لندن - سليم كرم
أطلقت الصحة الوطنية البريطانية عيادة جديدة للمرضى الذين يعانون من الشعور بالتعب طوال الوقت، في خطوة تأتي في ظل بحث جديد أظهر أن بريطانيًا من كل ثمانية يعاني من متلازمة التعب المزمن أو ما يسمى اعتلال الدماغ العضلي.
وأظهر البحث أن أعراض متلازمة التعب المزمن غالبًا ما تبدأ في عمر الثلاثين، وتتجلى في مجموعة من الأمراض مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي أو انقطاع التنفس أثناء النوم، وفي بعض الحالات يحدث تغيرات دقيقة في الجهاز العصبي اللاإرادي، مما يؤدي إلى انخفاض في إمدادات الدم التي تصل إلى المخ والقلب والعضلات.
ويعد التعب مقدمة لمشاكل أخرى، بما في ذلك انخفاض مستويات الطاقة، وضعف العضلات، ومشاكل في الذاكرة، والقلق، والدوخة، والخفقان، وهي أعراض تمنع صاحبها من النوم أو الراحة.
ويعتبر الأطباء متلازمة التعب المزمن مرضًا عصبيًا مشابهًا لمرض التصلب العصبي أو الشلل الرعاشي، ويصيب حوالي 250 ألف بريطاني، ولكن 70% منهم يعانون أيضًا من أمراض الروماتيزم، أو الذئبة، أو متلازمة سجوجرن، أو الالتهابات المزمنة، وأمراض في الغدة الدرقية والكبد.
وتظهر إحدى الدراسات والتي اشترك فيها 1200 شخص أن 13% من الناس بما فيهم 21% من النساء يعانون من متزامنة التعب المزمن، أو عانوا منها لفترة بسبب مرض آخر، وطالما اعتقد المرضى بمتلازمة التعب المزمن، بعدم الاهتمام الطبي بحالتهم، فحتى الآن لم تقدم أية خدمة لهم.
وتلقت إحدى المريضات علاجًا في عيادة التعب المزمن "الخدمة الجديدة" من تعبها المزمن المرتبط بمتلازمة سجوجرن، وهو مرض مناعي يؤدي إلى جفاف العين والفم بشكل مفرط، إلى جانب آلام في العضلات والمفاصل والتعب الشديد.
وأفادت المريضة: "أصبح التعب المزمن مشكلة كبيرة بالنسبة لي في العامين الماضيين، شعرت دائمًا بالإرهاق، حتى بعد ساعات طويلة من النوم، وكنت أعاني من آلام في العضلات، وكانت المشكلة تكمن في أن كل الأدوية في بريطانيا هي لأشخاص ذوي أمراض بدنية معينة، ولم يكمن هناك علاج للذين يعانون من متلازمة التعب".
وأضافت: "خضعت للعلاج الطبيعي، وخضت فحوصات كثيرة، وفي النهاية أظهرت واحدة من الفحوصات أنني أعاني من مرض وراثي، مما فسر أعراض التعب التي كنت أشعر بها، وتلقيت المساعدة في فهم حالتي، والتعامل معها من يوم إلى يوم من خلال الخدمة الجديدة".
وتابعت: "أنا لست وحدي، وإنما هناك آخرون يأتون إلى العيادة يعانون من المتلازمة نفسها، وشكلوا مجموعة دعم لبضعهم، لتشجيع المرضى الآخرين على فهم حالتهم والتعامل معها، وأدخلت الخدمة الجديدة تغييرًا في حياتي، وأدرك الجميع أن التعب المستمر هي مشكلة حقيقية تحتاج لعلاج".
وأردفت: "جعلتني العيادة أدرك مرضي وأنني لست بمفردي، ومكنتني في النهاية من معرفة السبب الحقيقي لتعبي المستمر، وأتمنى أن تنتشر خدمة متلازمة التعب المستمر في كل أنحاء البلاد".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر