سياحة من نوع آخر في مدينة بورتو فرضتها الازمات الاقتصادية
آخر تحديث GMT 02:43:42
المغرب اليوم -

سياحة من نوع آخر في مدينة بورتو فرضتها الازمات الاقتصادية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سياحة من نوع آخر في مدينة بورتو فرضتها الازمات الاقتصادية

بورتو - أ.ف.ب

"بورتو ليست فقط صورة على بطاقة بريدية وبضعة شوارع يتبضع فيها السياح. مدينتي ايضا كما ترونها امامكم"، تقول مارغاريدا فاتحة ذراعيها عند وقوفها مذهولة امام صف من واجهات المتداعية.ويتمتع زائرو حي فونتانياس الشعبي بمنظر لا يحجب على نهر دورو الذي يصب في المحيط الاطلسي، لكنهم لا يجدون في هذا الشارع الفنادق الفخمة الجديدة ولا الحانات الحديثة  التي تكثر في الوسط التاريخي للمدينة الواقعة في شمال البرتغال،  رغم قربه الجغرافي.ويفاجا الشبان العاطلون عن العمل لرؤية سياح يصطفون فترات طويلة لرؤية مبان بورجوازية شاهقة مهملة، في حين يندفع اطفال بازيائهم التنكرية استعدادا للكرنفال الى باحة داخلية يمكن منها رؤية بيوت صغيرة متواضعة. وتوضح المهندسة الشابة البالغة 31 عاما "في هذا النوع من المساكن كان يتكدس العمال مع عائلاتهم بكامل افرادها على مساحة 16 مترا مربعا في القرن التاسع عشر"، وذلك امام انظار المذهولة  لويز ودين واتسون، وهما زوجان خمسيني جاءا لقضاء عطلة نهاية الاسبوع في المدينة.ولتفادي النزهات بالحافلات المكشوفة وسائر الانشطة التقليدية الاخرى، تواعد الاميركي وزوجته الانكليزية مع مارغاريدا كاسترو فيلغا للقيام بنزهة غير تقليدية في المدينة تعرف بـ"اسوأ الجولات" في بورتو.وهذه الجولات التي اسسها نهاية 2012 ثلاثة مهندسين جميعهم عاطلون عن العمل او يعملون بظروف سيئة، تقترح على الزوار الاجانب اكتشاف الوجه الآخر لبلد يعيش منذ ثلاث سنوات تحت راية التقشف. وخلال تبادلهم الحديث مع مارغاريدا عن تبعات الازمة، يبدو دين ولويز مصدومين لدى علمهما بان الحد الادنى للاجور يقارب 500 يورو (حوالى 700 دولار) شهريا او ان العمال غير المثبتين ليس لهم الحق في الحصول على تعويضات البطالة.ولدى استعراضهم شوارع بورتو سيرا على الاقدام تحت سماء ملبدة ، تظهر امامهم عشرات الواجهات الخالية للمحال التجارية التي اشهرت افلاسها والمباني المحاطة باسوار، بما في ذلك في الجزء الاعلى من حي سانتا كاتارينا، ابرز الاحياء التجارية في بورتو.ويأسف الاميركي بعد معاينته هذا الوضع في بورتو قائلا "من المحزن ترك مدينة بهذا الجمال تتدهور بهذه الطريقة". ويعيش دين واتسون مع زوجته في المانيا منذ ثلاثين عاما ويعمل، شأنه في ذلك شأن زوجته، في قطاع تكنولوجيا المعلومات. وتقول لويز ان "هذا النوع من الزيارات يساعدنا على فهم ما يحصل في اوروبا اليوم. الناس في المانيا يفضلون عدم التفكير كثيرا في ذلك".وبحسب الاحصاءات الرسمية، كان في بورتو سنة 2011 ما يقارب الـ26 الف مسكن خال، اي ما نسبته 18,7 % من اجمالي المساكن في المدينة، في مقابل 15,5 % في لشبونة و12,5 % في مجمل انحاء البرتغال.وتروي مارغاريدا ان "المدينة تفرغ من سكانها منذ اكثر من عشر سنوات، لكن التقشف فاقم الامور بشكل جدي"، قائلة انها توقفت عن تعداد اصدقائها الذين انتقلوا للعيش في الخارج بحثا عن عمل. وعلى رغم رفضهم القيام بـ"سياحة البؤس" كما الحال في الاحياء البرازيلية الفقيرة، جذب المرشدون السياحيون القيمون على "اسوأ الجولات" في بورتو والذين ينشطون في حركات احتجاج سياسية واقتصادية اخرى، عداوات كثيرة لهم. وفي هذا الاطار، تعتبر هيلينا غونسالفيس مديرة وكالة ترويج سياحي لمدينة بورتو ومنطقة شمال البرتغال ان هؤلاء ليسوا الا "شبانا ثائرين" يمثلون "اصواتا معزولة" وخطابهم "يضر بشكل خطير" بصورة المدينة في الخارج.وتضيف "لا بد من التذكير ان المدينة موجودة على خارطة السياحة العالمية"، خصوصا بفضل وصول شركات الطيران المنخفضة التكلفة، وقد ساهمت السياحة في اخراج الاقتصاد المحلي من ازمته.وشهدت المنطقة في العام 2013 ازديادا في عدد الليالي التي يمضيها الزوار الاجانب بنسبة 15,2 % كما ارتفعت نسبة الغرف الفندقية المعروضة 9,1 % منذ 2009.لكن بالنسبة لمارغاريدا، فإن تطوير السياحة قد يؤدي الى "فصل" في المدينة، بوجود وسط المدينة الذي اعيد ترميمه لكن اسعاره ليست في متناول السكان وتحيط به مناطق تواجه حالة اقتصادية صعبة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياحة من نوع آخر في مدينة بورتو فرضتها الازمات الاقتصادية سياحة من نوع آخر في مدينة بورتو فرضتها الازمات الاقتصادية



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib