ألمانيا تُغيّر استراتيجيتها وتضع شروطًا صارمة لمساعدات التنمية
آخر تحديث GMT 12:40:50
المغرب اليوم -

تستضيف أنغيلا ميركل قمة في برلين لرفع مستوى الاستثمار

ألمانيا تُغيّر استراتيجيتها وتضع شروطًا صارمة لمساعدات التنمية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ألمانيا تُغيّر استراتيجيتها وتضع شروطًا صارمة لمساعدات التنمية

قمة في برلين لرفع مستوى الاستثمار
برلين - المغرب اليوم

يدرس وزير التنمية الألماني غيرد مولر استراتيجية جديدة تربط منح الأموال بشروط صارمة على الدول المتلقية,حيث ألغت نهائيًا "مبدأ إبريق الري" في المساعدة الإنمائية.
و غيرت ألمانيا استراتيجيتها لصالح البلدان المحتاجة, وبدأت تتحرك نحو تغيير مبدأها  الأصلي من "مبدأ إبريق الري"، أي التوزيع على الجميع بالتساوي، إلى نموذج يهدف إلى الشراكة، أي التعاون الإنمائي الحالي.
 
و طرحت وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية برنامجًا جديدًا من شأنه تحسين الإجراءات المعهودة ويربط تقديم أموال بشروط صارمة, وتقرر أن تركز الاستثمارات وشراكات التكوين على البلدان الشريكة الـ 85 التي تسجل تقدمًا في تحقيق الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، كما قال وزير التنمية الألماني غيرد مولر أثناء تقديم وثيقة الاستراتيجية الخاصة بـ"سياسة التنمية 2030".
 
الحد من الفساد
 
وتتمثل النقاط الجوهرية في تشييد الهياكل الدستورية ومكافحة الفساد وزيادة المساهمة الذاتية للبلدان الشريكة. والبلدان التي لا تلتزم بذلك أو تحرز مرتبة سيئة يجب عليها أن تتوقع عدم مراعاتها في التعاون الإنمائي. والقرار بشأن من سيبقى ومن سيتم شطبه سيُتخذ السنة المقبلة. والاستثناء من هذه الشروط هي محاربة الفقر، التي ستتواصل أيضا في البلدان التي يحكمها دكتاتوريون.
 
وناشد الوزير الألماني قطاع الاقتصاد من أجل زيادة حجم الاستثمارات الخاصة عشرة أضعاف في السنوات الثلاث المقبلة. وفيما يرتبط بمكافحة الفساد يجد وزير التنمية الألماني دعما من قبل اتحاد المنظمات غير الحكومية في ألمانيا. ويقول رئيس هذا الاتحاد، بيرند بورنهورست: "إذا أردنا المطالبة بمصداقية بهذه الأمور، فيجب علينا نحن أيضًا نهج سياسة ذات مصداقية ومؤيدة لحقوق الإنسان".
 
موضوع اللاجئين كعامل تحفيزي
ويبقى موضوع اللاجئين عاملًا تحفيزيًا للاهتمام أكثر في أفريقيا, لكن من الخطأ الكبير الاعتقاد بأنه في اليوم الذي لن يأتي فيه لاجئ، لن تكون هناك مشاكل موجودة في أفريقيا, "النزوح والهجرة لا يمكن منعهما بوسائل التعاون الإنمائي فقط، فالأمر يتعلق إذاً بقضايا تجارة الأسلحة والسياسة الخارجية والبناء الاقتصادي.
 
مساهمة ذاتية أكبر لدول أفريقيا
 
ويقيم كورت غرهارد، الكاتب والمندوب السابق لخدمة التنمية الألمانية في النيجر، مردودية البلدان الشريكة بأنها نقطة حاسمة في استراتيجية الوزير مولر، لأن "أفريقيا لا تبذل ما يكفي لتنميتها الاقتصادية". وغرهارد هو أحد الموقعين على ما يُسمى بـ"نداء بون" من أجل سياسة تنمية مختلفة. وانبثق النداء في 2008 عن دائرة من الأشخاص الذين يتابعون التطور في إفريقيا بالتزام مميز وينتمي إليهم روبرت نويديك، مؤسس منظمة "كاب أنامور"، الذي توفي في 2016. ويتحدث غرهارد عن حصيلة مخيبة للأمل في التعاون وينتقد مخططات مولر بأنها غير كافية. ويعتبر أنها خطوة صحيحة في كسب شركات أجنبية للعمل في إفريقيا، "لكن القول للشركات الألمانية بأن تأخذ الأموال وتذهب هناك وتبني ـ فهذا لا يتم على هذا النحو". ألمانيا يجب عليها أن تقول للأفارقة: "يجب عليكم خلق الظروف في بلدانكم لكي تهتم الشركات الأجنبية بالالتزام في الاقتصاد وبناء مؤسسات إنتاجية".
 
مقاربة خاطئة للسياسة الألمانية
 
وقال غرهارد "يُعدّ هذا غير متوافق مع استراتيجيات وزير التنمية الألماني,"كل دولة وكل مجتمع لا يمكن له التطور إلا من تلقاء نفسه. هذا ما وجب علينا أخيرا فهمه وليس الظهور كأولئك الذين يريدون تطوير أفريقيا"، يقول غرهارد في حديثه مع دويتشه فيله. "كل هذه المقاربة التي يجب علينا اتخاذها خاطئة تمامًا, نحن غير مجبرين على فعل أي شيء. هم من يجب عليهم التحرك". واعتبر غرهارد أنه يجب على أفريقيا أن تستغل إمكانياتها بشكل أفضل.
 
وتعتبر الأهمية الاقتصادية للتعاون الإنمائي مسألة غير متنازع عليها, وسيتم تخصيص 4.4 مليار يورو لذلك، وستذهب غالبية الأموال لصالح أفريقيا، لأن الخبراء يعتبرون أنه سيتم في السنوات المقبلة بناء أكثر مما هو عليه الحال في أوروبا، بحيث أن الشركات لها فرص استثمار كبيرة في قطاع المواد الأولية والطاقة. فالهند والصين موجودتان منذ مدة في عين المكان وتضمنان مواد أولية قيمة مثل الليثيوم الذي يُستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية.
 
الدعم لمستثمرين ألمان
 
ويعتزم الوزير غيرد مولر توطيد المشورة "للشركات الصغيرة والمتوسطة من ألمانيا، التي تريد الاستثمار في إفريقيا" مع ضمان تمويل أفضل, ومن المقرر أيضًا اعتماد برنامج دعم الشركات المتوسطة في أفريقيا. وبهذا يلقى الوزير ترحيبًا من قبل نادي أفريقيا  "نقول منذ سنوات طويلة يجب علينا صرف أموال تنمية أكثر وتمكين استثمارات خاصة في أفريقيا نافعة من ناحية سياسة التنمية لخلق فرص عمل. وهذا لا يمكن أن تفعله الدولة الألمانية، وإنما الاقتصاد الألماني"، كما صرح رئيس نادي أفريقيا، شتيفان ليبنغ، في حديث مع دويتشه فيله.
 
و افتتحت شركة فولكسفاغن مصنعًا جديدَا في رواندا. وفي ناميبيا تم إطلاق مصنع كبير لإنتاج الإسمنت. وأشار ليبنغ إلى وجود الكثير من الشركات الألمانية التي ترغب في الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة.
 
أجوبة في قمة إفريقيا في برلين
 
تستضيف المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، الثلاثاء، قمة في برلين تهدف إلى رفع مستوى استثمار القطاع الخاص من أجل أفريقيا ,ومن المتوقع أن يحضر 11 رئيس دولة ورئيس حكومة أفريقية المؤتمر، بالإضافة إلى المستشار النمساوي زيباستيان كورتس.
 
أطلقت ميركل مبادرة لتعزيز النمو الاقتصادي في قارة أفريقيا، خلال رئاسة ألمانيا لمجموعة العشرين في العام الماضي،  والمؤتمر هو أول استعراض لنجاحها. ومن بين المشاركين في المؤتمر رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد علي، الذي تلتقيه ميركل صباح الثلاثاء والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي من المقرر أن يعقد محادثات ثنائية مع ميركل ظهر الثلاثاء, ثم يعقدان مؤتمرًا صحافيًا مشتركا بعد ذلك.
 
طالبت وزيرة الزراعة الألمانية يوليا كلوكنر الاقتصاد  الألماني بالمزيد من التعاون والعمل في أفريقيا منوهة إلى ضعف توجه الشركات الألمانية نحو القارة السمراء، وأنه سيكون هناك مكسب للجانبين في حالة التعاون.
 
ويعتزم وزير التعاون التنموي غيرد مولر إجراء محادثات مع ثلاث دول هي إثيوبيا والمغرب والسنغال من أجل "توفير مستقبل للشباب الأفريقي داخل أفريقيا نفسها".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألمانيا تُغيّر استراتيجيتها وتضع شروطًا صارمة لمساعدات التنمية ألمانيا تُغيّر استراتيجيتها وتضع شروطًا صارمة لمساعدات التنمية



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 02:31 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

دراسة جديدة تكشف العلاقة بين الحب والسمنة
المغرب اليوم - دراسة جديدة تكشف العلاقة بين الحب والسمنة

GMT 06:16 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الذهب في المغرب اليوم الإثنين 03 نوفمبر/تشرين الثاني 2025

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 16:06 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 18:33 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 20:18 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

وفاة خالة الشقيقتين المغربيتين صفاء وهناء

GMT 14:36 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

الرئيس اللبناني ميشال عون يلتقي وفدًا أميركيًا

GMT 12:29 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

مجلس الحكومة يعيد تنظيم مسرح محمد الخامس

GMT 05:01 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

دافنشي كان يكتب بيديه الاثنتين بكفاءة

GMT 23:51 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

رامز جلال يسخر من غادة عبد الرازق والأخيرة تتوعد له

GMT 12:50 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

22لاعبًا في لائحة فارس النخيل استعدادًا إلى مواجهة الوداد

GMT 07:54 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

ملك إسبانيا يخفض راتبه بنسبة 7.1%

GMT 04:51 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

مصر تتصدر العرب فى الحرب على الفتنة.. المصنعة!

GMT 15:08 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هيمنة المتشددين على المجتمع الطلابي في جامعة وستمنستر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib