الرئيسية » تحقيقات
العملية الإسرائيلية في بيروت

بيروت- المغرب اليوم

ليست العملية الإسرائيلية التي نُفذت في الضاحية الجنوبية لبيروت، الأحد، معزولة في الزمان والمكان.

فهي تـندرج في سياق خطة إقليمية موسّعة وضعتها تل أبيب منذ أشهر، عنوانها “منع تثبيت إيران أرجلها في المنطقة”، أكان في سورية أو العراق او لبنان. في الاولى، غارات الجيش العبري ضد قوات الحرس الثوري الإيراني وحلفائه، باتت “طقوسا” تتكرر في صورة شبه “روتينية”، اذا جاز القول. أما في “بلاد الرافدين”، فأكثر من ضربة استهدفت في الاسابيع الماضية “الحشدَ الشعبي” وهو أحد أذرع ايران في العراق، آخرها وقع منذ ايام قليلة، لم تتبنّها تل ابيب في العلن، لكنها تقف وراءها على الارجح.

لبنان حتى الامس القريب، كان محيّدا عن هذه العمليات، بفعل مظلة دولية واسعة “ينعم” بها، تحرص كل الحرص على استقراره وهدوئه.

لكن هذا “الغطاء” ترافق مع تحذيرات وتنبيهات خارجية كثيرة وصلت الى المسؤولين اللبنانيين بضرورة “لجم” حزب الله وإعادته من سوريا، ومنعه من تطوير وتعزيز ترسانته في لبنان، خاصة في أعقاب اطلالة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الامم المتحدة مطلع العام، حاملا ملفا يتضمن وثائق وصور، زعم انها مصانع اسلحة ينشئها الحزب في لبنان.

وبحسب ما تقول مصادر سياسية لـ”المركزية”، كان التعويل الدولي كبيرا على ان ينطلق في بيروت، مسارٌ جديّ هدفه “وضع الحزب في كنف الدولة”، عبر حوار وطني مثلا، يُفضي الى اقرار استراتيجية دفاعية واضحة، تتلاءم وتعهّدات لبنان بالنأي بالنفس وبتنفيذ القرارات الدولية وعلى رأسها الـ1701 والـ1559.

الا ان هذا لم يحصل، وقد بدا لبعض الناظرين الى الوضع المحلي من الخارج، في الفترة الاخيرة، ان “الحزب هو من جرّ لبنان الرسمي الى خياراته، لا العكس”… وأمام هذا الواقع، تضيف المصادر، يبدو ان تل ابيب قررت وضع حد لفترة السماح التي كانت أعطتها لمعالجة “معضلة “حزب الله في لبنان”، بالسياسة. فعدّلت في قواعد الاشتباك التي أرسيت بعد حرب تموز 2006، واستلّت خيار “العسكر” من جديد.

بحسب المصادر، فإن هذا التوجّه الاسرائيلي، يحظى بمباركة أميركية مطلقة، كي لا نقول إنه مَطلوبٌ أميركيا من تل أبيب. كما ان موسكو لم تعارضه، وإن لم تعبّر عن هذا الموقف في العلن.

والحال، ان الاجتماع الامني الثلاثي الاميركي – الروسي- الاسرائيلي الذي عقد في الاراضي المحتلة نهاية حزيران الماضي، أعطى تل ابيب حينها “ضوءا أخضر” كبيرا، للتحرك عسكريا ضد ايران وأذرعها في المنطقة، بما يمنعها من التجذّر في البلدان العربية على مرمى حجر من الاراضي الاسرائيلية.

فتطويق نفوذها الاقليمي، يشكّل اولوية لدى القوى الثلاث، كلّ لاعتباراتها الخاصة ربما، الا انها تُجمع على ان هذا “التحجيم” ضروري لتسويات المنطقة.

وعليه، تفيد المصادر بأن القوى الكبرى وضعت السلطات اللبنانية، في الساعات الماضية، في صورة القرار الجديد هذا، وحذّرتها من ان اي رد من قبل حزب الله، قد تكون له تداعيات وخيمة على لبنان.

ووفق معلومات توفرت لديها، تشير المصادر الى ان الضربات الموضعية الاسرائيلية على نقاط للحزب في لبنان، مرشّحة للاستمرار في قابل الايام، إذا لم تتحرك الدولة اللبنانية سريعا وتبادر الى استعادة قرارها “السيادي”.

فالكلام الذي أطلقه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عصر أمس في اعقاب الحادثة، لم يُرح الدُول الكبرى، الا ان ما أزعجها اكثر، هو غياب اي تعليق لبناني رسمي على تحديد نصرالله، منفردا، كيفية رد “الحزب” وتعاطيه مع الوضع المستجدّ بما هو تحديد لسياسة لبنان.

قد يهمك ايضا:

"حزب الله" يقول إن الحادث ردًا على العملية الإسرائيلية في القنيطرة​

جدل بين سكان الضاحية الجنوبية في بيروت بعد سقوط طائرتين صغيرتين​

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

تمدّد الإخوان في أوروبا وتحوّلهم إلى شبكة نفوذ عابرة…
العائدون إلى سوريا يبدأون من الصفر لكنهم لم يعودوا…
تقرير يكشف استبعاد بلير من عضوية "مجلس السلام" في…
الجيش الإسرائيلي يؤيد مجاراة خطة ترامب للمرحلة المدنية في…
معارضة قانون التجنيد تتسع داخل حكومة نتنياهو

اخر الاخبار

السلطات الإسرائيلية تهدم مبنى في القدس الشرقية يقطنه أكثر…
الأمم المتحدة تفكيك الإنتاج الصناعي للكبتاغون في سوريا بعد…
ولي العهد الأمير مولاي الحسن يترأس حفل افتتاح النسخة…
انهيار المباني على سكانها أحد الجوانب القاتمة لحرب غزة

فن وموسيقى

كندة علوش تفتح قلبها وتكشف كواليس مرضها وبداياتها في…
رحيل الفنانة سمية الألفي عن 72 عامًا بعد صراع…
عمرو يوسف يكشف كواليس حياته الشخصية ويضع خطوطه الحمراء…
ياسمين عبد العزيز تكشف أسرار حياتها المهنية والشخصية وتستعد…

أخبار النجوم

سوسن بدر تتحدث عن لحظات التفكير في الاعتزال خلال…
محمد إمام يتدخل في أزمة فيلم «الست» ويؤكد احترامه…
إيقاف تصوير مسلسل أب ولكن لمحمد فراج مؤقتاً لتعديل…
غادة عبد الرازق تتراجع عن إعتذارها عن عدم تقديم…

رياضة

وليد الركراكي يكشف أسباب فوز منتخب المغرب في إفتتاح…
جماهير المغرب ترسم لوحة فنية في افتتاح كأس أمم…
هالاند يحطم رقم رونالدو ويواصل التهديف في البريميرليغ
أشرف حكيمي يتسلم جائزة «فيفا ذا بيست 2025» ويدخل…

صحة وتغذية

إهمال صحة اللثة قد يُزيد خطر أمراض القلب والسكتات…
النوم الهادئ لا يعتمد على الدماغ فقط بل يبدأ…
الفلفل الحار وتأثيره على صحة البروستاتا
منتجات الألبان كاملة الدسم قد تقلل خطر الإصابة بالخرف

الأخبار الأكثر قراءة

صور أقمار اصطناعية تكشف تدمير إسرائيل أكثر من 1500…
الشرع يدخل البيت الأبيض من الباب الجانبي
إسرائيل تتسلم رفات الضابط هدار غولدن بعد أحد عشر…
اتفاق جديد يثير الجدل بين واشنطن وحماس حول ممر…
إسرائيل تنفق ملايين الدولارات لتحسين صورتها في أميركا