بكين تتهم إدارة الرئيس الأميركي بإطلاق أكبر حرب تجارية في التاريخ
آخر تحديث GMT 02:36:00
المغرب اليوم -

دخلت الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن حيّز التنفيذ

بكين تتهم إدارة الرئيس الأميركي بإطلاق أكبر حرب تجارية في التاريخ

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بكين تتهم إدارة الرئيس الأميركي بإطلاق أكبر حرب تجارية في التاريخ

فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوم جمركية على الواردات الصينية
واشنطن ـ يوسف مكي

دخلت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بنسبة 25% على الواردات الصينية بقيمة 34 مليار دولار، حيّز التنفيذ، كما وعد ترامب باتخاذ الكثير من التدابير في المستقبل، ما لم تخضع بكين لإرادته.

واتهمت الصين الرئيس الأميركي بإطلاق أكبر حرب تجارية في تاريخ الاقتصاد، وانتقمت بفرض رسوم على الواردات من أميركا بقيمة مماثلة، ولكن كيف ستؤثّر هذه الحرب التجارية على الاقتصاد الأميركي وكذلك الصيني، وماذا ستكون الآثار غير المباشرة على دول مثل المملكة المتحدة نتيجة لهذه الحرب، وهل من المرجح أن تتصاعد الأعمال العدائية.

التعريفات الجديدة
تعدّ هذه التعريفات الجزء الأول من الرسوم الجمركية التي تبلغ قيمتها 50 مليار دولار، والتي وعد ترامب في الشهر الماضي بفرضها على الواردات الصينية التي تحتوي على تكنولوجيات مهمة صناعيا، وتشمل صناعة المحركات النفاثة، والروبوتات، والسيارات والآلات.

ويتهم ترامب الصين بسرقة الملكية الفكرية الصناعية الأميركية، كما تشمل الأهداف هذا الأسبوع بنودا مثل المخارط الصناعية والمركبات الكهربائية، وستدخل الرسوم الجمركية على الشريحة الثانية من السلع والبالغ قيمتها 16 مليار دولار في غضون أسبوعين.

وفي هذا السياق، قال ترامب، الجمعة إن الولايات المتحدة مستعدة لاستهداف قيمة الواردات الصينية البالغة 500 مليار دولار سنويا، إذا لم تستجِب بكين لمطالبه بفتح أسواقها المحلية أمام السلع الأميركية واحترام حقوق الملكية الفكرية الأميركية.

ردّ الصين على ترامب
كان رد الصين فوريا إذ فرضت بكين ضرائب على استيراد فول الصويا الأميركي والمعدات الطبية والنفط الخام، وتفيد تقارير بأن سلطات الجمارك في شنغهاي تؤخّر بالفعل مرور الواردات الأميركية.

تأثير هذا النزاع التجاري على الاقتصادين الأميركي والصيني
وعلى مستوى الاقتصاد الكلي، تقدر مؤسسة "Oxford Economics"، وهي شركة استشارية اقتصادية، أن هذه التعريفات ستخفض من 0.1 إلى 0.2% من معدل نمو كل بلد هذا العام، وقد لا يبدو ذلك جديا للغاية، لكن بالنظر إلى حجم الاقتصاد الأميركي في العام الماضي، إذ كان 19.4 تريليونات دولار، والاقتصاد الصيني 12 تريليون دولار، وهذا يضيف خسارة تتراوح بين 30 و60 مليار دولار، وعلاوة على ذلك، تؤكّد تقارير الشركة الاقتصادية أن نماذج محاكاة الاقتصاد الكلي التقليدية تقلل من شأن آثار عدم اليقين المتزايد للأعمال التجارية، وتقلص ثقة القطاع الخاص، بجانب انقطاع سلسلة التوريد التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الصدمات الاقتصادية.

وتعاني العديد من الشركات الصينية على مستوى الاقتصاد الجزئي، والتي تصدر منتجاتها إلى الولايات المتحدة، وإذا مدد ترامب التعريفات الجمركية على جميع واردات السلع الصينية، فإنه سيضر أيضًا بالعديد من الشركات الأميركية، مثل شركة "أبل" التي استعانت بمصادر خارجية للإنتاج الصناعي إلى الصين، كما سيعاني المستهلكون الأميركيون بقدر معاناة الشركات الأميركية، لأن السلع التي يشترونها التي يتم استيراد الكثير منها، ستصبح أكثر تكلفة.

ويخلص معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، وهو مؤسسة فكرية في واشنطن، إلى أن حرب التعرفة الأميركية-الصينية ستكون مدمرة ذاتيا للجانبين.

التأثير المحتمل على بقية العالم
لن تؤثر تعريفات ترامب على الصين وحدها، إذ فرض ضرائب كبيرة على الصلب والألمنيوم الأوروبي والكندي والمكسيكي، كما أنه يستكشف التعريفات الجمركية على واردات الولايات المتحدة من السيارات وقطع غيار السيارات الأوروبية، وهذا يعود بتأثير كارثي على صناعة السيارات الأوروبية، بما في ذلك في المملكة المتحدة.

وقام بنك إنجلترا ببعض عمليات المحاكاة، وقدر أن حربا تجارية شاملة قد تنتهي في نهاية المطاف بضرب الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 2.5% على مدى 3 أعوام، مع معاناة اقتصاد المملكة المتحدة بنسبة 2%.

وتُبين عمليات المحاكاة التي أجراها البنك أن الولايات المتحدة ستكون في الواقع أكبر الخاسرين، إذ بلغت نسبة تراجع النمو 5%.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟
اختلق البيت الأبيض هذه الحرب التجارية، وهي تعتمد إلى حد كبير على دونالد ترامب، وهو لن يغيّر رأيه أو تصرفاته، إذ أكد أن الحروب التجارية سهلة للفوز، وهو يعتقد بأن الولايات المتحدة تدير عجزا تجاريا مع بقية العالم، وهو ما يعني أن بقية العالم لديه الكثير ليخسره أكثر من الولايات المتحدة، وأنه وبالتالي سيكون في نهاية المطاف قادرا على إملاء شروطه، لكن أحد الاحتمالات هو أن رد الفعل الأميركي الداخلي قد يجبر ترامب على التراجع، لكن هذا قد لا يحدث دون قتال.

وعندما أعلنت شركة تصنيع الدراجات النارية الأميركية "هارلي ديفيدسون" في الشهر الماضي أنها تصدر المزيد بشكل متزايد إنتاجها خارج الولايات المتحدة لتفادي فرض التعريفات الجديدة للاتحاد الأوروبي ردا على تعريفة الصلب في ترامب، وجهت اتهامات لرئيس الشركة بالاستسلام، ثم تهديدات بزيادة الضرائب، ويشير هذا إلى أنه من المرجح أن يسعى ترامب أولا إلى إلقاء اللوم على الآخرين بسبب الضربة الاقتصادية السلبية الناجمة عن حربه التجارية، بدلا من تغيير سياسته الفعلية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بكين تتهم إدارة الرئيس الأميركي بإطلاق أكبر حرب تجارية في التاريخ بكين تتهم إدارة الرئيس الأميركي بإطلاق أكبر حرب تجارية في التاريخ



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 06:42 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تعرف على أبرز مميزات وعيوب سيارات "الهايبرد"

GMT 00:55 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طالب يعتدي على مدرسته بالضرب في مدينة فاس

GMT 11:02 2023 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل العطور لفصل الخريف

GMT 11:55 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

نصائح لاختيار الحقيبة المناسبة للمعطف

GMT 16:56 2023 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

حكيمي ومبابي يستمتعان بالعطلة في مراكش

GMT 07:48 2022 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

إتيكيت التعامل مع الاختلاف في الرأي

GMT 09:59 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

قواعد اتيكيت نشر الغسيل

GMT 10:31 2022 الجمعة ,27 أيار / مايو

مايكروسوفت تطور دونجل لبث ألعاب إكس بوكس

GMT 01:02 2021 السبت ,07 آب / أغسطس

وصفات طبيعية لتفتيح البشرة بعد المصيف

GMT 19:36 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

وفاة ابنة الفنان الراحل محمد السبع

GMT 18:42 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسما شريف منير ووالدها في برومو " أنا وبنتي"

GMT 17:19 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عشر ماحيات للذنوب.. بإذن الله

GMT 09:05 2016 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

عن «عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة»
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib