ذكرى ثورة القذافي تحدث انقسامًا بين المواطنين في ليبيا
آخر تحديث GMT 05:01:59
المغرب اليوم -

ما بين الاحتفاء بها واتهامها بأنها "سبب تخلف" البلاد

ذكرى "ثورة القذافي" تحدث انقسامًا بين المواطنين في ليبيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ذكرى

الرئيس الراحل معمر القذافي
طرابلس ـ فاطمة السعداوي

تغاضى كثير من الليبيين عن الأحداث الدامية التي تعيشها العاصمة طرابلس، وانقسموا حول تأييد "ثورة الفاتح" التي حلت ذكراها السبت، والاحتفاء بها في مدن ليبية عدة، وبين نعتها بأوصاف سلبية، واتهامها بأنها سبب "تخلف البلاد"، فيما وقف البعض الآخر على الحياد منهما، وعبّر عن رأيه بوسم "(الفاتح) لن يعود وفبراير/ شباط لن تسود".

وأزاح الرئيس الراحل معمر القذافي في الأول من سبتمبر/ أيلول 1969 الملك محمد إدريس السنوسي عن حكم المملكة الليبية، واستبدل باسمها الجمهورية العربية الليبية، قبل أن يغيره إلى "الجماهيرية العربية الليبية الشعبية العظمى".

وبالتوزاي مع تبادل الميليشيات المسلحة إطلاق مدافع "هاوتزر"، وصواريخ "غراد" على جنوب العاصمة طرابلس، أضاءت طلقات الرصاص والألعاب النارية سماء مدن سبها والجفرة وزلة وبني وليد، وسرت ودرنة وورشفانة مساء الجمعة الماضي، فرحًا وابتهاجًا بالذكرى 49 لـ"ثورة الفاتح من سبتمبر". كما تزينت الشوارع بالعلم الأخضر لعهد القذافي، ورفعت صوره وسط دوي الزغاريد والتكبير وفق ما نشرت صحيفة الشرق الأوسط.

واستهل عشرات المواطنين من مدينة زلة "شمالي شرق"، أطلقوا على أنفسهم "أحرار زلة"، مسيرتهم الليلية بتلاوة بيان أعربوا فيه عن حبهم للقذافي، وانتقدوا حلف "الناتو"، الذي وصفوه بأنه دمر البلاد، وقالوا: "نحن أنصار معمر القذافي من البسطاء نحتفل بعيد "ثورة الفاتح"، وقد تحملنا ما جلبه الغرب وذيوله لهذا الوطن من كوارث ودمار في أحط مؤامرة عرفها التاريخ"، مشددين على أن "الفوز لمن يصبر أكثر في معركة العض على الأصابع، وما النصر إلا صبر ساعة".
انقسام حاد بين المواطنين

وبدا واضحًا ظهور انقسام حاد بين المواطنين، الذين استطلعت "الشرق الأوسط" آراءهم حيال ذكرى "ثورة الفاتح"، فضلًا عن السياسيين والنشطاء الاجتماعيين، إذ قال أبو الحسنين العبيدي، الذي ينتمي إلى مدينة درنة، إن "ثورة الفاتح تعدّ سبب نكبة ليبيا وتخلفها"، ووصفها بأنها "إرث كبير من الجهل والأفكار الشيوعية الهدامة، وتبذير المال العام. هذا ما زرعه القذافي، ونحن نحصد الآن".

 "ثورة الفاتح"

وأرجع العبيدي سبب احتفال البعض بـ"ثورة الفاتح" بالتحصر على الأيام الخوالي للقذافي، مقارنة بما يلاقونه الآن، وقال: "بعد انتهاء الانتفاضة "ثورة 17 فبراير" بعام، بدأ ذيول الإخوان والجماعة المقاتلة في تطبيق أجندات تركيا وقطر بالتهجير والتعذيب، والإقصاء لأتباع النظام والموالين له، وهو ما دفع الليبيين للاحتفال بالقذافي وذكرى ثورته".

ـ"ثورة 17 فبراير"
في مقابل ذلك، أبدى حميد الوافي، أحد نازحي مدينة تاورغاء، تأييده للقذافي وثورته، وأظهر معارضة لـ"ثورة 17 فبراير" التي أسقطته، وقال بهذا الشأن "أنا من مؤيدي ثورة الفاتح والرئيس القومي معمر القذافي.. وبالنسبة لي بصفتي مواطنا مهجّرا من مدينتي منذ ثمانية أعوام فمن الطبيعي أن أرفض ثورة هجّرت مدنا بأكملها، ولم تأت بعدالة اجتماعية". موضحًا أن "للقذافي سلبياته، لكنه يظل بالمقارنة أفضل من الوضع الحالي. ففي عهده لم يكن مواطن ليبي يقتل أخاه الليبي، ولا نعرف كشعب مدنا تهجرت في عهده"، وانتهى قائلًا"الليبيون يحتفلون بالقذافي كي يبعثوا برسالة للحكومة الحالية، والقائمين على "ثورة فبراير" بأنها مرفوضة عند عامة الشعب".

ونزح الوافي ضمن 40 ألفًا من أبناء مدينته تاورغاء، الواقعة على بعد 200 كلم جنوب شرقي العاصمة طرابلس، بعدما أُجبروا على مغادرة منازلهم بشكل جماعي بعد إضرام النيران فيها عقب "ثورة 17 فبراير" عام 2011 على أيدي ميليشيات مصراتة المجاورة، وأقاموا جبرًا في مخيمات بشرق وغرب وجنوب البلاد.

في غضون ذلك، وجه عدد من الليبيين انتقادات لاذعة للمحتفلين بـ"ثورة القذافي" على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ قالت رتاج الدرسي، إن "المحتفلين في الشوارع بذكرى الفاتح، ذكّروني بعازفي سفينة "تيتانيك"، وهم لا يدرون أنها تغرق"، في حين قال وهّاب عياد من درنة: "عندما ترى الشعب يحتفل بذكرى الفاتح تستغرب، وتتساءل عن الذين كانوا في الساحات والميادين في عام 2011".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكرى ثورة القذافي تحدث انقسامًا بين المواطنين في ليبيا ذكرى ثورة القذافي تحدث انقسامًا بين المواطنين في ليبيا



النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

أبوظبي ـ المغرب اليوم

GMT 12:08 2024 السبت ,11 أيار / مايو

طرق تنظيف أنواع الكنب ووسائده المختلفة
المغرب اليوم - طرق تنظيف أنواع الكنب ووسائده المختلفة

GMT 17:53 2022 السبت ,09 إبريل / نيسان

معتمرون يتعرضون للنصب في سلا المغربية

GMT 09:17 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتساح كبير لمرتضى منصور في انتخابات نادي الزمالك

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 10:02 2013 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الكورتيزون يؤثر في جودة الحيوانات المنوية

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 22:18 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

فروسية حائل تقيم حفلها الـ 18 للموسم الحالي

GMT 17:26 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

دهس رجل مسن تحت عجلات القطار فائق السرعة في "عين عتيق"

GMT 04:34 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

بيّنوا أنّ الآلات تمتلك الأفضلية في الخضوع لمساءلة البشر

GMT 04:23 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

لقاء للتوعية بأضرار مرض ”السيدا” في مراكش

GMT 20:48 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فندق Palacio de Sal تجربة غريبة للإقامة في بوليفيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib