خبير يُوضح المرحلة العمرية الآمنة لامتلاك هاتف شخصي للأطفال
آخر تحديث GMT 03:08:15
المغرب اليوم -

خبير يُوضح المرحلة العمرية الآمنة لامتلاك هاتف شخصي للأطفال

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - خبير يُوضح المرحلة العمرية الآمنة لامتلاك هاتف شخصي للأطفال

صورة تعبيرية
الرباط - كمال العلمي

يجد عدد من الآباء والأمهات وأولياء الأمور أنفسهم في حيرة من أمرهم، حين يطالبهم أبناؤهم بضرورة تمكينهم من هاتف شخصي أو حاسوب يسمح لهم بولوج عالم التكنولوجيا والاتصال والإعلاميات إسوة بأقرانهم؛ وهو ما يستجيب له البعض أملا في مساعدة أطفالهم على مواكبة هذا العصر الرقمي، في حين يحرص آخرون على تأجيل تلبية هذا النوع من الطلبات، مستعينين في ذلك بسلبيات ومخاطر الشبكة العنكبوتية.

وفي هذا الإطار، تُثار بين الفينة والأخرى نقاشات بين الآباء والأمهات حول المرحلة العمرية المناسبة لربط الطفل بعالم التكنولوجيا والرقمنة، متسائلين عن السن المناسب لتمكين فلذات أكبادهم من هواتف شخصية أو حواسيب مرتبطة بشبكة الأنترنيت، دون أن يتسببوا في إلهائهم عن دراستهم فيُفسدونهم من حيث يريدون الإصلاح.

الطفل والرقمنة
عياد أبلال، باحث في علم الاجتماع وأنثروبولوجيا الثقافة، قال إن “العالَم، منذ بداية الألفية الثالثة، دخل عصر التكنولوجيا والرقمنة بامتياز، وصار العالم عبارة عن مجتمعات مرقمنة فائقة خاصة في الغرب؛ وهو ما ينطبق بشكل كبير على المجتمعات النامية، ومن بينها المغرب. لذلك، من الصعب جدا وقف زحف هذه الرقمنة التي تحمل مخاطر كبيرة على الصحة النفسية للأطفال، كما هو الحال بالنسبة إلى الشباب”.

وأضاف أبلال، في تصريح، أنه “يجب الاقتداء بتوصيات منظمة الصحة العالمية، وخاصة الجمعية الأمريكية لعلم النفس، والتي توصي بضرورة منع الرضيع إلى حدود 18 شهرا من الجلوس أمام شاشة التلفاز، مع منح الآباء أكبر وقت ممكن للأبناء إلى حدود السنتين، ومن سنتين إلى خمس سنوات يجب ألا يتجاوز وقت النظر إلى شاشة التلفاز ساعة واحدة، وفي هذه الحالة ينصح بعدم تمكين الطفل نهائيا من أي هاتف أو لوح ذي شاشة الكترونية إلا بوجود الآباء، على ألا يتجاوز الساعة يوميا”.

وأكد الباحث ذاته أنه “ما بين سن السادسة إلى 15 سنة، يجب ألا يتجاوز الوقت المخصص للأنترنيت الساعة ونصف الساعة في اليوم، وإلى حدود ساعتين ما بعد سن 18، مع الحرص في كل مراحل نمو الطفل على ضمان النوم الكافي والراحة الكافية للطفل، مع نظام غذاء متوازن ونشاط حركي رياضي مناسب”، منبها إلى أن “ما تعيشه مجتمعاتنا يشي بالكثير من المخاطر النفسية والبصرية، خاصة أن تأثير شاشات وألواح الأجهزة الإلكترونية بات معروفا”.

وذكر عياد أبلال بـ”ضمور الرابط الاجتماعي وجمود العواطف الأسرية، وفق ما نسميه عزلة مجتمعات الرقمنة”، مشيرا إلى أن “هذا الأمر يتضح من خلال الإدمان على الأنترنيت، وخصوصا شبكات التواصل الاجتماعي في البلدان النامية، ومنها المغرب؛ وهو ما يتجلى من خلال الشعور الدائم والمزمن بالقلق والتوتر، والميل إلى العزلة والوحدة، وعدم التواصل مع الآخرين، وهي أعراض قد تؤدي إلى الاكتئاب والاضطرابات النفسية التي تمس الشخصية”.

السن المناسب
عن السن المناسب لتمكين الطفل من حاسوب أو هاتف شخصي، قال الباحث في علم الاجتماع وأنثروبولوجيا الثقافة إنه “حسب الجمعية الأمريكية لعلم النفس، وتبعا لعدد من الدراسات، ينصح بتمكين الطفل من حاسوبه في سن ما بعد العاشرة، مع مراعاة ضرورة إعداد الطفل ثقافيا ومعرفيا لولوج عالم الأنترنيت، مع اقتصار برامج الحاسوب على برامج تعليمية وتربوية تراعي الجوانب العاطفية، والحس حركية، والمعرفية، تناسب سن الأطفال بالتدرج”.

وشدد أبلال على أن “الهاتف الشخصي يجب أن يستعمل لأغراض وظيفية ترتبط بالتواصل الإيجابي، دون السماح للأطفال بولوج منصات التواصل الاجتماعي”، موردا أن “هناك اختلافات في الدراسات بخصوص السن المناسب لامتلاك الهاتف الشخصي والحاسوب الشخصي المزود بالأنترنيت؛ لكن كل الدراسات تجمع على ضرورة تربية المتعلمين والأطفال على عالم التكنولوجيا، وتوضيح السلبيات والإيجابيات”.

وفي السياق ذاته، دعا الباحث في أنثروبولوجيا الثقافة المجتمعات النامية، من بينها المغرب، إلى “إدخال مناهج ومقاربات للتربية والتعليم على الأنترنيت، حتى يكتسب المتعلمون مناعة ضد كل السلبيات، ويتهيؤون لولوج التكنولوجيا دون خوف على صحتهم الجسدية والنفسية والجنسية، مع ضرورة الحرص على تحصين الأطفال ضد التحرشات والاضطرابات الجنسية التي ترتبط ببعض برامج الأنترنيت الجنسية”.

سلبيات حاضرة
بشأن سلبيات التعجيل في تمكين الطفل من هاتفه الشخصي، أكد عياد أبلال أنها كثيرة، مضيفا أن “أكثرها ترددا هو القلق والتوتر والانعزال والجمود العاطفي، دون أن نسيان تراجع دور الأسرة والتربية الوالدية في التأثير في الطفل الذي يصبح أكثر انبهارا وتأثرا بعالم النماذج الرقمية، سواء تعلق الأمر بنماذج القدوات في عالم الحياة أو الغناء أو الرياضة…”.

ونبه الباحث في علم الاجتماع إلى أن “التأثر بعالم النماذج الرقمية يجعل الفضاء الأسري فاقدا للتأثير الوجداني والمعرفي والعاطفي، وهو شيء خطير بالنظر إلى بروز شخصية قاعدية جديدة تتغذى على النماذج الموجهة، وهي نماذج افتراضية بعيدة كل البعد عن الواقع، مما يُسقط الطفل، كما هو حال بعض الشباب، في الاحتراق العاطفي والنفسي، ناهيك عن تأثير ذلك على المسار الصحيح للتعلم والتربية”.

وفي السياق ذاته، سلط الباحث في علم الاجتماع وأنثروبولوجيا الثقافة الضوء على “خطورة تشكيل المجتمع التلصصي- الفضائحي الذي يتغذى على اختراق الخصوصيات والحياة الحميمية للناس، والتشهير والفضائح، بحيث يصبح الطفل مهيأً، بفضل التعود والتطبيع مع شبكات التواصل الاجتماعي، على تمثل واستبطان قيم المجتمع الفضائحي”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

وزير الفلاحة المغربي يكشف تفاصيل المنصة الرقمية "لبيع الأضحية عبر الأنترنت"

الحكومة المغربية تنبه من ترويج مجموعة من المستحضرات الطبية عبر الأنترنت

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبير يُوضح المرحلة العمرية الآمنة لامتلاك هاتف شخصي للأطفال خبير يُوضح المرحلة العمرية الآمنة لامتلاك هاتف شخصي للأطفال



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت - المغرب اليوم
المغرب اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 02:31 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

دراسة جديدة تكشف العلاقة بين الحب والسمنة
المغرب اليوم - دراسة جديدة تكشف العلاقة بين الحب والسمنة

GMT 02:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين عبدالعزيز تفكر بالزواج مجددًا بعد طلاقها
المغرب اليوم - ياسمين عبدالعزيز تفكر بالزواج مجددًا بعد طلاقها

GMT 06:16 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الذهب في المغرب اليوم الإثنين 03 نوفمبر/تشرين الثاني 2025

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 16:06 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 18:33 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 20:18 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

وفاة خالة الشقيقتين المغربيتين صفاء وهناء

GMT 14:36 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

الرئيس اللبناني ميشال عون يلتقي وفدًا أميركيًا

GMT 12:29 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

مجلس الحكومة يعيد تنظيم مسرح محمد الخامس

GMT 05:01 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

دافنشي كان يكتب بيديه الاثنتين بكفاءة

GMT 23:51 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

رامز جلال يسخر من غادة عبد الرازق والأخيرة تتوعد له
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib