إسبانيا خالفت الأعراف الدبلوماسية ولم تحترم المبادئ الديمقراطية العليا
آخر تحديث GMT 12:54:20
المغرب اليوم -

إسبانيا خالفت الأعراف الدبلوماسية ولم تحترم المبادئ الديمقراطية العليا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إسبانيا خالفت الأعراف الدبلوماسية ولم تحترم المبادئ الديمقراطية العليا

الدولة الاسبانية
مدريد - المغرب اليوم

أكد الاستاذ الجامعي المختص في العلاقات المغربية الإسبانية والصيد البحري، بجامعة محمد الخامس بالرباط، عبد العالي باروكي، أن الأزمة الراهنة بين الرباط ومدريد كشفت كيف أن إسبانيا خالفت الأعراف الدبلوماسية، وتسائل مدى ديمقراطية النظام الإسباني ومدى فصله بين السلطة القضائية والتنفيذية واحترامهما للمبادئ الديمقراطية العليا.

وأوضح باروكي، في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأزمة الراهنة بالنسبة للدارس للعلاقات بين المغرب وإسبانيا، ليست بالأمر الغريب أو المفاجئ، بل إن الأزمات هي جزء من هذه العلاقات، خاصة وأن الأمر يتعلق بثلاث قضايا بنيوية مجتمعة في ذات الوقت ومرتبطة بعضها ببعض: قضية الصحراء المغربية ومسألة الهجرة وقضية سبتة ومليلية.

وبخصوص استقبال إسبانيا على أراضيها مجرم حرب المدعو غالي، والذي يعكس تملصها من التزاماتها الدولية، قال الخبير في الشؤون الإسبانية إن الحكومة الإسبانية، حاليا، لم تجد بعد مبررا مقنعا لقرار استقبالها للمدعو غالي، وهو ما تعيبه عليها وسائل الإعلام الاسبانية وكذا بعض السياسيين أنفسهم. وقد جاءت هذه القضية لتسائل مدى ديمقراطية النظام الإسباني ومدى فصله بين السلطة القضائية والتنفيذية واحترامهما للمبادئ الديمقراطية العليا.

وأضاف “صحيح أن إسبانيا حاولت تبرير استقبال زعيم الإنفصاليين لأسباب إنسانية، كما فعلت سابقا مع العديد من الإنفصاليين الذين يعالجون في المستشفيات الاسبانية، إلا أن الأمر مختلف هنا نظرا لنوعية الدعاوي والتهم الموجهة ضده منذ سنوات”.

وأبرز، في هذا الصدد، ازدواجية المواقف التي كانت متواجدة بشكل دائم ومتواز في علاقة إسبانيا بالمغرب والجزائر، مؤكدا “نحن نعلم جيدا مصالح إسبانيا مع الجزائر، خاصة المتعلقة بالغاز، ونعرف كذلك مصالح إسبانيا مع المغرب. وكانت إسبانيا دائما تحاول أن توازن بين هذه العلاقات، ولو من حيث الخطاب الرسمي، دون أن تسقط في فخ التماهي مع طرف أو آخر، لكن، ما وقع أثناء استقبال المدعو غالي بشكل سري وباسم مزور بتنسيق مع الجزائر، يعكس وعي الاسبان بحساسية الموضوع. لكن إسبانيا خالفت الأعراف الدبلوماسية مع المغرب ولم تكلف نفسها حتى إخبار جارها الجنوبي بشكل أو بآخر بالخطوة التي ستقدم عليها”.

وقال السيد باروكي “بعد أن انكشف الأمر، فإسبانيا وجدت نفسها في مأزق، فلا هي تجرأت على الاعتذار للمغرب ولا هي عبرت عن حسن نيتها في تصحيح الوضع والضغط لتأخذ العدالة مجراها الحقيقي في حق المدعو غالي”.

وبخصوص هذه الازدواجية، لاسيما في خطاب إسبانيا فيما يتعلق بالوحدة الترابية للمملكة وقضية الصحراء المغربية أو مع قضية سبتة ومليلية المحتلتين، أشار المتحدث إلى أن “الخطاب يختلف حسب مصدر المواقف بين يسارية ويمينية. ويتفاوت التعاطي مع قضية الصحراء المغربية بين الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي مثلا، بحيث إن الأول لا يتعاطف إيديولوجيا مع طرح الانفصاليين، في حين أن الحزب الإشتراكي يدعم الانفصاليين في جميع المحافل، رغم بعض المواقف التي سجلت له مؤخرا مثلا بمنع تنظيم جلسة في البرلمان الاسباني لفائدة البوليزاريو، إلا أن ميولاته الداعمة للطرح الانفصالي التي تقوت مع انضمام حزب بوديموس إلى الحكومة مؤخرا، جعلته دائما يتهرب من قبول المقترح المغربي والتشبث بموقف تقرير المصير في إطار الأمم المتحدة. في حين أن قضية سبتة ومليلية تجد لها صدى أوسع ودفاعا كبيرا عليها من طرف الحزب الشعبي، عكس العديد من رموز الحزب الاشتراكي الذين يرون أنها من آخر معاقل الاستعمار التي يجب تصفيتها”.

وأوضح أن كل ما يتعلق بالمغرب، في الحقيقة، هو جزء من السياسة الخارجية الاسبانية، ففي المناهج الجديدة لدراسة السياسات الخارجية للدول لا يمكن الفصل بين المتغيرات الداخلية والخارجية. إذ أن العديد من القضايا الداخلية يكون لها دائما وقع على السياسات الخارجية للدول وبالتالي يكون لها تأثير مباشر على رسم السياسات الخارجية.

وبخصوص إسبانيا، يضيف الباحث، “فنظرا لكون المغرب هو الجار المباشر معها، ونظرا كذلك لكون القضايا البنيوية التي تحدثنا عنها سلفا مرتبطة ارتباطا وثيقا بالاقتصاد والحدود بين البلدين، فمن الطبيعي أن تكون موضوع نقاش داخلي أو صراع داخلي حسب حساسية وخطورة الموضوع”.

وخلص المختص في العلاقات المغربية الإسبانية إلى أنه “ما لا يجب أن يحصل هو أن تتصارع الأحزاب، حسب موقعها في الحكومة أو في المعارضة، على أن تجعل من العلاقة مع المغرب معيارا للنجاح أو الفشل في السياسات المتبعة في شتى المجالات السالفة الذكر”
 

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسبانيا خالفت الأعراف الدبلوماسية ولم تحترم المبادئ الديمقراطية العليا إسبانيا خالفت الأعراف الدبلوماسية ولم تحترم المبادئ الديمقراطية العليا



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:18 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

بنسعيد يبحث ملف الزليج المغربي بجنيف
المغرب اليوم - بنسعيد يبحث ملف الزليج المغربي بجنيف

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
المغرب اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 10:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
المغرب اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن

GMT 18:14 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

مخرج فيلم"ماد ماكس" يحطم قلب تشارليز ثيرون

GMT 04:24 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

مقطع ويسلان بمكناس .. منعرج الموت يتربص بأرواح السائقين

GMT 08:29 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

عطر كارفن المصنوع من زهر البرتقال لطيف للرجال

GMT 18:55 2023 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

أجدد صيحات الأحذية من أسبوع الموضة في ميلانو

GMT 22:19 2023 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

مقاييس الأمطارالمسجلة خلال 24 ساعة في المغرب

GMT 18:01 2022 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"لامبورغيني" تفتتح صالة مؤقّتة في الدوحة حتى منتصف ديسمبر

GMT 03:55 2022 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ليكسوس العرائش يفوز خارج ميدانه على الفتح الرياضي بـ (88-65)

GMT 09:06 2021 الأربعاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي الرجاء الرياضي يمنح المدرب لسعد الشابي هدية بعد إقالته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib