زياد الرحباني نغمة معترضة على سلّم النظام
آخر تحديث GMT 03:08:15
المغرب اليوم -

زياد الرحباني نغمة معترضة على سلّم النظام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - زياد الرحباني نغمة معترضة على سلّم النظام

عبير بلال شرارة
بقلم : عبير بلال شرارة *

ليس زياد الرحباني مجرّد فنان أو ملحن أو كاتب مسرحي.
إنه نغمة معترضة على سلّم النظام،
صرخة في وجه المألوف،
سؤال حادّ في زمن الإجابات الرخوة.
غياب زياد ليس غيابًا عن المسرح،
ولا هو انقطاع مؤقّت عن إصدار جديد،
بل هو غياب مرآة، غياب الضمير الذي تعوّدنا أن نراه يمشي بيننا – ساخرًا، متعبًا، لكن حيًّا.
منذ أن قرّر أن يبتعد، لم يعُد هناك من يقول للشارع: “صباح الخير يا وطن” بنبرة صادقة،
لم يعُد هناك من يسأل الفقير إن كان قد فطر اليوم،
ولا من يشتمنا ليذكّرنا أن الحبّ لا يُقال بل يُمارس.
زياد لم يغنِّ للوردة، بل للوردة التي ذبلت في يد الثورة.
لم يكتب للحب بمعناه الاستهلاكي، بل للخذلان الذي وُلِد من ضلعه.
هو لم يكن مؤلفًا للموسيقى فحسب، بل كان مؤلفًا للوجدان.
ربما قرر أن يبتعد حين سمع صمتهم…
ذاك الصمت الذي كان أبلغ من أي مقصّ رقابة.
ففي بلدٍ يُهمَّش فيه كل من يشبهه،
لا خيار أمامك سوى أن تلوذ بالغياب، أو بالصمت،
أو بالاثنين معًا.
لكننا نحن – جمهور زياد، شعبه غير الرسمي –
لم نمتلك يومًا ترف الغياب.
نعيش بين ركام الأغاني المُعلّبة،
نبحث عن نغمة مكسورة، عن بيت شعر فيه نشاز يُشبه حزننا.
نشتاق لصوته لا لأنه جميل، بل لأنه حقيقي.
لا لأنه يطرب، بل لأنه يوجِع.
اليوم، إن عاد زياد، سيجد بلدًا مختلفًا،
بلدًا تآلف مع الكذبة،
وتصالح مع الابتذال،
وأحبّ القاتل أكثر من القصيدة.

لكن رغم كل شيء،ما زلنا ننتظر…
بصوت مسجَّل، أو بمسرحية مؤجَّلة، أو حتى بجملة عابرة على ورقة منسية،
أن يعود الرجل الذي اختصر كل ما نحن عليه بجملة واحدة:
“أنا مش كافر… بس الجوع كافر.”

*عبير بلال شرارة كاتبة وإعلامية لبنانية

قد يهمك أيضا

لطيفة تكشف عن مفاجآتها مع زياد الرحباني وعودتها إلى السينما

 

لطيفة تتحدث عن علاقتها بزياد الرحباني وأعمالها المقبلة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زياد الرحباني نغمة معترضة على سلّم النظام زياد الرحباني نغمة معترضة على سلّم النظام



GMT 07:04 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

يقولون : في الليل تنمو بذرة النسيان..

GMT 09:26 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أزمة الصمت

GMT 09:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

لا ترجعي...! :

GMT 13:16 2023 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

القلب الممتلىء بالوجع

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت - المغرب اليوم
المغرب اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 02:31 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

دراسة جديدة تكشف العلاقة بين الحب والسمنة
المغرب اليوم - دراسة جديدة تكشف العلاقة بين الحب والسمنة

GMT 02:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين عبدالعزيز تفكر بالزواج مجددًا بعد طلاقها
المغرب اليوم - ياسمين عبدالعزيز تفكر بالزواج مجددًا بعد طلاقها

GMT 06:16 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الذهب في المغرب اليوم الإثنين 03 نوفمبر/تشرين الثاني 2025

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 16:06 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 18:33 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 20:18 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

وفاة خالة الشقيقتين المغربيتين صفاء وهناء

GMT 14:36 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

الرئيس اللبناني ميشال عون يلتقي وفدًا أميركيًا

GMT 12:29 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

مجلس الحكومة يعيد تنظيم مسرح محمد الخامس

GMT 05:01 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

دافنشي كان يكتب بيديه الاثنتين بكفاءة

GMT 23:51 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

رامز جلال يسخر من غادة عبد الرازق والأخيرة تتوعد له
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib