إطلاق تطبيق ديب سيك الصيني يُحدث ثورة في عالم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
آخر تحديث GMT 03:08:15
المغرب اليوم -

إطلاق تطبيق "ديب سيك" الصيني يُحدث ثورة في عالم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إطلاق تطبيق

تطبيق ديب سيك الصيني
بكين - المغرب اليوم

أدى إطلاق شركة صينية صغيرة لتطبيق دردشة جديد باسم "ديب سيك"، مدعوم بتقنية الذكاء الاصطناعي، إلى حدوث اضطراب في سوق الأسهم، فضلا عن حالة جدل غير مسبوقة. فما الذي يميز التطبيق عن غيره؟

أثار إطلاق تطبيق الدردشة الصيني "ديب سيك" موجة من التغيير في قطاع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بعد أن تفوق سريعاً على تطبيق "تشات جي بي تي" التابع لشركة "أوبن إيه آي"، ليصبح التطبيق المجاني الأكثر تحميلاً على أنظمة تشغيل آيفون في الولايات المتحدة، وهو ما تسبب في إلحاق خسارة فادحة لشركة "إن فيديا"، المتخصصة في تصنيع الرقائق، بلغت نحو 600 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال يوم واحد، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً في سوق الأسهم الأمريكية.

فلماذا كل هذه الضجة؟ يتمتع النموذج اللغوي الكبير (LLM) الذي يغذي التطبيق بقدرات تحليلية تقارب نماذج أمريكية مثل نموذج "o1" التابع لشركة "أوبن إيه آي"، لكنه، بحسب خبراء، يتطلب تكلفة قليلة لتدريبه وتشغيله.

وتدّعي "ديب سيك" أنها حققت ذلك من خلال اعتماد استراتيجيات تقنية قلّلت من الوقت الحسابي المطلوب لتدريب نموذجها المسمى "آر1"، ومن حجم الذاكرة اللازمة لتخزينه، وتقول الشركة إن تقليل هذه التكاليف الإضافية أدى إلى خفض هائل في التكلفة.

وتفيد تقارير أن تدريب النموذج الأساسي "آر1-الإصدار الثالث" استغرق نحو 2.788 مليون ساعة تشغيل من خلال العديد من وحدات معالجة الرسومات في وقت واحد، بتكلفة تقديرية تقل عن 6 ملايين دولار، مقارنة بأكثر من 100 مليون دولار التي صرّح بها سام ألتمان، رئيس شركة "أوبن إيه آي"، كتكلفة لازمة لتدريب "جي بي تي-الإصدار الرابع".

وعلى الرغم من الخسائر التي لحقت بالقيمة السوقية لشركة "إن فيديا"، فإن نماذج "ديب سيك" جرى تدريبها باستخدام ما يقرب من ألفي وحدة معالجة رسومات من طراز "إن فيديا إتش800"، وفقاً لورقة بحثية أصدرتها الشركة.

وتعدّ هذه الرقائق نسخة معدّلة من شريحة "إتش100" الشائعة، وقد صُممت خصيصاً لتناسب قوانين التصدير إلى الصين، وثمة احتمال أن تكون الشركة قد لجأت إلى تخزين كميات من هذه الشرائح قبل أن تشدّد إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، القيود في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهي خطوة أدت بالفعل إلى حظر تصدير رقائق "إتش800" إلى الصين.

ومن المرجح أنه بسبب هذه القيود، اضطرت "ديب سيك" إلى تطوير أساليب مبتكرة لتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة لديها.

وقد يسهم تقليل التكلفة الحسابية لتدريب وتشغيل نماذج "ديب سيك" في معالجة المخاوف المتعلقة بالآثار البيئية للذكاء الاصطناعي. فمراكز البيانات التي تعمل عليها النماذج تستهلك كميات هائلة من الكهرباء والماء، إلى حد كبير من أجل الحفاظ على الخوادم من السخونة الزائدة.

وعلى الرغم من أن معظم شركات التكنولوجيا لا تُعلن عن بصمتها الكربونية في تشغيل نماذجها، إلا أن تقديراً حديثاً حدد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لتطبيق "تشات جي بي تي" عند أكثر من 260 طناً شهرياً، وهو ما يعادل 260 رحلة من لندن إلى نيويورك. لذلك، سيكون تحسين كفاءة نماذج الذكاء الاصطناعي خطوة إيجابية من الناحية البيئية في قطاع التكنولوجيا.
أيقونات تطبيقات على هاتف ذكي من بينها ديب سيك وتشات جي بي تي

وبالطبع لا يمكن الجزم بما إذا كانت نماذج "ديب سيك" ستسهم في توفير فعلي للطاقة أم لا، كما أنه من غير الواضح إذا كان الذكاء الاصطناعي الأكثر كفاءة والأقل تكلفة سيؤدي إلى زيادة استخدام الناس للنموذج، مما يؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة بشكل عام.

وإذا لم يكن هناك أي شيء آخر، فقد يساعد ذلك في تعزيز أهمية الذكاء الاصطناعي المستدام في قمة باريس المقبلة للعمل على الذكاء الاصطناعي، بحيث تكون الأدوات التي نستخدمها في المستقبل أكثر حفاظاً على البيئة.

بيد أن الأمر الذي أثار دهشة العديد من الأشخاص هو سرعة إنطلاق "ديب سيك" على الساحة بنموذج لغة كبير بهذا التنافس، لذا يعتبر مؤسس الشركة ليانغ وينفنغ، التي أسسها في 2023، في الصين "بطلاً للذكاء الاصطناعي".

ويلفت الإصدار الأخير من "ديب سيك" الأنظار أيضاً بسبب ما يعرف بـ "الأوزان" الخاصة به، وهي المعاملات الرقمية للنموذج التي يجري الحصول عليها من خلال عملية التدريب، وكانت الشركة قد نشرت تلك المعلومات علناً، بالإضافة إلى ورقة تقنية تشرح عملية تطوير النموذج، وهو ما يتيح للمجموعات الأخرى إمكانية تشغيل النموذج على معداتها الخاصة وتكييفه ليلائم مهام أخرى.

وتعني هذه الشفافية النسبية أيضاً أن الباحثين في شتى أرجاء العالم، أصبح بمقدورهم معرفة أسرار النموذج واكتشاف طريقة عمله، على عكس نماذج "o1" و"o3" لشركة "أوبن إيه آي" والتي تعتبر بالفعل بمثابة صناديق مغلقة.

بيد أن هناك بعض التفاصيل المفقودة، مثل مجموعات البيانات والشفرة المستخدمة في تدريب النماذج، وهو ما دفع مجموعة من الباحثين إلى السعي حاليا لتجميع هذه التفاصيل معاً.
 

كما كشفت "ديب سيك" عن محاولاتها غير الناجحة لتحسين النموذج اللغوي الكبير (LLM) عبر أساليب تقنية أخرى، مثل بحث شجرة مونت كارلو، وهي طريقة طالما جرى الترويج لها كاستراتيجية محتملة لتوجيه عملية تحسين النموذج اللغوي، لذا يستطيع الباحثون استخدام هذه المعلومات لمعرفة كيف يمكن تعزيز قدرات النموذج في حل المشكلات بشكل أكبر، وهي تحسينات من المتوقع أن تمثل جزءاً من الجيل التالي من نماذج الذكاء الاصطناعي.

ربما تبرهن "ديب سيك" على أنه ليس من الضروري امتلاك موارد ضخمة لبناء نماذج ذكاء اصطناعي معقدة. ومن المتوقع أننا سنرى نماذج ذكاء اصطناعي قوية يجري تطويرها باستخدام موارد أقل بشكل متزايد، في ظل بحث الشركات عن طرق لزيادة كفاءة تدريب النماذج وتشغيلها.

وتهيمن شركات "التكنولوجيا الكبرى" في الولايات المتحدة، حتى الآن، على قطاع الذكاء الاصطناعي، وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد وصف صعود "ديب سيك" بأنه "دعوة لاستيقاظ" قطاع التكنولوجيا الأمريكي.

بيد أن هذا التطور قد لا يكون خبراً سيئاً لشركات مثل "إن فيديا" على المدى الطويل، ففي ظل تراجع تكاليف تطوير منتجات الذكاء الاصطناعي سواء من حيث المال أو الوقت، سيكون من الأسهل على الشركات والحكومات تبني هذه التكنولوجيا، وهو ما سيؤدي بدوره إلى زيادة الطلب على المنتجات الجديدة والرقائق التي تستخدمها، وهكذا يستمر العمل.

ويبدو أنه من المحتمل أن تلعب الشركات الأصغر مثل "ديب سيك" دوراً متزايداً في تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي التي قد تجعل حياتنا أسهل، وسيكون من الخطأ تجاهل ذلك.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

شركة الذكاء الاصطناعي الصينية ديب سيك تتعرض لهجوم بعد تسريب بيانات مهمة عن غير قصد

 

البحرية الأميركية تحظر استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي التابعة لشركة ديب سيك الصينية بسبب مخاوف أمنية وأخلاقية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إطلاق تطبيق ديب سيك الصيني يُحدث ثورة في عالم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إطلاق تطبيق ديب سيك الصيني يُحدث ثورة في عالم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت - المغرب اليوم
المغرب اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 02:31 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

دراسة جديدة تكشف العلاقة بين الحب والسمنة
المغرب اليوم - دراسة جديدة تكشف العلاقة بين الحب والسمنة

GMT 02:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين عبدالعزيز تفكر بالزواج مجددًا بعد طلاقها
المغرب اليوم - ياسمين عبدالعزيز تفكر بالزواج مجددًا بعد طلاقها

GMT 06:16 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الذهب في المغرب اليوم الإثنين 03 نوفمبر/تشرين الثاني 2025

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 16:06 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 18:33 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 20:18 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

وفاة خالة الشقيقتين المغربيتين صفاء وهناء

GMT 14:36 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

الرئيس اللبناني ميشال عون يلتقي وفدًا أميركيًا

GMT 12:29 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

مجلس الحكومة يعيد تنظيم مسرح محمد الخامس

GMT 05:01 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

دافنشي كان يكتب بيديه الاثنتين بكفاءة

GMT 23:51 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

رامز جلال يسخر من غادة عبد الرازق والأخيرة تتوعد له

GMT 12:50 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

22لاعبًا في لائحة فارس النخيل استعدادًا إلى مواجهة الوداد

GMT 07:54 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

ملك إسبانيا يخفض راتبه بنسبة 7.1%

GMT 04:51 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

مصر تتصدر العرب فى الحرب على الفتنة.. المصنعة!

GMT 15:08 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هيمنة المتشددين على المجتمع الطلابي في جامعة وستمنستر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib