جرعتلي يُشيد بتجربة الأعمال الجدارية ثلاثية الأبعاد
آخر تحديث GMT 19:26:44
المغرب اليوم -

جرعتلي يُشيد بتجربة الأعمال الجدارية ثلاثية الأبعاد

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جرعتلي يُشيد بتجربة الأعمال الجدارية ثلاثية الأبعاد

دمشق - سانا

يقدم التشكيلي الشاب أحمد جرعتلي تجربة فنية جديدة على الساحة التشكيلية السورية من خلال اعتماده تقنية الرسم الثلاثي الأبعاد على الجدران والأرضيات مما يجعله من رواد هذا الفن العالمي في سورية والمنطقة العربية. وقال التشكيلي أحمد جرعتلي صاحب المشروع الفني الأول في العالم العربي بطريقة ثلاثية الأبعاد في حديث خاص لـ سانا.. إن مشاركتي في عدة ملتقيات فنية على الجدران أدت لتطوير تجربتي باتجاه فن ثلاثي الأبعاد يضاف إلى ذلك رغبتي في اقتراح نمط جديد في العالم العربي مبيناً أن هذه الأعمال أدت إلى "صدمة بصرية" لدى المشاهد كما أن هذه التجربة تعبر عن اهتمامي بتجميل المدن السورية بطريقة مغايرة عن السائد. وأضاف.. إن هذا النوع من الرسم يتطلب اهتماماً خاصاً بالمنظور وفهمه بطريقة متمكنة إضافة للقدرة على محاكاة الواقع والتمكن من الرسم الكلاسيكي وتخيل الفراغ وبالتالي القدرة على تخيل العناصر الموجودة داخل هذا الفراغ قبل رسمها بحيث تظهر متوافقة مع الشكل العام للوحة مبيناً أنه تمكن من إتقان هذه التقنية خلال دراسته في كلية الفنون الجميلة وهذا ما ساعده على طرح هذا النوع من الفن رغم صعوبة أدائه. وعبر الفنان الشاب عن إمكانية إيجاد سوق لهذا المجال من الرسم في سورية وخاصةً أن طرائق الدعاية والإعلان لدينا متأخرة قليلا ولم تواكب التطور التقني العالمي الى جانب أن الأزمة التي تمر فيها بلدنا تعتبر عائقاً لإدخال هذه التقنية في مجال الإعلان. وقدم الفنان في مدينته مصياف أعمالاً جدارية طرقية كانت على احتكاك مباشر مع المارة والمشاهدين وهي تجربة كانت غنية استطاع من خلالها أن يقيم تواصلاً بصرياً يومياً بين العمل الفني والمتلقي وخاصة أن هذا النوع من الرسم الذي اعتمد على تقنية ثلاثية الأبعاد قد لاقى صداً طيباً لدى الناس وأضاف نمطاً جديداً للذاكرة البصرية لدى المجتمع. وأشار الى أنه نظم في مصياف عدة ملتقيات فنية تحت شعار "نحو مدينة أجمل" بهدف خلق فضاء جمالي يقوم على احتكاك المتلقي والمجتمع بشكلٍ مباشر مع العمل الفني وتحويل المدينة إلى شيء أشبه بالمتحف في الهواء الطلق مبيناً أنه في هذا الإطار نفذ عدداً من الأعمال الجدارية بأساليب مختلفة من المدارس الفنية حيث لاقت هذه الأعمال تشجيعاً من المجتمع الأهلي ودعماً مادياً من بعض الأفراد والجمعيات الأهلية كجمعية العاديات. وقال جرعتلي إن هذه التقنية التي اعمل على تقديمها شكلت اتجاها فنياً عالمياً وبلادنا تفتقر لهذا الفن من حيث حضوره في المدن فنحن بحاجة لتكريس ليس فقط هذا النوع من الفن وإنما كل الاتجاهات الفنية والمطلوب من مؤسسات الدولة الفنية والثقافية دعم متطلبات هذه التجارب والتقنيات وتوظيفها في خدمة ارتقاء المجتمع فنياً وجمالياُ وثقافياً. وأضاف.. إن التجارب الفنية التي تتعلق بخدمة المجتمع بشكل عام يجب أن يكون لها كل الدعم من خلال الملتقيات الفنية في الرسم والنحت حيث تكون هذه الأعمال ملكاً للمجتمع والناس في ختام هذه الملتقيات مبيناً أنه في حال توافر شروط معينة ودعماً مناسباً سيكون لهذه التقنية مستقبلاً في سورية من خلال توظيفها في مجالي تجميل المدن والدعاية والإعلان. وبين جرعتلي أن عمله الأهم على صعيد الأسلوب يتجلى بالاستفادة من حصيلة التجارب التي يخوضها نحو بحث جديد في الواقعية الكلاسيكية ويشكل فيها مناخات تحاذي السريالية والغرافيكية بعض الشيء وهذا ما يعمل عليه كأسلوب يحمل الجدية. وعن مستقبل الفنانين الشباب في ظل الأزمة التي تعيشها سورية قال.. إن ما يمر به الوطن من أزمة يشكل حالة محبطة لجيل الشباب حيث قلت فرص العمل والنشاط الفني وأنا كواحد من هذا الجيل تخرجت من الجامعة في ظل هذا الظروف الصعبة بكل تفاصيل الحياة أحاول عمل ما يمكنني عمله لبناء بلدي مبيناً أن جيل الشباب في سورية ورغم أن المرحلة قد ظلمته لكنه ما زال يعيش على الأمل في أن يحقق مستقبلا يحمل الأمان والرخاء للشعب السوري. وعن مشروعه الخاص قال.. لكل فن إبداعي مضمون فكري ورسالة وجدانية يتواصل معها المتلقي وانا كأي فنان أمارس النشاط الإبداعي أعمل على إيصال رسالتي من خلال ما أعيشه من حالات شعورية وحسية إلى المشاهد بغية الارتقاء بالذائقة الفنية للمجتمع وذلك من خلال الأساليب التي أعمل عليها. وحول واقع الحركة التشكيلية السورية عبر الفنان الشاب عن الحراك التشكيلي الهام في مختلف الأجناس الإبداعية التشكيلية وقال.. استطاعت اللوحة السورية أن تقتحم مؤخراً السوق الفنية العالمية والمزادات المرموقة مثل مزاد كريستي للأعمال الفنية أما في ما يخص الغرافيك فما يزال حضوره قليلاً بالقياس مع النحت والتصوير مبيناً أن الغرافيك هو فن عملي ونفعي يدخل في حياة المجتمع والناس ورغم تقدم بعض الفنانين في مجال الاتصالات البصرية إلا أن العمل الإعلاني متأخراً من الناحية التقنية وخاصة العمل الإعلاني الذي يتعلق بالدعاية التلفزيونية. عن دور الفن في رقي المجتمع وتوعيته أوضح جرعتلي أنه من الطبيعي أن يكون للفنون عامةً دوراً معرفياً ويقاس تطور الشعوب بتطور فنونها فعندما كانت الحضارة السومرية رائدة كانت فنونها البصرية وخاصة فن النحت متطوراً ولا مثيل له حتى الآن بهذا السياق نذكر الحضارة المصرية القديمة واليونانية والحداثة الأوروبية المعاصرة. وقال.. إن إسهام الفنان التشكيلي في تطوير المعرفة يتطلب منه الانخراط بزمن المجتمع وتحولاته كي يكونوا تعبيراً صادقاً عن المجتمع ومشكلاته ويكون ذلك من خلال بناء علاقة حقيقية بين المتلقي والعمل الفني مبينا أنه من هنا تكمن أهمية الملتقيات الفنية مثل ملتقيات النحت والتصوير التي حدثت في دمشق واللاذقية والمدن السورية الأخرى وملتقيات الرسم والتصوير الجداري التي حدثت في مدينة مصياف وهنا يكون المشاهد على حوار وتماس مع الفنان والعمل الفني. يشار إلى أن الفنان أحمد جرعتلي من مواليد حماة مصياف 1984 خريج كلية الفنون الجميلة جامعة حلب ومتخصص بقسم الاتصالات البصرية وله مشاركات ومعارض عديدة ويعمل حاليا في رسم وتصوير بورتريهات احترافية في سورية ولبنان ويصمم جرافيك إضافة إلى أنه مدرس للخط العربي.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جرعتلي يُشيد بتجربة الأعمال الجدارية ثلاثية الأبعاد جرعتلي يُشيد بتجربة الأعمال الجدارية ثلاثية الأبعاد



GMT 18:42 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط
المغرب اليوم - الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط

GMT 11:44 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.3 ريختر يضرب شرق إندونيسيا

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib