إيزيديّة تحمي ابنتيها من داعش عبر تظاهرهنّ بالجنون
آخر تحديث GMT 03:58:49
المغرب اليوم -

نورة استطاعت الفرار مع أسرتها مقابل فديّة 35 ألف دولار

إيزيديّة تحمي ابنتيها من "داعش" عبر تظاهرهنّ بالجنون

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إيزيديّة تحمي ابنتيها من

صورة للأم اليزيدية التي اختطف داعش بناتها
دمشق ـ نور خوام

كشفت أم إيزيدية تدعى "نورة" عن معركتها الطويلة ضد مقاتلي تنظيم داعش، منذ أجبروها وأفراد عائلتها على تغيير ديانتهم إلى الإسلام، ومرورًا بمحاولتها إخفاء ابنتيّها عن أعين المتطرفين حتى لا يؤخذن كأسيرات، فمنعت الطعام عن إحداهما حتى لا ينمو جسدها، وجعلت الأخرى ترتدي حفاضات الأطفال وطلبت منها التصرف كمعاقة عقلية، ثم إجبارها على الانفصال عن زوجها وبيعها إلى رجل سوري، حتى استطاعت الفرار مع أسرتها مقابل فدية 35 ألف دولار.

إيزيديّة تحمي ابنتيها من داعش عبر تظاهرهنّ بالجنون

وروت نورة كيف حاولت إخفاء عمر بناتها لحمايتهن من حياة العبودية تحت حكم داعش، وذكرت الأم المكلومة إلى جريدة "ديلي ميل" البريطانية "أخذ تنظيم داعش ابنتي باسمة وكان عمرها 3 أعوام فقط، وكانت جميلة ذات شعر أشقر، وحاولت منعهم لكنهم ضربوني على وجهي ببندقية كلاشينكوف ولم يكن هناك ما أفعله".

إيزيديّة تحمي ابنتيها من داعش عبر تظاهرهنّ بالجنون

وكانت نورة وأطفالها من آلاف الإيزيديين الذين لجأوا إلى جبل سنجار عندما اقتحم داعش القرية شمال العراق في أغسطس/ آب 2014، واضطرت للعودة إلى قريتها بحثًا عن الماء؛ للحفاظ على أطفالها الرضع بسبب حرارة الصيف، وأضافت وهي تتذكر ما حدث لآلاف من الإيزيديين العام 2014 عند محاصرتهم في جبل سنجار "عندما سمعت صوت النيران ركضت أنا وأطفالي إلى الجبل وكل الأشخاص في القرية ركضوا مثلي، كنت أحمل الأطفال ولذلك لم أتمكن من حمل أي شيء آخر، وذهبت مع عائلتي لكني لم أستطع حمل طعام أو ماء، وقضينا الليل في العراء على جانب الجبل ولم يكن هناك شيء للأكل أو الشرب وأصبح الأطفال ضعفاء، وكان علي أن أحضر لهم شيئًا للشراب وإلا سيموتون".

إيزيديّة تحمي ابنتيها من داعش عبر تظاهرهنّ بالجنون

وكانت نورة في زيارة لوالديها عندما اقتحم مقاتلو داعش تلعفر في هجومهم على شمال العراق، وقٌتل والدها بالرصاص أمامها عندما رفض التخلي عن ديانته الإيزيدية، كما فُقد زوجها "إيزدين" الذي يعمل في البناء ويعد في عداد القتلى، وأضافت "ذهبنا إلى أسفل الجبل بحثًا عن الماء للأطفال ولكن حاصرنا داعش وتم أسرنا، وقُتل والدي أمامي، وطلب منا داعش تغيير ديننا وإلا فإنهم سيقتلوننا، ورفض والدي ولذلك قتلوه وأخذنا نحن كأسرى"، ووافقت العائلة على اعتناق الإسلام حتى تبقى على قيد الحياة، على الرغم من خطورة ذلك بالنسبة إلى الإيزيديين المتدينين إلا أن نورة لم يكن لديها سوى خيار واحد.

إيزيديّة تحمي ابنتيها من داعش عبر تظاهرهنّ بالجنون

وخلال احتجاز الأسرة لمدة عام حاولت إخفاء أعمار بناتها لحمايتهن من حياة العبودية، وبيّنت "ابنتي الكبرى شهيرة عمرها 13 عامًا ولكني حاولت ألا أجعلها تنمو ولم أعطيها الكثير لتأكله حتى تظل صغيرة الحجم وتبقى طفلة ولا تبدو كامرأة صغيرة حتى أستطيع حمايتها، ولكن جاء داعش وأخذوها منذ ثلاثة أو أربعة أشهر"، كما جعلت ابنتها الثانية البالغة من العمر 10 أعوام ترتدي حفاضات وطلبت منها التصرف بكونها معاقة عقلية؛ في محاولة يائسة للحفاظ عليها من رجال داعش، مضيفة "قصصت شعرها الطويل، وتظاهرنا أنها معاقة عقليًا وكنت أجعلها ترتدي الحفاضات وتتصرف مثل الأطفال وتظاهرت بكونها مجنونة".

 

ووقفت النائبة الإيزيدية فيان دخيل، في مجلس النواب العراقي مناشدة أبناء بلدتها بمساعدة الإيزيديين في محنتهم الرهيبة، وألقت خطابًا مؤلمًا حتى أنها انهارت قبل الانتهاء منه، قائلة "أخوتي أناشدكم باسم الإنسانية أن تحمونا"، ووجهت أنظار العالم إلى محنة الإيزيديين وانتشرت كلمتها في فيديو عبر الإنترنت.

واختتمت نورة بقولها "عندما كنت في الأسر شاهدت السيدة فيان دخيل في التلفزيون وهي تطالب العالم بأن يساعدنا، ولم يعجب ذلك داعش ولم يجعلوننا نشاهدها إلا أن هذا أعطاني الأمل، وسميّت إحدى بناتي فيان على اسم النائبة الإيزيدية الشجاعة، وبعد عام من الأسر في تلعفر انفصلت عن زوجي وأخذت إلى الرقة حيث تم بيعي هناك إلى رجل سوري، وأجبرت على الخضوع له وأن أصبح من رقيق الجنس، إلا أنني أقنعت الرجل بالاتصال بعائلتي، ووافق أخيرًا على إطلاق سراحي وعائلتي مقابل فدية 35 ألف دولار"، وتعيش الآن في مخيم شاريا للاجئين شمال العراق، ويتم دعمها وعائلتها الآن من قبل مؤسسة سنجار التي تساعد الإيزيديين من ضحايا العنف الجنسي وغيرهم من اللاجئين المختطفين.

 

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيزيديّة تحمي ابنتيها من داعش عبر تظاهرهنّ بالجنون إيزيديّة تحمي ابنتيها من داعش عبر تظاهرهنّ بالجنون



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:18 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

بنسعيد يبحث ملف الزليج المغربي بجنيف
المغرب اليوم - بنسعيد يبحث ملف الزليج المغربي بجنيف

GMT 10:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
المغرب اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن

GMT 18:14 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

مخرج فيلم"ماد ماكس" يحطم قلب تشارليز ثيرون

GMT 04:24 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

مقطع ويسلان بمكناس .. منعرج الموت يتربص بأرواح السائقين

GMT 08:29 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

عطر كارفن المصنوع من زهر البرتقال لطيف للرجال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib