غلاء أسعار نقل الجثامين يثقل كاهل عائلات الموتى في مدينة مراكش
آخر تحديث GMT 03:08:15
المغرب اليوم -

يأبى إلا أن يستغل آلام أسر وعائلات المتوفين

غلاء أسعار نقل الجثامين يثقل كاهل عائلات الموتى في مدينة مراكش

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - غلاء أسعار نقل الجثامين يثقل كاهل عائلات الموتى في مدينة مراكش

غلاء أسعار نقل الجثامين يثقل كاهل عائلات الموتى في مدينة مراكش
الرباط -المغرب اليوم

لا يمر يوم دون أن يدخل أهالي الموتى بمراكش مع السائقين المكلفين بنقل الجثامين في جدال وخصام حول الأثمان التي حددها القانون، لكن "لوبي مصامي الدماء"، على حد تعبير مسؤول من عمالة مراكش، يأبى إلا أن يستغل آلام أسر وعائلات المتوفين والموتى بمستشفيات مراكش أو القتلى ضحايا حوادث السير بطرقها.

وبعد ما تم تسهيل كل مراحل الحصول على الرخص والوثائق الإدارية المتعلقة بالدفن والتصريح بالوفاة واستخراج الجثث من أجل التشريح، وغيرها من الإجراءات التي تشرف عليها كل من النيابة العامة وعمالة الإقليم والمكتب الجماعي لحفظ الصحة الذي خصص لذلك شباكا وحيدا، تصطدم هذه العائلات بالتحايل والنصب من طرف شركات نقل الموتى.

نورة الطالبي، من مدينة زاكوة، التي اكتوت الثلاثاء الماضي بنار هذا اللوبي الذي يتاجر في جثامين الموتى، قالت لهسبريس وهي تغالب دموعها: "كان والدي يعاني من تصلب شريان بقلبه، ما دفعنا إلى نقله إلى مصلحة القلب والشرايين بمستشفى زاكورة، التي أحالته على المستشفى الإقليمي بورزازات الذي قام بنقله إلى المركز الجامعي محمد السادس بمراكش".

وواصلت: "أخبرتنا طبيبة بمستعجلات القلب والشرايين بالمستشفى الجامعي بأن الطبيب الذي سيعالج مثل هذه الإصابة غير موجود، واقترحت علينا نقله إلى مصحة خاصة، ونحن لا نملك إمكانيات هذا الاقتراح".

وأضافت الطالبي: "ظل أبي بقسم الإنعاش مهملا فيما آخرون يعانون من الإصابة نفسها يستفيدون من التدخل الطبي"، موردة: "صبرنا على كل ذلك، ولما توفي وانتهى أجله فوجئنا بمعاناة أخرى تتمثل في كون سائقي سيارات نقل الموتى يطالبون بما يفوق 4000 درهم".

"ولأن سيارات نقل الأموات تعتمد قانونا يسمح لكل مركبة بدورها في نقل الجثامين، فإن السائق الذي قصدناه قرر النصب علينا بمغالاته في الثمن، ورفض أن يسمح للسائق الذي يليه بأن يقوم بنقل جثة والدي إلى مدينة زاكورة"، بحسب تعبير هذه الفتاة المكلومة في والدها.

وفي السياق نفسه، أوضح عبد الكريم لبيض، فاعل جمعوي من إقليم زاكوة مقيم بمراكش، أن إقليمه "منسي ومهمش ومنكوب لأنه لا يتوفر على أبسط شروط العيش، وهذا من الأسباب التي جعلتنا نهجره، لكن معاناة سكان الجنوب الشرقي ما زالت تفرض نفسها عليها للترافع عنها".

وتابع قائلا: "لم يقدم المستشفى الجامعي أية عناية ولا مساعدة طبية للهالك، لكن الكارثة العظمى هي ما يمارسه لوبي سيارات نقل الأموات أمام المكتب الجماعي لحفظ الصحة من أساليب النصب على أهالي الموتى".

"طالبنا السائق الذي وصل دوره في نقل الموتى بتطبيق القانون والتعريفة التي صادقت عليها السلطات فرفض، وتحدانا بأداء 4500 درهم أو ترك جثة والد نورة الطالبي"، يقول لبيض الذي أشار إلى أن "إدارة المكتب الجماعي لحفظ الصحة ترفض استعمال سيارة الإسعاف لنقل جثامين الموتى، وتلزم ذوي الهالك بسيارة نقل الموتى".

ودخلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان-فرع المنارة مراكش على خط هذه القضية، مسجلة أن "عددا من المواطنات والمواطنين يعيشون المعاناة نفسها يوميا، خاصة المنحدرين من مناطق بعيدة"، مستغربة "التكلفة الباهظة المفروضة قسرا على الأسر، وأسلوب التحكم والابتزاز الذي تخضع له الأسر التي تكون تحت صدمة الموت وفقدان أحد أقربائها الذي قد يكون معيلها الوحيد".

واستهجن التنظيم الحقوقي في بلاغ له توصلت به هسبريس ما وصفه بـ"أسلوب الابتزاز والتوجيه والاحتكار، وفرض المبالغ الخيالية لنقل الأموات"، مستنكرا "رفع الدولة، وخاصة مؤسساتها الاجتماعية، ليدها عن هذه الخدمة، وعدم تقديم المساعدة أو التكفل بنقل جثامين المتوفين إلى بلداتهم ومدنهم الأصلية قصد الدفن".

وللوقوف على موقف السلطة الإقليمية والمجلس الجماعي، ربطت هسبريس الاتصال بكل من رئاسة المجلس الجماعي وعمالة مراكش، فأوضح أحمد الهرجاني، مدير ديوان عمدة مراكش، أن "الجماعة لم تجدد عقدتها مع قطاع سيارات نقل الأموات".

وقال مسؤول من عمالة مراكش طلب عدم الكشف عن هويته: "لقد عاث هذا اللوبي فسادا في الأرض، ونحن بصدد تكوين لجنة لمتابعة هذا الملف ومراقبة مدى احترام أصحاب سيارات نقل الموتى للقانون من عدمه، ومحاسبة كل من أخل بالتعريفة القانونية".

يذكر أن محسنا من إقليم زاكورة تكفل بنقل جثمان الطالبي إلى متواه الأخير بمقبرة بعاصمة الجنوب الشرقي.

قد يهمك ايضا :

السلفادور تشيد بالإصلاحات الملكية وتعتزم فتح سفارة لها في المغرب

الكونغرس الأميركي يعتمد مشروع ميزانية تنتصر لمغربية الصحراء

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غلاء أسعار نقل الجثامين يثقل كاهل عائلات الموتى في مدينة مراكش غلاء أسعار نقل الجثامين يثقل كاهل عائلات الموتى في مدينة مراكش



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت - المغرب اليوم
المغرب اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 02:31 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

دراسة جديدة تكشف العلاقة بين الحب والسمنة
المغرب اليوم - دراسة جديدة تكشف العلاقة بين الحب والسمنة

GMT 02:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين عبدالعزيز تفكر بالزواج مجددًا بعد طلاقها
المغرب اليوم - ياسمين عبدالعزيز تفكر بالزواج مجددًا بعد طلاقها

GMT 06:16 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الذهب في المغرب اليوم الإثنين 03 نوفمبر/تشرين الثاني 2025

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 16:06 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 18:33 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 20:18 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

وفاة خالة الشقيقتين المغربيتين صفاء وهناء

GMT 14:36 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

الرئيس اللبناني ميشال عون يلتقي وفدًا أميركيًا

GMT 12:29 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

مجلس الحكومة يعيد تنظيم مسرح محمد الخامس

GMT 05:01 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

دافنشي كان يكتب بيديه الاثنتين بكفاءة

GMT 23:51 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

رامز جلال يسخر من غادة عبد الرازق والأخيرة تتوعد له
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib