صنّاع القرار المغربي يتوجسون من ضعفِ المشاركة السّياسية في الانتخابات التّشريعية
آخر تحديث GMT 20:09:34
المغرب اليوم -

مطالب بعض الأحزاب القريبة من السّلطة بتطبيقِ إلزامية التّصويت

صنّاع القرار المغربي يتوجسون من ضعفِ المشاركة السّياسية في الانتخابات التّشريعية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - صنّاع القرار المغربي يتوجسون من ضعفِ المشاركة السّياسية في الانتخابات التّشريعية

الملك محمد السادس
الرباط - المغرب اليوم

يتوجَّسُ صنّاع القرار المغربي من ضعفِ المشاركة السّياسية في الانتخابات التّشريعية المرتقب أن تشهدها المملكة في عام 2021، ويظهرُ هذا التّوجس في مطالبة بعض الأحزاب القريبة من السّلطة بتطبيقِ إلزامية التّصويت كخيار لمواجهة "شبح" العزوف الانتخابي، والذي تكرَّرَ خلال آخر محطة انتخابية في المغرب.

هذا العزوف بدا واضحاً كتوجّه تعبيري يعكسُ سخطاً مجتمعياً من الوضع السّياسي والاقتصادي في البلاد؛ وهو ما دفع الملك محمّدا السّادس إلى المطالبة بصياغة نموذج تنموي جديد، وإفساح المجال أمام الشّباب للدّخول إلى الساحة السّياسية عوض ركوب قوارب الهجرة.

ولعلّ المتتبّع للمشهد السّياسي المغربي سيلاحظُ أنّ الأحزاب فقدت الكثير من قوّتها التّأطيرية ولم تعد تؤثّر في الرّأي العام، حسب العديد من المتتبّعين، الذين حذّروا من "مغبّة تسجيل أدنى نسبة تصويت في الانتخابات المقبلة على غرار ما وقع عام 2007، والتي بلغت 37 في المائة فقط".

ويبدو أنّ المغرب مقبل على تسجيل أدنى نسبة تصويت خلال الانتخابات المقبلة. ولعلَّ من تمظهرات هذه الحالة "حملة المقاطعة" التي انتشرت على مواقع التّواصل الاجتماعي، كما أنّ المشاركة في الشأن العام والانخراط في الأحزاب لم تعد يجذب الشّباب، إذ لا تتعدّى نسبة الشباب المنخرطين في حزب سياسي 1 في المائة، حسب بحث سابق أنجزته المندوبية السامية للتخطيط.

مصادر مسؤولة  أكد أن أكبر تحدّ يواجه الانتخابات التشريعية المقبلة في المغرب هو العزوف السياسي وليس تغيير القوانين الانتخابية، حيث انتقدت "ضعف الأحزاب السياسية في تأطير المواطنين المغاربة، خصوصا فئة الشباب التي باتت لا تؤمن بالعمل السياسي".

وخلال محليات 2015، طالبَ المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالسّماح لحاملي السّلاح بالتصويت في الانتخابات، باعتبارهم "مواطنين مغاربة لهم كامل الحقوق السّياسية والمدنية. مطلبُ إشراك الجيش في العملية الانتخابية يبدو من الخيارات التي يمكن الارتكان إليها لتفادي السّقوط في "اختبار "2021.

وطالبت أحزاب معارضة آنذاك بالسّماح لحاملي السّلاح، بمن فيهم حراس الغابات وموظّفو السجون وأيضا شرطة المرور الذين ليس لهم وظيفة أمنية ومع ذلك يدخلون ضمن نطاق العسكريين وبالتّالي فهم ممنوعين من حق الانتخاب.

ومثّلت خطوة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آنذاك، فرصة حقيقية لتجديد النّقاش حول مشاركة الجيش والأمنيين في الانتخابات، حيث طالبت بتعديل القانون 57.11 الخاص باللوائح الانتخابية العامة، بشكل يسمح لحاملي السلاح من رجال درك وأمن ومخابرات بالمشاركة في الانتخابات.

وظلّت الأحزاب المغربية ترفضُ التّعاطي مع هذا الموضوع بمبرّر أنّ مؤسسة الجيش لا يجب أن تنخرط في الحياة السّياسية، ويجب أن تحافظ على حيادها التّام بعيداً عن الصراعات الحزبية والانتخابية؛ بينما يرى بعض المتتبعين أنّ "هناك وظائف شبه عسكرية لا يحمل ممتهنوها السّلاح، لكنهم مع ذلك ممنوعين من ممارسة الحق السياسي في التصويت".

اقتراحُ المجلس الوطني لحقوق الإنسان السماح بمشاركة الجيش في الانتخابات وتمكين أعوان القوة العمومية وسائر الأشخاص الذين أسندت إليهم مهمة أو انتداب من حق التّصويت يعتبره المحلّل مصطفى السحيمي "بعيداً عن المنطق"، مبرزاً أنّ "العسكريين المغاربة يجب أن يظلّوا بعيدين عن المجال السّياسي".

وعلى الرغم من "توجّس" السحيمي من خطوة السّماح لأفراد القوات المسلّحة بالتّصويت في الانتخابات، فإنّه يعتبر "هؤلاء مواطنين مغاربة يتمتعون بكامل الحقوق المدنية التي يكفلها الدّستور"، مؤكّداً أنّ "الحسن الثّاني كان قد حسم في هذا الموضوع، ورفضَ بشكلٍ قاطع أيّ مناورة في هذا الاتجاه".

ويرى السحيمي أنّ "تسْييس" الجيش خطير للغاية؛ لأنّ الأمر "يتعلّق بمؤسسة حساسة وفتح المجال أمام العسكريين للانتخاب والتّصويت سيحدث انقساماً داخل المؤسسة العسكرية، بين من سيشارك ومن سيقاطع، كما سينتج عنه اختلافات في دعم الأحزاب بعينها"، مردفاً: "لا نريدُ انتخابات وسط الجيش، يجب الحفاظ على الوضع كما هو بشكله الحالي".

وقال السحيمي إنّ "الأمر يتعلق بجسم متجانس "corps homogène"، يجب أن يحافظ على وحدته وعلى حياده التّام"، مبرزاً أنّه "يجب أن تكون هناك اقتراحات جديدة خارج النّسق العسكري بتوجيه من الأحزاب والنّقابات".

من جانبه، يرى المحلّل عبد الصّمد بلكبير أنّ "إدارة الدّولة المغربية لا تملك الشّروط والأدوات للتفكير في هذا الموضوع"، مبرزاً أنّ "هناك فئات من حاملي السّلاح يمكن أن تشارك في الانتخابات؛ من بينهم حراس الغابات وموظفو السّجون". وتابع: "هناك توجه لإقرار إلزامية التصويت في المغرب، وهذا ليس في صالح الدّيمقراطية".

وقال بلكبير إنّ "ظاهرة العزوف الانتخابي حالة عامة في كل المجتمعات"، لافتا إلى أنّ "مساحة ممارسة السّياسة في البلاد تضيق وتتقلّص؛ بينما يتّسع في المقابل الحقل الثّقافي والمدني والخيري"، مشيرا إلى الاضمحلال التّدريجي لإدارة الدّولة.

وقد يهمك أيضا" :

أزمة فقدان الطوابع المالية تّربك مؤسسات لبنان والمسؤولون يتنصلون من تبعاتها

محمد علاوي يوضح سبب اعتذاره عن تشكيل الحكومة العراقية
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صنّاع القرار المغربي يتوجسون من ضعفِ المشاركة السّياسية في الانتخابات التّشريعية صنّاع القرار المغربي يتوجسون من ضعفِ المشاركة السّياسية في الانتخابات التّشريعية



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 20:09 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

قذائف مجهولة المصدر تسقط في محيط مطار المزة بدمشق
المغرب اليوم - قذائف مجهولة المصدر تسقط في محيط مطار المزة بدمشق

GMT 12:01 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكد أن انتظام مواعيد النوم يخفض ضغط الدم ويحمي القلب
المغرب اليوم - دراسة تؤكد أن انتظام مواعيد النوم يخفض ضغط الدم ويحمي القلب

GMT 13:02 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

منة شلبي تقود موسم 2026 بعملين ضخمين
المغرب اليوم - منة شلبي تقود موسم 2026 بعملين ضخمين

GMT 08:27 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 20:45 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 18:36 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع أسعار النحاس الى 279.25 دولار للرطل الإثنين

GMT 13:24 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

المصمم إيلي صعب يطلق عطر جديد للشعر

GMT 07:16 2016 الأربعاء ,02 آذار/ مارس

الكشف عن علاج ضد فطريات البرمائيات القاتلة

GMT 04:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند تستحوذ على اهتمام المشاهير

GMT 14:39 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

اتحاد طنجة يحسم مصير المدرب عبد الرحيم طاليب

GMT 10:06 2018 الأحد ,16 أيلول / سبتمبر

شركة "غينيسيس" تخطط لإنتاج سيارة الكروس أوفر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib