توظيف الالتزام الديني بالاتجاه الصحيح يسهم في بناء وتقدم المجتمعات
آخر تحديث GMT 16:34:39
المغرب اليوم -

توظيف الالتزام الديني بالاتجاه الصحيح يسهم في بناء وتقدم المجتمعات

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - توظيف الالتزام الديني بالاتجاه الصحيح يسهم في بناء وتقدم المجتمعات

بناء وتقدم المجتمعات
عمان ـ بترا

من بشرى نيروخ - أجمع باحثون واكاديميون في علوم الشريعة الاسلامية على اهمية توظيف الالتزام الديني في بناء المجتمعات وتقدمها وتطورها وتوحيد جهودها للوقوف في وجه أعدائها معربين عن اسفهم لواقع الحال بتوجيه هذا الالتزام لدى البعض بطريقة غير صحيحة.
استاذ الفقه وأصوله في كلية الشريعة والدراسات الاسلامية في جامعة اليرموك الدكتور آدم نوح القضاة قال ان عددا من الدول العربية والاسلامية تشهد حالات من الصراع بين القوى المتنافسة داخل المجتمع ، وهو ما يظهر لدى البعض بان هذا الصراع هو صراع ديني ، مشيرا الى انه وفي تقديره الشخصي فان هذا الصراع سياسي وطبقي وليس دينيا.
واضاف ان الانسان الذي ينظر الى الدين نظرة عميقة ومتفحصة يجد انه لا يمكن في حال من الاحوال ان يدفع الانسان الى ما هو شر او ضرر او الى ما فيه افساد ، والذي يقرأ القرآن الكريم يلاحظ كم آية وردت في كتاب الله عز وجل لتحذير الناس من الفساد والافساد حتى لو كان هذا الافساد على الارض او الزرع ، قال سبحانه وتعالى عن بعض الناس " وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ ".
وقال القضاة ان القران الكريم يدافع عن الحرث والنسل , ومن يقرأ كتاب الله سبحانه وتعالى قراءة متدبرة ومتكاملة ، يفهم مقاصد هذا الكتاب العزيز وتعاليمه مبينا ان المشكلة التي ظهرت لدى كثير من الناس انهم يقرأون القرآن الكريم قراءة جزئية، فهو يأخذ بعض السور والايات وبعض الفقرات التي تعجبه هو وتخدم مصالحه الدنيوية.
وبين ان شهر رمضان الفضيل بالاجواء التي نعيشها تتجلى فيها حقيقة الصيام في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه"، مشيرا الى ان الله تعالى اراد من المسلم في صيامه ترك الطعام والشراب كمقدمة وليس نتيجة ، ومقدمة في ترك القول الباطل والعمل الباطل , كما ان الفهم الصحيح للحديث يدرأ الكثير من الاشكالات.
وأشار الى ان الناس في حياتهم الدنيا يتنافسون على الامور الدنيوية وعلى المال والجاه والمناصب والشهرة والوظائف ، موضحا لو ان الناس عاشوا رمضان كما أراد الله سبحانه وتعالى لعلموا ان هذا الذي يتنافسون عليه والذي يتخاصمون من أجله لا يساوي شيئا عندما تسمو أرواحهم الى القيم الاسلامية والدينية والانسانية العليا، التي يعيشونها في أجواء شهر رمضان الفضيل .
وقال القضاة ان الذين يصومون الصيام الحقيقي - صيام الفم والبطن والجوارح والقلب - تراهم بعيدين كل البعد عن اشكال التخاصم والتنافس غير المحمود بين الناس ، مشيرا الى انه لا مانع من التنافس فهو جزء من الانسان ، ولولا التنافس لما تقدم كثير من الناس في مجالات حياته، فالتنافس يجب ان يكون ضمن القوانين وما أحله الله ومعرفة حدود الله، قال سبحانه وتعالى "تلك حدود الله فلا تعتدوها" ولو فهم الناس هذا المعنى ، فانهم لا يتنافسون الا على الخير وعلى الوحدة والاتحاد وعلى ان تكون للأمة قيمة ومكانة بين الناس ولنبذوا كل انواع الطائفية والعنصرية الطبقية ، التي جعلتهم يصلون الى هذا الحال والذي لا يحسدون عليه لا من صديق ولا من عدو.
نائب مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية الدكتور عامر الحافي قال ان شهر رمضان فرصة لتهذيب النفس وارتقاء نفس المسلم وسمو روحه بنفحات ايمانية ، وفيها اعادة اكتشاف روح العالم الاسلامي من الافكار التكفيرية والكراهية واشاعة البغضاء باسم الدين، فالافكار هي أصعب شيء عندما يتم الترويج لها بقناع الدين.
وأوضح الحافي أن للدماء حرمة عظيمة عند الله سبحانه ، قال تعالى " مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" .
وقال الاستاذ في كلية الشريعة في جامعة آل البيت الدكتور محمد الزغول ان الدين حالة منسجمة مع الفطرة ، والدين الاسلامي هو دين انساني ، واسم ديننا الحنيف الاسلام مشتق من السلام، وتحيتنا في الاسلام السلام والسلام يأتي من الامن والامان في قول رسولنا الكريم" المسلم مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ"، والمؤمن كما قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالهمْ " .
وأشار الزغول الى ان شهر رمضان المبارك ,مدرسة يتدرب فيها المسلم على الاخلاق الرفيعة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي " قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " , فأهمية الصوم بانه يعوّد المسلم على الصبر، والصوم نصف الصبر , كما ان تعود المسلم في رمضان على سلوكيات صحيحة والتعامل بالاخلاق الحميدة يؤدي الى تعوده في بقية الايام الاخرى.
وبين ان اصحاب الفهم المنحرف يذهبون الى آيات مثل قوله سبحانه وتعالى" وقاتلوا المشركين كافة"، وقوله تعالى "واقتلوهم حيث ثقفتموهم " ولا يكملوا بقية الايات التي تؤدي الى الفهم الكامل لمعنى الاية في قوله سبحانه وتعالى" وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين "، وقوله سبحانه وتعالى" واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين , فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم"، مشيرا الى أنه نزلت تلك الايات لمناسبات واحداث معينة.
المدير التنفيذي لشركة الافق العالمية للصم احمد العايد الذي درس الماجستير في مجال تفسير القرآن الكريم قال انه يوظف دراسته في إعداد وتنفيذ برامج دينية وتفسير القران الكريم بلغة الاشارة للصم والبكم، مبينا انه يعكس صورة تعاليم دين الإسلام السمحة في ظل ما يشهده العالم من ثورة تكنولوجية ,اذ كان للصوت والصورة الاثر البالغ في إقناع العديد من الناس بأفكار ومفاهيم مختلفة.
واضاف ان الاسلام هو دين الأخلاق والذي بُعث من أجلها الصادق المصدوق وهو من قال "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" .
وقال العايد ان الاسلام يعلمنا أن نكون عناوين للخير وعونا للناس وإيثارهم على أنفسنا ، وذلك علامة الخيرية بين الناس لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( خير الناس أنفعهم للناس ) مشيرا الى ان الإسلام الذي أراده نبينا الكريم هو دين المعاملة ، فقد جعل عمل الخير عبادة ، بل وجعل أجر العمل في الخير مقدما حتى على الصلاة في مسجد النبي الكريم , قال صلى الله عليه وسلم " لئن تغدو مع أخيك فتقضي له حاجته خير من أن تصلي في مسجدي هذا مائة ركعة " .

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توظيف الالتزام الديني بالاتجاه الصحيح يسهم في بناء وتقدم المجتمعات توظيف الالتزام الديني بالاتجاه الصحيح يسهم في بناء وتقدم المجتمعات



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 07:03 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

باسم السمرة يوجه رساله لـ أحمد السقا
المغرب اليوم - باسم السمرة يوجه رساله لـ أحمد السقا

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib