تنصيب كاميرات للمراقبة في المؤسسات التعليمية الخصوصية في وجدة
آخر تحديث GMT 11:02:52
المغرب اليوم -

تنصيب كاميرات للمراقبة في المؤسسات التعليمية الخصوصية في وجدة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تنصيب كاميرات للمراقبة في المؤسسات التعليمية الخصوصية في وجدة

كاميرات للمراقبة
وجدة-كمال لمريني

يشهد الوسط التعليمي في الجهة الشرقية ظاهرة جديدة في مدارس التعليم الخصوصي، حيث لجأت إلى الاستعانة بـ"كاميرات" مبثوثة في كل مرافقها الإدارية والتربوية، سواء في الساحات وحتى داخل الفصول الدراسية، من أجل مراقبة إدارة المدرسة لسلوكيات وتصرفات التلاميذ وطاقم التدريس، وبغية الضبط والتحكم في التسيير داخل هذه المدارس، وهو ما اعتبره العديد من المدرسين تجسسًا للإدارة عليهم لرصد حركاتهم وأقوالهم وجميع تصرفاتهم، مما يعني بالنسبة لهم فقدان هذه الإدارات للثقة في الطاقم التربوي.

وأكد أحد المقربين من وزارة التربية الوطنية، أن الوزارة لا تمتلك في ترسانتها القانونية والتنظيمية ما يسمح أو يمنع بث كاميرات تربوية، لضبط سير العمل داخل المؤسسات التعليمية، مشددًا على أن هذه الكاميرات يجب أن تضطلع بأدوار تربوية ووقائية لا غير، وذلك وفق القانون الذي ينظم مجال التصوير.

ويرى البعض في مسألة إقامة كاميرات للمراقبة الداخلية في بعض المدارس أمرًا "غير مقبول"، لأنها تُشعر التلاميذ والمُدرسين بأن سلوكياتهم ليست "محط ثقة"، الشيء الذي يجعلهم لا يتصرفون على سجيتهم، بينما يرى آخرون أن بث كاميرات في أرجاء المدرسة يتيح ضبط ومراقبة الشغب داخل المؤسسة التعليمية، فضلًا عن تطوير سلوكيات المُعلمين والمتعلمين على السواء.

ولجأت بعض المؤسسات للتعليم الخصوصي في وجدة إلى بث عدد من الكاميرات الموصولة إلى قاعة الإدارة والتسيير، حيث تمكن المديرين من مراقبة كل أوضاع مدرسته وأرجائها، في الساحة وحتى في الأقسام، الشيء الذي يعتبره مسيرو هذه المؤسسات عاملًا مساعدًا لضبط النظام في صفوف التلاميذ وتتبع حركات وسلوكيات المدرسين.

ويرى بعض مسيري تلك المؤسسات أن الكاميرات تقوم بعمل تربوي محض، مثل أي عامل أو مستخدم في المدرسة يضطلع بدور مراقبة الفضاء الدراسي بعينه البشرية، مشيرًا إلى أن الكاميرا عين تقنية تكمل مهام العاملين في المدرسة بغية منع أية تجاوزات أخلاقية أو سلوكية داخل المدرسة.

وبخصوص شعور التلاميذ بأنهم عُرضة للمراقبة الخارجية، الأمر الذي يخلق لديهم شعورًا سلبيًا إزاء الدور المفترض أن تقوم به المدرسة تربويًا بعيدًا عن هاجس المراقبة الأمنية، يقول بعض المسؤولين عن تلك المؤسسات إن مؤسسته التعليمية لم تضع تلك الكاميرات لغايات أمنية، ذلك أنه من ضبط أن لديه سلوك عدواني أو غير مؤدب، أو من تم ضبط تهاونه يتم تحذيره بطرق تربوية سلسة لمحاولة إصلاح ما اعوج من سلوكه دون استعمال أية وسائل زجرية.

وعن أولياء أمور التلاميذ، فينقسمون بين مؤيدين لمثل هذه الخطوة، وبين معارضين لها أو متحفظين، كلٌّ له مسوغاته ومبرراته التي يراها وجيهة في نظره. فمنهم من يرى أن تثبيت كاميرات داخل المدارس والمؤسسات التعليمية "غير قانوني"، ولا يمت إلى الأساليب التربوية بصلة، لأنه يضعف من قابلية عملية التعليم والتعلم بشكل عفوي وتلقائي، فجل الآباء وكذا الأساتذة يرون أن وضع كاميرات في الساحات والأقسام، وربما حتى في المراحيض، هو أشبه بالتجسس غير المحمود على خصوصيات التلاميذ والمدرسين والمدرسات.

وبالرغم من محاولة مديري المؤسسات الخصوصية الذين نصبوا كامرات داخل الأقسام وخارجها بإقناع الآباء والتلاميذ والأساتذة بإيجابيات هذه الكاميرات، إلا أن المستهدفين من هذه المراقبة "التجسسية" يرون أن هناك تأثير سلبي يتجلى في فقدان التلاميذ والأستاذة جو الحرية والتلقائية في تواصلهم وتفاعلهم التربوي، والإحساس بانعدام الثقة فيهم ـ خصوصًا لدى الأساتذة ـ من طرف إدارة المؤسسة التعليمية .

وحسب آراء أغلبية الآباء والمدرسين فإنه من المستحسن تربية التلاميذ على المراقبة الداخلية الذاتية عن طريق التوعية والتحسيس والتربية القيمية، مما يجعلهم يستدمجون نماذج السلوكيات الإيجابية والمقبولة، وتبنيها بقناعة ذاتية وتفهم، مما يجعلهم يعملون بها بتلقائية وحرية، سواء داخل فضاءات المؤسسات التربوية أو خارجها، وهذا من بين الأهداف الاستراتيجية للتربية في مؤسساتنا التعليمية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تنصيب كاميرات للمراقبة في المؤسسات التعليمية الخصوصية في وجدة تنصيب كاميرات للمراقبة في المؤسسات التعليمية الخصوصية في وجدة



GMT 21:25 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

الرباط تحتضن تجارب إفريقية للتعلّم الجامعي

نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 13:52 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
المغرب اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 20:40 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

مارسيل غانم يعود مع "صار الوقت" ويفتتح خريف MTV

GMT 10:30 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

أجمل الأفكار لديكور طاولة العروسين في حفل الزفاف

GMT 06:20 2023 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

المركزي الصيني يضخ 421 مليار يوان في النظام المصرفي

GMT 09:35 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

وما أدراك ما أشباه الرجال!

GMT 20:35 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

الإمارات تُطلق تحالف إعادة تدوير الألومنيوم

GMT 08:22 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

"لاند روفر ديفندر" تعود بإمكانيات مطورة عام 2020

GMT 21:06 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الحموشي ينشر عناصر أمنية فى الأحياء الشعبية لسلا

GMT 20:37 2018 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الإعلامية زينة يازجي تعود إلى "الشاشة" من جديد

GMT 05:28 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

حقيبة الظهر من"بولغاري" تناسب المرأة الأنيقة

GMT 10:54 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

فوزنياكي تقتنص صدارة تصنيف التنس وتتويجها بلقب أستراليا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib