غزة - صفا
اختار سكان قطاع غزة المدمر من مساجدهم بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 22 يوما لتأدية صلاة عيد الفطر السعيد بين أنقاض الركام في رسالة غضب على وحشية الاحتلال في استهدافه مساجد الله .
أحد هؤلاء مسجد "المحكمة" في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة الذي صدحت مئذنته على مدار600 عام بالآذان ظل خلالها عامرا بالمصلين قبل أن يحيله العدوان الإسرائيلي إلى أكوام متناثرة من الحطام.
وسوى مسجد "المحكمة" بالكامل بالأرض خلال "مجزرة" الاحتلال في حي الشجاعية منتصف الأسبوع الماضي ليكون مصير المسجد مماثلا لمئات المنازل السكنية التي دمرت بفعل كثافة الغارات الإسرائيلية.
وحدها مئذنته المسجد ظلت شامخة وفانوس رمضان شاهدين على ظلم الاحتلال الإسرائيلي.
وأنشئ مسجد "المحكمة" في القرن التاسع الميلادي، وبدأ مدرسة لحفظ القرآن ثم محكمة للقضاء أسسها الأمير بردبك الدودار عام 859 هـ أيام الملك الأشرف أبو النصر قبل أن يحول لاحقا إلى مسجد.
وتضمن العدوان الإسرائيلي تدمير عدة مساجد أثرية في مناطق مختلفة من قطاع غزة، عمرت لمئات السنوات، أهمها مسجد المحكمة البردبكية الأثري، ومسجد الإصلاح الذي عمر عشرات السنوات.
ويقول وكيل وزارة الأوقاف والشئون الدينية في غزة حسن الصيفي لوكالة "صفا"، إن استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمساجد يعتبر محاربة للدين الإسلامي ومحاولة لطمسه ومحو تاريخي.
ويضيف الصيفي " بلغ الحقد الإسرائيلي أشد درجاته الهمجية بقصفه وتدميره للمساجد ودور العبادة في انتهاك صارخ لحرمة المقدسات الدينية وللقوانين الدولية التي تكفل حمايتها وتجرم التعرض له ".
وترصد مصادر فلسطينية استهداف الغارات الإسرائيلية أكثر من 50 مسجدا دمر 10 منها على الأقل كليا وتعرضت الأخرى لأضرار متفاوتة.
وعادة ما يدعى الاحتلال الإسرائيلي أن استهدافه للمساجد يأتي لاستخدامها كقواعد من فصائل المقاومة الأمر الذي تنفيه الجهات الرسمية الفلسطينية.
ويقول الصيفي إن استهداف المساجد وتدميرها يعد سياسة ممنهجة لا مبرر لها سوى التعبير عن بشاعة الاحتلال وممارساته ومحاولته منع إقامة الشعائر الدينية في بيوت الله.
وهو يشدد على أن "استهداف المساجد جريمة حرب مخالفة لكافة الشرائع السماوية والمبادئ الإنسانية والقانون الدولي"، مطالبا المؤسسات الدينية وأحرار العالم بحماية الفلسطينيين ودور العبادة من عدوان الاحتلال وحماقاته المتكررة.
وفي السياق ندد مفتى القدس والديار الفلسطينية محمد حسين بالقصف الإسرائيلي الذي يدمر ويصيب مساجد غزة، مؤكدا أن هذه الممارسات "تعتدي على الحق بحرية العبادة التي دعت إليها الشرائع السماوية وكفلتها القوانين والأعراف الدولية".
وأشار حسين إلى "أن هذه الاعتداءات ليست الأولى من نوعها، بل سبقها كثير، وهي في تزايد مستمر وصلت إلى مراحل خطيرة جدا لا يمكن السكوت عنها، وهي تزيد من حالة التوتر والاحتقان في المنطقة برمتها"، مطالبا بتدخل دولي لوقف ذلك.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر