الرئيسية » أخبار عالمية
القارة الأفريقية

لندن - المغرب اليوم

تنتاب المراقبين مخاوف حادة على القارة السمراء من الإرهاب لأنها تتسم بخصائص عززت من انتشار هذه الظاهرة فيها، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب أهمها: تداخل العوامل الآيديولوجية مع الأفكار المتطرفة، والتركيبة التاريخية والاقتصادية والاجتماعية، والفراغ الأمني وضعف الدولة المركزية، والمعاناة من مشكلات في التنمية، فضلا عن العامل الخارجي المتمثل في الاستعمار الذي قام بإعادة رسم الحدود مما أدى إلى تقسيمها عرقيا وطائفيا وقبليا.

وقد تبلور هذا التقسيم في الصراعات الداخلية والحروب الأهلية والنزاعات الانفصالية، وخلافات حدودية، ما أدى بدوره إلى انتشار تنظيمات مسلحة من أقصى الساحل الأفريقى الغربى إلى أقصى الساحل الإفريقي في الشرق. 

وتعد أفريقيا مركزا لنحو 64 منظمة وجماعة إرهابية لها صلة بالتنظيمات الدولية مثل "القاعدة" و"داعش" وأبرز هذه الجماعات بوكو حرام في نيجيريا منذ عام 2002 والقاعدة في المغرب الإسلامي شمال الصحراء الكبرى المنشقة عن الجماعة الإسلامية المسلحة وحركة الشباب المجاهدين الصومالية، وحركة "أنصار الدين" في مالى، وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا في عام 2011 المنشقة عن تنظيم القاعدة والتي توصف بأنها الجماعة الإرهابية المسلحة الأكثر عنفا في شمالى مالي. فضلا عن انتشار عدد آخر من التنظيمات الجهادية في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي.

وقد وجهت عدة تقارير أمنية دولية تحذيرات إلى الدول الأفريقية جراء تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية، فقد أكد التقرير الصادر عن مركز "دراسات الإرهاب" بالولايات المتحدة الأمريكية على ارتفاع نسبة الهجمات في منطقة شمال أفريقيا خلال عام 2014 عن سابقتها بنسبة 25%، وأشارإلى تعرض ليبيا لأكثر من 201 هجوم إرهابي خلال العام الماضى، تلتها مالي التي كانت مسرحا لـ35 عملية، ثم تونس بـ27 عملية إرهابية، وأخيرا الجزائر بـ22 عملية.

وأشار المراقبون أيضا إلى زيادة نفوذ التنظيمات الدولية مثل القاعدة وداعش، حيث زادت نسبة تجنيد هذه التنظيمات للشباب من أفريقيا، وفي نفس الوقت زادت ظاهرة مبايعة التنظيمات المحلية لنظيرتها الدولية، أبرزها مبايعة جماعة بوكو حرام لداعش وتجنيد عناصرها ليقوموا بعمليات لصالح داعش في أفريقيا بعد سنوات عديدة من التبعية الفكرية لتنظيم القاعدة، ليؤكد إصراره على تحقيق مزيد من الراديكالية والتطرف، وهو الأمر الذي تلاقى في المقابل مع رغبة التنظيمات الدولية، حيث أكدت "منظمة العدل والتنمية" المهتمة بدراسات الإرهاب الدولي، أن تنظيم القاعدة بشمال أفريقيا والتنظيم الإرهابي "داعش" يسعيان لإقامة حزام إرهابي بشمال أفريقيا، يضم الجزائر، وتونس، والمغرب، ويضم دول غرب أفريقيا، ومن بينها: موريتانيا، ومالي، وصولا إلى تشاد، والنيجر للسيطرة على تلك الدول، وخاصة بعد أن ثبت دعائمه -من وجهة نظره- في العراق وسوريا.

وفي مواجهة هذا التطور في العمل الإرهابي، ينبغىَ صياغة استراتيجية تشمل آليات واقعية وسهلة التنفيذ لوضع حد لهذه الهجمات، فعلى المستوى الداخلي: لا بد من تطبيق القانون، ومعالجة نقاط الضعف في المؤسسات الأفريقية وهشاشة الدولة الوطنية التي تخلق بيئة ملائمة للإرهاب، ثم مراقبة الحدود، وتعزيز قدرات أجهزة الشرطة والقوات المسلحة.

و شنت المنظمات الإرهابية منذ مطلع العام الماضى مئات الهجمات الانتحارية في أوروبا وآسيا وأفريقيا إلا أن الأكثر دموية منها تركزت في القارة السمراء، وسلطت صحيفة "سليت افريك" الضوء على الدول الأفريقية الأكثر عرضة للهجمات الإرهابية وعلى رأسها نيجيريا والكاميرون وتشاد حيث تسيطر جماعة "بوكوحرام" الإرهابية على هذه المنطقة وتثير الذعر فيها. بل وباتت تتبع استراتيجية جديدة في هجماتها الإرهابية وهى تجنيد الفتيات من أجل القيام بالهجمات الانتحارية والمذابح في المدن على غرار ما حدث في مدينة "باجا" في الفترة ما بين 6 و8 يناير 2015. وأسفرت عن مصرع ما يقرب من 2000 شخص.

كما طال الإرهاب غربي أفريقيا وشرقها عبر سلسلة هجمات انتحارية وكانت الدول الأكثر تعرضا لهذه الهجمات ليبيا ومصر وكوت ديفوار ومالى والصومال وكينيا.

وتعرضت أوروبا إلى العديد من الهجمات إلا أنها تقدمت على نظيرتها الأفريقية في عدد الضحايا حيث وصل عدد ضحايا هجمات باريس وسانت-دنيس إلى 130 شخصا، وتعرضت أيضا منذ بضعة أيام بلجيكا لهجمات إرهابية مزدوجة في مطار بروكسل ومحطة مترو مالبيك وتبنت هذه الهجمات منظمة داعش الإرهابية. 

وجاءت المذبحة الدموية التي شهدتها مدينة "باجا" النيجيرية على أيدى جماعة بوكو حرام في يناير 2015 والتي راح ضحيتها نحو 150 شخصا من المدنيين والجنود، ثم أحداث مالي يوم 20 نوفمبر 2015، حيث اقتحمت مجموعة من المسلحين أحد الفنادق في العاصمة "باماكو" وقاموا باحتجاز عدد من الأجانب في الفندق. 

ولاحظ المراقبون الدوليون التحول النوعي والمادي في إستراتيجية هذه التنظيمات، حيث أصبحت هناك ظاهرة جديدة في الإرهاب في أفريقيا وهي ظاهرة "النساء الانتحاريات"، في نيجيريا والكاميرون.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

دونالد ترامب يُجدد وُعوده بوضع حد لنزاع أوكرانيا
الجيش الأوكراني يُعلن تدمير 12 صاروخًا و31 طائرة مسيرة…
بايدن يُجدد التأكيد على أنه لا يعتزم إرسال جنود…
قتلى وجرحى في ضربات روسية على خاركيف بأوكرانيا
تحطم طائرة بريطانية نادرة سقطت قرب قاعدة عسكرية

اخر الاخبار

الأمن الوطني المغربي يٌعلن عن توقيف 4 أشخاص موالين…
المغرب يمّر للسرعة القصوى في مشاريع الصناعات الدفاعية العسكرية
الملك محمد السادس يٌهنئ كلاوديا شينباوم بمناسبة انتخابها رئيسة…
ألمانيا تمنح المغرب قرضًا بـ100 مليون أورو لتمويل مساعدات…

فن وموسيقى

راغب علامة يستعدّ لإطلاق مزيدٍ من الأغاني ويؤكد أن…
مي سليم تنتقد شائعات زواجها وخلافاتها وتُشيد بدورها في…
بلقيس تُصور كليب أغنية "طاوعك قلبي" باللهجة المغربية في…
وفاء عامر تعود للبطولة في "جبل الحريم" وتطلع لتقديم…

أخبار النجوم

وفاء عامر تروي موقفاً مٌؤثراً لمحمود عبد العزيز في…
محمد سامي يكشف عن سبب خوفه من ميّ عمر…
سلمى أبو ضيف تحتفل بعيد ميلاد شقيقتها الوحيدة نورا
ريهام حجاج تقع في مطب أخبار مغلوطة عن اعتزالها…

رياضة

الكشف عن مواعيد مباريات وتسجيل اللاعبين بدوري أبطال إفريقيا…
خلاف بين مبابي ووالدته عقب التوقيع مع ريال مدريد…
مبابي يبلغ الرئيس الفرنسي ماكرون بانضمامه إلى ريال مدريد…
نوفاك ينجو من فخ موزيتي في "رولان غاروس" بعد…

صحة وتغذية

تناول البصل يوميًا يؤثر بشكل إيجابي على الصحة ويمنح…
"فايزر" العالمية تكشف عن آمال جديدة في بحوث سرطان…
دواء للإقلاع عن التدخين فعال لمستخدمي السجائر الإلكترونية أيضًا
وزير الصحة المغربي يٌؤكد على أهمية التحول الرقمي في…

الأخبار الأكثر قراءة

أوستن يؤكد أنّ سقوط أوكرانيا تحت حذاء بوتين سيضع…
ترقب أوروبي وقلق إسباني من احتمال استقالة رئيس الوزراء
وزير الخارجية الإيراني يؤكد أنه سيتم إطلاق سراح طاقم…
ضغوط على رئيسة جامعة كولومبيا الأميركية بعد قمع الشرطة…
بلينكن يعلّق على الاحتجاجات في الجامعات الأميركية