اللامعة والمزخرفة في كل مكان.. وكانت كلمة “القدس” برنتها الحادة في الأذن تتردد الأغاني وفي الأناشيد الحماسية، لدرجة كنت أعتقد في طفولتي أنها لا توجد على خارطة الجغرافيا، بل هناك في مكان ما من السماء.. هناك بين تلك النجمات الصغيرة التي تطل علينا لما يكون الجو صافيا.
ثم انتبهت أن هذه القدس ليست فقط، نجما في السماء، بل لها، كذلك، وجود على الأرض، وبها بنايات حجرية مثيرة ويقنطها أناس كثيرون، ويتعرضون للاضطهاد من طرف عساكر بخوذات وأحذية ضخمة، وأسلحة رشاشة على الأكتاف. ثم عرفت أن المدينة ساحة معركة بين سرديتين: الأولى تغرف حججها من كهف الأسطورة لتبرر ما تعتبره عودة إلى “الأرض الموعودة” وتنفي وجود أي شعب آخر عليها، والثانية تقوم على حضور ثابت غير منقطع منذ قرون وقرون وقرون.. حضور أقام حضارة كبيرة ساهمت بشكل كبير في مسار التاريخ الإنساني.
السردية الأولى تخلط الدين بالأسطورة وبالتاريخ وتسلح أصحابها بقوة الإعلام واللوبيات لتسويقها، ونجحوا إلى حد كبير في جعل كثيرين يثقون بـ”صواب” موقفهم، بل أفلحوا حتى في إقناعهم بأنهم الضحية وإن كانوا على أرض الواقع هم الجلاد.
السردية الثانية، لم يفلح أًصحابها قط في الدفاع عنها كما يجب بالذكاء المطلوب، واكتفوا في كثير من الأحيان بالشعارات، ولم ينجحوا حتى في إقناع جزء مهم بوضعهم الحقيقي كضحية عزلاء وحيدة أمام جلاد مدجج بالسلاح الناري والإعلامي والدبلوماسي. بل إن القدس تحولت لدى قادتهم إلى مشجب يعلقون عليه استبدادهم، وتنكيلهم بشعوبهم كلما طالبوا بكوة ضو.
هي ذي، في تقديري وباختصار شديد، قدس الخمسين سنة الأخيرة.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من القادة الذين يتبنون – عن علم أو عن جهل لا يهم- السردية الأولى، التي تقوم على الأسطورة وتحول الجلاد إلى ضحية. واعترافه بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” يبدو له نتيجة طبيعية لما يتبناه. طبعا بقراره يكون قد أشعل فتيل اضطرابات لا أحد يعلم مآلها، وستتواصل لأمد طويل بعد مغادرته البيت الأبيض وحتى الحياة برمتها.
بقراره يكون ترامب، في تقديري، قد جمع أمرين يصعب- أو ربما يستحيل- الجمع بينهما. إذ أنزل القدس من سمائها وحولها إلى مجرد تجمع مبتذل من البشر والعقارات يمكن بجرة قلم تحديد مصيرها. وفي الوقت ذاته صعد بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي من مواجهة بين محتل وخاضع للاحتلال على جغرافيا معلومة، إلى حرب سماوية.. إلى حرب دينية صريحة قد لا تنتهي أبدا.
لا شك أن ما أقدم عليه ترامب سيتسبب في هدر الكثير من الدماء، ولكنه خيرا فعل. لأنه بقراره هذا سيزيد من كشف ضعف وخواء كل هؤلاء الذين لا يكفون عن الحديث، والحديث فقط، عن القضية الفلسطينية.
نعم، خيرا فعل لأنه يزيد من كشف عورات كل أولئك – من فلسطينيين وغيرهم- الذين حوّلوا القضية الفلسطينية إلى “أصل تجاري” منذ سنين وسنين.
نعم، خيرا فعل، لأنه يؤكد لملايين الفلسطينيين في القدس والخليل ورام الله وبيت لحم وجنين وغزة وغيرها، أنهم وحيدون مثل نخلة في صحراء قاحلة.. وحيدون مثل داود أمام جالوت.. وحيدون لا مقلاع لديهم ولا سلاح سوى ما يختزنه الصدر من إصرار على البقاء وترسيخ الأقدام في طين الجغرافيا، والإمساك بزمام هذا التاريخ الجامح الذي يكتبه الأقوياء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داود وجالوت داود وجالوت



GMT 07:19 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

شكراً لعدم قتل العالم

GMT 07:17 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

GMT 07:05 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

محمد السادس «مخزن» الوضوح السياسي

GMT 06:01 2023 الخميس ,09 شباط / فبراير

ليست لغزاً ولا يحزنون

GMT 05:59 2023 الخميس ,09 شباط / فبراير

الزلزال القادم

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمّان - نورما نعمات

GMT 09:44 2023 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الاثنين 24 أبريل / نيسان 2023

GMT 04:35 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

غادة عبد الرازق تستغل مرض عمروسعد في فيلم "الكارما"

GMT 00:58 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

دلال عبد العزيز تؤكّد سعادتها بالمشاركة في فيلم "كارما"

GMT 18:32 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

أنس جابر تبلغ نصف نهائي ويمبلدون

GMT 14:31 2021 الجمعة ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق اللون الأبيض على طريقة الملكة رانيا

GMT 06:12 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الشعر الأبيض لدى الشباب

GMT 18:26 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

صلاح يفوز بجائزة "بي بي سي" لأفضل لاعب أفريقي في 2018

GMT 12:30 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

إدانة شخص بالسجن 15 سنة لممارسته الجنس مع معزة حامل

GMT 00:52 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تُؤكِّد أنّ "ترانيم إبليس" عمل سينمائي مُهمّ
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib