الرئيسية » صحة وتغذية
انخفاض الوفيات الناجمة عن أمراض القلب التاجية بنسبة 38%

نيويورك ـ مادلين سعادة

كانت إيفيت صامويل تستمع إلى موسيقى الجاز ليلا عندما شعرت بألم حاد أسفل ذراعها الأيسر، واعتقدت أنها قد تكون نوبة قلبية، فقد عرفت أعراضها من مشاهدة برنامج Rosie O’Donnell standup في التليفزيون، واستغاثت صامويل بجارتها التي فتحت الباب لتجدها ملقاة على الأرض.

وصل المسعفون في دقيقة واحدة واستخدموا الكهرباء على صدر صامويل في محاولة لإنعاش قلبها، وتم تحوليها إلى مركز Lady of Lourdes الطبي، وتساءلت السيدة "صامويل"، "هل هذا يتسبب في قتلى؟"، فأجاب المسعفون "نعم"، حينها بدأت السيدة "صامويل" تفكر في أنه ربما تكون هذه المرة الأخيرة لها التي سترى فيها السماء ليلا، لكن الأمر قد تغير.

فقد حدثت تغيرات في علاج النوبات القلبية من خلال تحليل المعوقات في علاج المرضى، في حملة وطنية بقيادة الكلية الأميركية لأمراض القلب، وهى جمعية مهنية للمتخصصين في أمراض القلب، وجمعية القلب الأميركية، حيث أصبحت المستشفيات تعتمد على وجود جهاز الإنعاش الكهربائي للقلب في سيارات الإسعاف مع نقل قراءات الجهاز مباشرة إلى غرفة الطوارئ من خلال الهاتف، على أن تقوم المستشفى باستدعاء الفريق الطبي وكافة الأجهزة في آن واحد.

ووفقا لما نقلته جمعية القلب الأميركية من مركز السيطرة على الأمراض، فقد انخفض معدل الوفيات الناجمة عن أمراض القلب التاجية بنسبة 38%، وكشف المعهد الوطني للقلب والرئة والدم وهو الجهة التي تمول أبحاث القلب أن انخفاض هذا المعدل قد تم بسبب السيطرة على نسبة الكولسترول وضغط الدم وانخفاض معدلات التدخين وتحسين العلاج والرعاية بشكل أسرع لمرضى النوبات القلبية.

وأكد مدير قسم علوم القلب والأوعية الدموية في المعهد الوطني للقلب، الدكتور مايكل وير، أنه " لم تعد أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفاة".

وكشف طبيب القلب في جامعة ييل الدكتور هارلان كرمهولز، وزملائه، في ورقة بحثية في دورية أرشيف الطب الباطني، أن "رعاية مرضى القلب تحسنت ليس فقط في المراكز الطبية النخبوية ولكن أيضا في المستشفيات المحلية، كما اختفت التباينات في التعامل مع المرضى الأمريكيين سواء من أصل أفريقي أو أسباني".

وتمثل بروتوكولات تسريع العلاج ركنا أساسيا من التفكير بشكل أوسع في كيفية التعامل مع أمراض القلب التاجية، والذي يعد سببا لوفاة واحد من كل سبعة أشخاص في الولايات المتحدة، أي ما يعادل 375 ألفا سنويا، وفى هذا الشهر هناك مجموعة أدوية جديدة لخفض مستوى الكولسترول في الدم حظيت بالموافقة من قبل إدارة الغذاء والدواء، مما يزيد الآمال في تقليل معدل الوفيات الناتجة عن أمراض القلب، فضلا عن وجود أساليب جديدة لاستبدال صمامات القلب، مما ينبئ بقدرة المرضى على العيش لفترة أطول، وتفيد هذه الدعامات في علاج ما يسمى ب " الذبحة الصدرية" والمستوى المثالي لضغط الدم.

ويتسبب انسداد الشرايين في منع وصول الدم إلى عضلة القلب مما يتسبب في موت الخلايا، وتعد عملية القسطرة ومحاولة فتح الشريان المسدود هي السبيل الوحيد للنجاة في هذه الحالة، وتأمل الكلية الأمريكية لأمراض القلب وجمعية القلب الأمريكية في إجراء عملية القسطرة لنصف مرضى النوبات القلبية خلال 90 دقيقة من وصول المريض للمستشفى على الرغم من أن الدم يستغرق أكثر من ساعتين للتدفق إلى قلب المريض مرة أخرى.

ووفقا لبيانات الكلية الأمريكية لأمراض القلب فالآن تتمكن جميع المستشفيات من علاج حوالي نصف المرضى في غضون 61 دقيقة أو أقل، وتشير الإحصائيات إلى أنه في مستشفى "نيو هافن ييل" كان على المرضى الانتظار 150 دقيقة لإجراء عملية القسطرة، ولكن الآن يستغرق الأمر الانتظار لمدة 57 دقيقة فقط ، وفى المستشفيات الكبرى مثل مستشفى NewYork-Presbyterian ينتظر المريض 50 دقيقة فقط لإجراء العملية.

ولا يزال مدير مختبر قسطرة القلب في المركز الطبي الإقليمي في باترسون، الدكتور "ماهيش بكينا" يشعر بالأسى بسبب سبل الرعاية القديمة الأكثر بطئا، فقد كانت عضلات القلب والصمامات تتمزق ويتسرب الدم خلال تلك الثقوب مما يؤدى إلى الموت المفاجئ إذا لم يتم إجراء جراحة القلب المفتوح في أسرع وقت.

ويتذكر أستاذ القلب في جامعة ميتشجان الدكتور براهماجي نالاموثو، المرضى الذين تأخروا في علاجهم حتى تلفت قلوبهم حتى من القيام بأدنى مجهود، ويضيف "لقد توقف هذا الأمر واستطعنا السيطرة عليه".

وقد بدأ أطباء الأعصاب في تحسين طرق علاجهم أيضا مثلما فعل أطباء القلب، وأشار رئيس قسم السكتة الدماغية في مستشفى ماساتشوستس العام، الدكتور لي شوام، إلى "أن رؤية شخص أخر أمكنه فعل ذلك كان تحفيزا ملحوظا لنا، فإذا كان بإمكانهم القيام بذلك فلماذا لا نستطيع نحن؟"، وأضاف باحث أمراض القلب في جامعة ديوك، الدكتور اريك بيترسون"، " لقد انخفض معدل الوفيات بأمراض القلب كما انخفضت الوفيات بسبب السكتة الدماغية إلى المركز الخامس".

وتحتاج مدينة "كامدن" إلى تحسين رعاية أمراض القلب، حيث يعيش في المدينة 42% من السكان في حالة فقر مع انتشار أمراض السمنة والسكري والقلب وارتفاع مستويات الكولسترول في الدم، والتدخين مع ارتفاع ضغط الدم أيضا، ويعتمد سكان المدينة على مستشفى Lourdes وهى مستشفى كاثوليكية تأسست من قبل راهبات الفرانسسكان في عام 1950 لخدمة الفقراء .

وفى عام 2007 بعد الحملة الوطنية لتسريع علاج النوبات القلبية تحدى الدكتور Blaber أعضاء فريقه بمستشفى Lourdes للقيام بعملهم بشكل أسرع، حيث كان على المريض أن ينتظر 90 دقيقة قبل إجراء عملية القسطرة، ولذلك تم الاعتماد على نقل قراءات جهاز إنعاش القلب بالكهرباء هاتفيا من سيارة الإسعاف إلى غرفة الطوارئ بالمستشفى بحيث يتم تجهيز الغرفة واستدعاء الفريق الطبي للحضور في المستشفى خلال 30 دقيقة.

وفور وصول المريض للمستشفى يتولى الموظفون خلع ملابسه وإنعاش قلبه بالنبضات الكهربائية مع تجهيز القسطرة، والأكسجين للتنفس وتوفير الأدوية اللازمة مثل المورفين وأدوية السيطرة على نبضات القلب، وقد تم تخصيص غرفة لأمراض النوبات القلبية على أن تكون مجهزة بكل ما يتطلبه الأمر،كما تخلصت المستشفى من شرط الحصول على عدة موافقات وملئ عدة استمارات قبل إجراء العملية، حيث يتواصل فريق الأطباء مع أسرة المريض فيما بعد للحصول على كافة بياناته.

وقد بدأت فكرة الحملة الوطنية لتسريع معالجة نوبات القلب منذ 10 أعوام عندما قام فريق من الباحثين بإنشاء قاعدة بيانات توضح الوقت الذي استغرقته المستشفيات في جميع أنحاء البلاد لإجراء عملية القسطرة، وقد زار الدكتور Krumholz 11 مستشفى هم الأفضل من حيث سرعة الأداء بعضهم مستشفيات شهيرة والبعض الأخر مستشفيات محلية،  وتستخدم كل مستشفى أحد استراتيجيات تسريع العلاج لنوبات القلب، وقد تم نشر هذه الورقة البحثية في دورية The New England Journal of Medicine في تشرين ثاني/نوفمبر 2006، ومن ثم أعلنت الكلية الأمريكية لأمراض القلب عن حملتها الوطنية لتحسين وتسريع طرق العلاج بالمستشفيات، وبدأت المستشفيات تتنافس فيما بينها ، وبمرور الأعوام انخفض الوقت الذي تستغرقه عملية علاج النوبات القلبية.

وقد أثير النقاش مجددا في ورقة بحثية قدمها الدكتور بيترسون وزملائه والتي نشرت في مجلة The New England Journal of Medicine في 2013، وقد اقترحت الورقة أنه "بالرغم من تراجع معدلات الوفيات بأمراض القلب إلا أنه لا توجد فروق كبيرة في نتائج المرضى"، وهو ما وصفه الدكتور كرومهولز بـ "أمر مضعف للروح المعنوية"، بينما اختتم الدكتور بترسون نتيجة تحليله بأنه يتفق مع الدكتور كرومهولز في أن "تسريع علاج نوبات القلب ساهم بشكل كبير في خفض معدلات الوفيات".

وفى مطلع هذا الأسبوع وصلت حالتان أخريان مصابتان بنوبات قلبية إلى مستشفى Lourdes، الأول هو "كيفين ويسلر" (43 عاما)، وهو عامل بريد ومشغل رافعة شوكية ليلا والذي كان يعانى من حرقة في المعدة لمدة يومين، وعندما ذهب في 28 آذار/مارس إلى مركز الرعاية الصحية، أجرى رسما للقلب وأخذته سيارة الإسعاف، وسأل السيد ويسلر المسعفين "لابد أنكم تمزحون معي، أعاني من حرقة في المعدة والآن تقولون أنني أعاني من نوبة قلبية؟"، ووصف له الطبيب أدوية للتحكم في مستوى الكولسترول في الدم ودواء لمرض السكري، وبرغم سرعة معالجة السيد ويسلر إلا أن الدكتور تيري مومبلايزير، شكا من عدم استعداد قسم الطوارئ لاستقبال المريض بسبب عدم معرفتهم منذ البداية بكونه مريضا بنوبة قلبية، حيث استغرق الأمر 12 دقيقة قبل عمل رسم قلب للسيد ويسلر.

أما الحالة الثانية فكانت لسيدة تدعى "كارمن بيرس" (63 عاما)، تعيش مع ابنتها وتشكو من ألم في الكتف والظهر ولديها مرض السكري، وكانت تعتقد أن المشكلة في انخفاض نسبة السكر في الدم، فأعطتها ابنتها عصير البرتقال، إلا أن السيدة ظلت تتألم، فاتصلت ابنتها بالإسعاف، وعلى الفور تم الاتصال بغرفة الطوارئ لاستدعاء الأطباء، وقد تزامن وصول الطبيب " الدكتور موسى" مع وصول السيدة بيرس إلى المستشفى في حالة بكاء هي وابنتها، وتم نقلها سريعا إلى غرفة العمليات، وأخبرها الدكتور موسى "سنتخطى ذلك الأمر"، وتبين أن السيدة "بيرس" تعانى من تدهور في ثلاثة شرايين في القلب أحدها مسدود تماما، وقد استغرق إجراء جراحة القلب المفتوح لها 52 دقيقة لتستقر حالتها، وبعد الجراحة قالت السيدة "بيرس"، " لا أعلم ماذا فعلوا ولكن الألم قد ذهب"، ورد الدكتور موسى قائلا " أنت محظوظة للغاية."

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الفلفل الحار الكامل يقلل ضغط الدم ويحسن صحة الأوعية…
دراسة جديدة تكشف العلاقة بين الحب والسمنة
اليونيسف تحذر من خطر شديد يهدد أطفال العالم
تأثير الشاي والقهوة على صحة العظام لدى كبار السن
المشكلة الشائعة التي تقلل من فوائد التمارين الرياضية

اخر الاخبار

فرنسا تعلن أن واشنطن تتعهد لأول مرة بمناقشة الضمانات…
بوتين يؤكد استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها ويشدد على…
المبعوث الأممي يؤكد أن الحوار هو السبيل لخفض التصعيد…
قذائف مجهولة المصدر تسقط في محيط مطار المزة بدمشق

فن وموسيقى

يسرا تكشف فلسفتها المهنية وتستعد للعودة إلى الدراما والسينما…
مي عمر تتحدث عن علاقتها بالنقد وتؤكد اعتمادها على…
منى زكي تؤكد أن تجسيد أم كلثوم كان الأصعب…
زينة تتحدث عن بداياتها الفنية وتكشف أسرار حياتها ونجاحاتها…

أخبار النجوم

منة شلبي تقود موسم 2026 بعملين ضخمين
أحمد العوضي ينافس بـ «علي كلاي» رمضان 2026
ريهام عبد الغفور تفاجئ جمهورها بعمل سينمائي جديد
لبلبة تكشف أسرار مشوارها الفني وتوضح أن شغفها بالتمثيل…

رياضة

تدابير الفيفا لمواجهة الحرارة في المونديال
بى بى سى تنصف محمد صلاح ضد ليفربول وترشحه…
مغردون يعلقون على أزمة محمد صلاح مع ليفربول بين…
ميسي يعتلي قمة التاريخ ويكرس نفسه الأكثر تتويجاً في…

صحة وتغذية

دراسة تؤكد أن انتظام مواعيد النوم يخفض ضغط الدم…
اكتشاف مسار جديد لعلاج سرطان الكبد العدواني
الذكاء الاصطناعي يتنبأ بهشاشة العظام في مراحلها المبكرة
وزير الصحة يجدد في طوكيو التزام المغرب بالتغطية الصحية…

الأخبار الأكثر قراءة

الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء على منع السكري قبل ظهوره
وزير الصحة المغربي يرفض ترويج المغالطات حول الصفقات التفاوضية…
منظمة الصحة العالمية تندد بهجوم على المستشفى الوحيد في…
المغنيسيوم المعدن المعجزة بين الدعاية والفائدة الحقيقية في تحسين…
أطعمة يومية ترفع ضغط الدم دون أن ندري وخبراء…