دمشق - قنا
تضمن العدد الجديد من مجلة "التراث الشعبي" التي تصدرها وزارة الثقافة السورية عددا من الدراسات والبحوث في الأدب والفنون الشعبية والعادات والتقاليد من فلكلور دمشق إضافة إلى مقالات في التراث الثقافي المادي وغيرها.
وقالت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة في كلمة العدد بعنوان "لآلىء الماضي" أن التراث توأم الإرث، وأما التشابه المصطلحي بينهما محض صدفة فمصدرهما واحد،هو ما ورثناه من الأجيال التي سبقتنا وما علينا إلا توريثه للأجيال القادمة سليما محصنا من كل تشويه أو أذى" مبينة أنه الثروة المادية والفكرية والروحية التي ينبغي صيانتها بدراستها وفهم أبعادها الفكرية والجمالية وتطويرها والبناء عليها، كي يتسنى لها أن تحفر بصمتها في صرح الحضارة الإنسانية.
ولفتت إلى" أن التراث وإن كان نتاج شخص أو مجموعة أشخاص أو كان ملكا لفرد أو ثلة أفراد، فهو ثروة وطنية وملكية عامة لا يجوز إهمالها أو التفريط فيها بل حقها علينا تشذيبها والبناء عليها لتظل النور المضيء الذي يعكس أصالة الذات الوطنية، وغنى تجربتها المتراكمة عبر العصور، ويختزل تاريخها ويرسم بالألوان والكلمات والنغمات قيمها الجمالية والفكرية".
واحتوت المجلة دراسة للدكتور محمد حسن عبد المحسن بعنوان "واقع دراسة الأدب الشعبي العربي وآفاقه، الجامعات السورية نموذجا" عرف خلالها الأدب بأنه تراث روحي وذخر لغوي وفني ومعرفي ووثيقة تاريخية تحفظها الذاكرة ومرآة تعكس الصورة الحقيقية لواقع الشعب، مبينا أنه عصارة تجربة الأمة وماضيها وحاضرها ومستقبلها تكسبه السنون جلاء ولا تزيده الأيام إلا حيوية وقيمة وأهمية على مرور الزمان وتعدد المكان.
وفي ملف العدد مقالة بعنوان"التعديات على التراث العمراني في مدينة دمشق" للدكتور غزوان ياغي أوضح فيها أن المراحل التاريخية التي مرت بها مدينة دمشق قد خلفت تراثا عمرانيا حضاريا وشواهد تاريخية ، اجتمع القسم الأكبر والأهم منها في المدينة داخل السور والتي تشغل مساحة تقدر بـ 128 هكتارا جعلت منها قيمة استثنائية عالمية، إضافة إلى توافر عامل الأصالة فيها الأمر الذي جعلها جديرة حقا بالاعتراف العالمي بأهميتها وقيمتها، مشيرا إلى أن المدينة القديمة في دمشق سجلت في الموقع الأول على قائمة التراث العالمي منذ عام 1979.
أما ملف الفنون الشعبية فتضمن قراءة بعنوان "المولوية طقوس السماع والذكر، شعيرة اللف والدوران" للباحث عوض الأحمد وقراءة بعنوان أغاني جرابلس الشعبية الشفاهية ليوسف الجادر داعيا كل المهتمين والمتتبعين للتراث والفلكلور إلى المساهمة في جمع ما يمكن جمعه من أغان وحكايات وأمثال شعبية تراثية للمساهمة في إعادة الروح لتراثنا الثري والغني بالكثير من الأغنيات الشعبية الجميلة، إضافة إلى قراءة في الشعر العامي الشروقي نموذجا لمعين حمد العماطوري وعادات وتقاليد من فلكلور دمشق لنصر الدين البحرة.
كما تضمن العدد مواضيع أخرى من مكتبة التراث الشعبي كفنون المأثورات الشفاهية في الجزيرة ، والألعاب الشعبية في دير الزور و قراءة في كتاب التاريخ العمراني لمدينة دمشق فترة الحكم العثماني
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر