تونس - حياة الغانمي
أعلنت وزارة الداخلية في بيان أنه تم تكليف الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالتحقيق في قضيتي "تزييف العملة والنصب والمشاركة في ذلك" بمقتضى تعليمات النيابة العمومية في تونس والمنستير، والمتضرر فيها مواطنين تونسيين وآخر أوروبي، تم ابتزازهم في مبلغ قيمته نحو 800 ألف دينار من قبل شبكة من الأفارقة المقيمين في تونس بعد إيهامهم بإمكانية مضاعفة تلك المبالغ عن طريق القيام ببعض الحيل.
وأمكن للإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية توقيف ذوي المشتبه فيهم وهما شخصان من جنسيات أفريقية، حُجز لديهما معدات مستغلة من قبلهم متمثلة في "أوراق نقدية ولفافات من الأوراق الملونة خضراء وسوداء وقوارير مملوءة بسائل مشبوه وخزائن حديدية ومسحوق أبيض اللون"، حسب نص البيان، وبعد استشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمشتبه فيهما والتحقيقات متواصلة لكشف باقي عمليات النصب ودعوة المتضررين.
وكان تم سابقا الإيقاع بدجّال أفريقي من قبل أعوان الأمن وهو متلبس بحيازة رسالة خيالية من الجان الأكبر، وذلك إثر تفكيك شبكة جديدة من النصابين والتي يديرها 4 أفارقة في عقدهم الثالث بكل من جهة حي النصر والمنزه، إذ بلغ إلى مسامع أعوان الأمن الوطني بالعاصمة تواجد عدد من الأفارقة بطريقة غير شرعية، كما أنهم كانوا يتحركون بطريقة مشبوهة لربط علاقات مع عدد من التجار وإيهامهم بقدرتهم على توليد الأموال وكذلك قدرتهم على تبييض الورق الأسود وتحويله إلى دولارات.
وهي الطريقة التي يعتمدها عدد من الأفارقة منذ نحو 10 سنوات للنصب على رجال الأعمال والتجار في تونس، ومن بين ضحايا لهذه العملية تاجر الذي طالبه الأفارقة بمبلغ مالي مقابل المحلول السحري الذي يستعان به لتبييض الأوراق السوداء فتتحوّل بمساعدة الجان إلى دولارات من فئة المائة دولار صالحة للصرف بفضل ذلك السائل الذي يقع جلبه من بلاد الواق واق.
ورغم أن عمليات النصب هذه قد وقع تنفيذها في تونس طيلة سنوات طويلة وبنفس السيناريو، فإنها ما تزال متواصلة. لتتضح فيما بعد أن الكنز الموهوم الذي يتم حجزه لم يكن إلا قطعا من الجبس تم إعدادها في شكل سبائك من الذهب بعد أن طلوها بمادة صفراء لامعة، وأن قطع "الذهب" التي يوهمون بها التجار بكونها حقيقية لم تكن سوى كمية من نبتة الفول الخضراء والتي تم طليها هي الأخرى وإلصاقها بحكمة الى أوراق كرتونية.
كما أنهم أصحاب الدعوة إلى استخراج الكنوز من باطن الأرض واختاروا لنشاطهم المشبوه مثلث التوجيه الذي عرف به الأفارقة النصابون الذين يأتون إلى تونس تباعا لتنفيذ عمليات نصب قبل الاختفاء عن الأعين، ومثلث التوجيه هذا يدعو إلى الاستعانة بالجان لاستخراج ما في باطن الأرض، وإلى استعمال الماء السحري لتبييض الأموال، وإلى تعويذة الجان "سماروش" لتوليدها، هي الطريقة المستهلكة للنصب على التونسيين منذ عقد من الزمن. ومن بين الأسباب الرئيسية التي تجعل عددا من التونسيين ينساقون وراء ظاهرة استخراج الكنوز والركض وراء الربح السريع هو انتشار الفقر والاحتياج لدى البعض والطمع والجشع لدى البعض الآخر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر