تعليم الأطفال يؤرق الأسر في اشتوكة آيت باها
آخر تحديث GMT 23:51:11
المغرب اليوم -

تعليم الأطفال يؤرق الأسر في اشتوكة آيت باها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تعليم الأطفال يؤرق الأسر في اشتوكة آيت باها

مؤسسة تعليمية ابتدائية
الرباط - المغرب اليوم

بكل عزيمة وأمل في المستقبل، يرافق أحمد لحمايد طفله البالغ عمره أربع سنوات إلى مؤسسة التعليم الأولي في دوار “تيحي”، التابع للجماعة الترابية إنشادن نواحي اشتوكة، وذلك بعد أن تحقق حلم الساكنة، التي يكابد أغلبها من أجل مجابهة شبح العوز والفقر، بإحداث فضاء للتعليم قبل المدرسي، بعدما حرم مدشرها من احتضان مؤسسة تعليمية ابتدائية، إذ ضمنت على الأقل تلقي بناتها وأبنائها أولى أبجديات التربية والتعليم، قبل أن تبدأ رحلة أخرى من المعاناة المؤجلة مع المستويات التعليمية اللاحقة.

إخراج مشروع روض للأطفال في دوار تبدو من أولى مداخله كل مظاهر التهميش لم يكن إلا بمبادرة ذاتية لجمعية “تمواست” للتنمية والتعاون، بتعاون مع منظمة “روتاري” التي وفرت بعض التجهيزات، فيما بقي حمل بناء قاعة وتولي تعويضات المربيات وكل المستلزمات الأخرى موكولا إلى الجمعية، التي تكابد هي الأخرى من أجل استمرار هذه الخدمة إلى جانب أخرى في غياب أي دعم من الدولة والمؤسسات المنتخبة.

هسبريس زارت دوار تيحي بجماعة إنشادن، حيث يتراءى لزائر مقر جمعية “تمواست” حجم المجهود المبذول من طرف شبابها، فتدبير الماء وإحداث ناد لتعليم الخياطة والطرز، وتدبير خدمة “متعثرة” للنقل المدرسي وروض للأطفال وبعض شؤون مسجد الدوار، كل ذلك قد ينبهر أمامه المرء، قبل أن ينتكس عندما يطلع على حجم المراسلات الموجهة إلى عدد من الجهات من أجل نيل دعم عمومي لصرفه في استمرار مجموع تلك الخدمات، دون تلقي أي جواب على امتداد عقود من الزمن.

وعلى اعتبار أن التربية والتكوين إحدى أبرز ركائز ومؤشرات تقدم المجتمعات، وحتى لا يضيع مستقبل الأجيال الصاعدة من أبناء هذا المدشر “الهامشي”، وفق أحمد لحمايد، أو “هكذا أريد له أن يكون، وحتى لا يسقط أبناؤنا في شرك الأمية، كافحت جمعية ‘تمواست’ من أجل إحداث روض للأطفال، رغم إمكانياتها المحدودة إن لم نقل المنعدمة”، مضيفا: “تزداد معاناتنا مع غياب مؤسسة تعليمية ابتدائية، ما يضطر معه التلاميذ إلى قطع مسافات طويلة، أو تكبد مصاريف إضافية للنقل المدرسي، تزيد من تأزيم الوضع المادي للأسر، المأزوم أصلا”. 

من جانبه قال نائب رئيس جمعية “تمواست”، إيدر حنداين، ضمن تصريح لهسبريس، إنه “تماشيا مع التوجيهات الملكية وتنزيلا للقانون الإطار 51.17، كافحت الجمعية لتوفير قاعات للتعليم الأولي، غير أن التزايد السكاني والطلب على هذه الخدمة بمختلف مستوياتها فرض تحديات كبرى عليها، فأصبحت عاجزة عن ضمان استمرار هذا المكسب والحفاظ عليه، لمحدودية الإمكانيات المادية، أمام رهان الدولة في تعميم التعليم الأولي، لذلك تحتاج اليوم إلى قاعة أخرى مجهزة ودعم لأداء أجور المربيات وغير ذلك”.

غياب دعم التعليم الأولي ثم إحداث مدرسة يرى فيه المتحدث جانبا من التهميش الذي يطال مدشرهم في عدة مناح، وقال في هذا الصدد: “مدشر تيحي على مستوى جماعة إنشادن يعاني من التهميش، رغم موقعه الإستراتيجي، فهو غير بعيد عن مركز الجماعة والطريق الوطنية رقم 1، فالتلاميذ مشتتون بين ثلاث مؤسسات تعليمية ابتدائية، وهناك تلاميذ صغار يستعملون النقل المدرسي، الذي أصبحت حالته مهترئة، وهناك من يلتحق مشيا على الأقدام، مع ما يرافق ذلك من مخاطر. ونطالب اليوم وبإلحاح بدعم هذا القطاع الحيوي وانتشال مدشرنا من براثن العزلة والتهميش”.

أما محمد الرامي، عن الجمعية ذاتها، فأورد في تصريح لهسبريس أن “الجمعية متشبثة باستمرارها في توفير التعليم الأولي لأبناء الدوار، لكن الإشكال يتفاقم عندما ينهونه، ويصبح الالتحاق بالتعليم الابتدائي كابوسا لديهم ولدى أسرهم، وذلك بالنظر إلى غياب تكافؤ الفرص مع باقي دواوير الجماعة، التي تتوفر كلها على مدرسة أو وحدة فرعية”، مردفا: “نحن نتوفر على وعاء عقاري موضوع رهن إشارة الجهات المعنية لهذا الغرض، فلا يعقل أننا في سنة 2021 ومازلنا نصارع من أجل حق التعليم المكفول دستوريا، وحق نقل التلاميذ في أسطول آمن، عكس ما نتوفر عليه اليوم، وعلى غرار التجارب الناجحة على مستوى الإقليم”.

هو إذن مجهود لجمعية “تمواست” التي كانت السباقة، في تسعينيات القرن الماضي إلى الانخراط في برنامج الكهربة القروية، كصاحبة مشروع تزويد الساكنة بالكهرباء، قبل أن تعمم التجربة بمختلف مناطق اشتوكة آيت باها، كما بذلت مجهودا في حقل التعليم الأولي ومحاربة الأمية والتكوين في الخياطة والطرز وغير ذلك، إلا أن ما يلح عليه أعضاء مكتبها ويجمعون عليه خلال لقاء مكاشفة بمقرها هو “التهميش” وغياب الآذان الصاغية لأنينهم الموثق في مراسلات إلى الجهات المعنية، فكان ختام لقائنا بهم أملا وفأل خير لينعم الأهالي بالمدشر من حقهم في التنمية، وأبرز أعمدتها التربية والتكوين.

قد يهمك ايضا 

مركز "التربية الدامجة" يرى النور في مدينة تطوان‎

السرقة باستعمال العنف تجر ثلاثة أشخاص للاعتقال في تطوان

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعليم الأطفال يؤرق الأسر في اشتوكة آيت باها تعليم الأطفال يؤرق الأسر في اشتوكة آيت باها



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 08:24 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
المغرب اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 12:26 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية
المغرب اليوم -

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 10:44 2022 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع طفيف لأسعار النفط قبل بيانات أمريكية

GMT 10:23 2022 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب يستورد مليون طن من القمح الفرنسي

GMT 14:29 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

عزيز أخنوش يشيد بأدوار البرلمانيات في حزب "الأحرار"

GMT 03:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأرصاد المصرية تحذر من سقوط أمطار غزيرة خلال الفترة القادمة

GMT 17:35 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شركة نيسان تكشف عن "ماكسيما 2019" بتحديثات جديدة

GMT 06:55 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

تعرف على بطلة "التسجيل السري" الجديدة لترامب

GMT 14:52 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

الملك محمد السادس ينعى وفاة الدولي السابق حميد العزاز

GMT 19:00 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات مازدا CX5 2016 في المغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib