الاغتصاب سلاح قذر وفتاك في الحرب السورية
آخر تحديث GMT 09:32:24
المغرب اليوم -

الاغتصاب سلاح قذر وفتاك في الحرب السورية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الاغتصاب سلاح قذر وفتاك في الحرب السورية

دمشق ـ وكالات
أصبح اغتصاب النساء أداة من أدوات الحرب، الجاري بها العمل، في الحرب الدائرة في سوريا، ما دفع بعشرات الآلاف من النساء إلى الهروب بحثا عن منفى يطرح عليهن في الغالب مشاكل جديدة لا تقل تعقيدا.في بهو "مستشفى زهرة" تسود حركة في كل الاتجاهات، الممرضات والممرضون في معاطفهم البيضاء يسرعون هنا وهناك بإيقاع دؤوب. ويعتبر هذا المركز الصحي في طرابلس، شمال لبنان، نقطة عبور محورية للاجئين السوريين. في الطابق الأرضي من المبنى تُدير منظمة "أطباء بلا حدود" عيادة مجانية. يجلس المرضى في قاعة انتظار على مقاعد بلاستيكية في انتظار أن تدعوهم الطبيبة اللبنانية الدكتورة ماها ناجا للدخول.معظم المرضى نساء يعانين من أعراض نفسية وبدنية، تقول الطبيبة، ومن هذه الأعراض آلام الظهر والرأس. كما أن الخوف على الأقارب في سوريا، إضافة إلى الحزن وفقدان سبل العيش في الوطن، تشكل أرضية تؤجج مرضهن. وتتذكر الدكتورة ماها بالخصوص وجه مريضة كانت تجهش مرارا، بشكل لا إرادي، بالبكاء. المرأة الحامل تعرضت للاغتصاب وكانت حريصة على الإجهاض، فأحالتها على طبيبة نساء، ومنذ ذلك الحين لم تعد إلى المركز. "يبدو أنها لا تريد الحديث عما تعرضت له بسبب الخوف من الأقاويل، فالاغتصاب في مجتمعنا يعتبر عارا فظيعا".وهذا ما يؤكده بدوره الدكتور محمد مصطفى، البالغ من العمر 27 عاما، وهو سوري يعيش في لبنان منذ عام، ويشرف على اللاجئين السوريين في طرابلس. ونادرا ما تجرؤ المريضات على الحديث معه حول ما تعرضن له من عنف، وإن كانت هناك بعض الاستثناءات القليلة. وعاين الدكتور مصطفى ست حالات اغتصاب، أغلب ضحاياها من مدينة حمص أو ضواحيها. وكانت المريضات تعانين من كآبة نفسية حادة. "لقد أرسلتهن إلى مستشفيات لبنانية، فغالبيتهن يردن الإجهاض"، يقول الدكتور مصطفى، الذي انقطع اتصاله بهن منذ ذلك الحين، وهو لا يرجح أنهن بحثن عن مساعدة طبية نفسية.ووثقت منظمة هيومان رايتس ووتش في تقرير خاص، الاعتداءات الجنسية في سوريا، اعتمادا على شهادات ضحايا وشهود عيان قضوا فترات اعتقال في السجون السورية، أو تعرضوا للاغتصاب خلال الحملات والغارات على المناطق السكنية. والجناة حسب التقرير ينتمون لقوات الأمن أو الميليشيات الحكومية. إلا أن هناك غياب لأرقام دقيقة أو تقديرات لحجم العنف الجنسي سواء داخل سوريا أو في دول الجوار كلبنان والأردن التي لجأ إليها مئات الآلاف من السوريين.وهناك الكثيرون في سوريا، ممن يخافون من أن تتعرض الإناث في أسرهم لاعتداءات جنسية، فقرروا الفرار كملاذ آخر، كما كشفت عن ذلك دراسة أعدتها مؤخرا منظمة "لجنة الإنقاذ الدولية" scueInernationalCommittee، بالتعاون مع منظمة "أبعاد" اللبنانية.الكل خائف من كابوس الاعتداءات الجنسية، والحل في الغالب هو الهروب ومن بين الذين ساهموا في فكرة إجراء الدراسة رولا المصري، التي استطلعت آراء اللاجئات السوريات في شمال وشرق لبنان، وسألتهن عن موضوع الاعتداءات الجنسية في سوريا. وسمعت روايات عن الكثير من الرجال الذين اقتحمت بيوتهم وتم اغتصاب أمهاتهم أو بناتهم أمام أعين الأسرة بكاملها. أما نساء حلب فتحدثن عن العنف الجنسي في نقاط التفتيش العسكرية. وهذا ما يخلق حالة من الخوف والهلع لدى الجميع. "إن العنف الجنسي ضد النساء، هو واحد من خصائص هذا النزاع" تقول رولا المصري. وبعد وصول اللاجئات إلى لبنان يجدن أنفسهن وحيدات في مواجهة خطر الانهيار النفسي، كما تقول سلام وهي سيدة من حمص وصلت إلى لبنان قبل ستة أشهر "مات زوجي بينما لقي ابني الأكبر مصرعه في الحرب، والآن أصبحت معيلة وحيدة لأطفالي الثلاثة".أما أم عبد الرحمان وهي ناشطة سورية وزوجة الدكتور محمد مصطفى الذي يشرف على اللاجئين السوريين في طرابلس، فعبرت عن قلقها العميق حول مصير اللاجئات السوريات. ففي الأشهر الأخيرة نشأ ما وصفته بـ "سوق للزواج" بالنساء السوريات الأرامل منهن أو المطلقات، والمستهدفون هم الرجال من دول الخليج العربي. والكثير من السوريات يقبلن على هذا النوع من الزواج بسبب الضائقة المادية. ولا تعرف أم عبد الرحمان كيف يمكن الحد من هذه الظاهرة، "في الواقع نحن في حاجة إلى مراكز متخصصة للنساء، تُدار من قبل النساء، لكننا لا نتوفر على المال. إننا نتواجد حقا في طريق مسدود".
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاغتصاب سلاح قذر وفتاك في الحرب السورية الاغتصاب سلاح قذر وفتاك في الحرب السورية



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 02:43 2025 الثلاثاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

3 عوامل رئيسية عززت فرص الرياض لتصبح أول مدينة نشطة عالمياً
المغرب اليوم - 3 عوامل رئيسية عززت فرص الرياض لتصبح أول مدينة نشطة عالمياً

GMT 16:59 2025 الإثنين ,15 كانون الأول / ديسمبر

بسمة تحسم الجدل حول مشاركاتها في موسم دراما رمضان المقبل
المغرب اليوم - بسمة تحسم الجدل حول مشاركاتها في موسم دراما رمضان المقبل

GMT 13:36 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

مصطفي قمر يطرح خامس أغانى ألبومه بعنوان مش هاشوفك

GMT 08:25 2013 الجمعة ,22 آذار/ مارس

وصفات لتغذية البشرة وإزالة النمش

GMT 15:14 2014 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احتجاز محمد البسطاوي في المستشفى العسكري في الرباط

GMT 23:27 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

اللون الأسود يقتحم مجموعة إيلي صعب لشتاء 2017
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib