الدار البيضاء – رضى عبد المجيد
يشكو العديد من الآباء وأولياء الأمور من قيام مجموعة من المدارس الخاصة خلال السنوات القليلة الماضية، بتنظيم اختبارات انتقائية لقبول أو رفض الأطفال المقبلين على الولوج إلى روض الأطفال، والذين يبلغون من العمر أقل من ثلاث سنوات.
وأصبحت هذه الظاهرة تثير جدلا واسعا بين المغاربة، حيث يتم رفض أطفال من التسجيل في مؤسسات تعليمية معينة، بداعي عدم استجابتهم إلى "المعايير" التي تضعها بعض هذه المؤسسات، والتي يرى الآباء وأولياء الأمور أنها مجحفة وغير مناسبة بالمرّة، بل هناك من يصفها بالممارسات التي تسعى إلى خلق نوع من التمييز ومحاولة من بعض المدارس إلى انتقاء طبقة اجتماعية معينة وإقصاء طبقة أخرى.
واشتكى عدد من أولياء الأمور من مثل هذه الممارسات، والمثال من مؤسسة "سانا فال دانفا" (Sana Val D’anfa) بمدينة الدار البيضاء، حيث نظّمت المؤسسة التعليمية اختبارات لانتقاء الأطفال الذين سيتم قبولهم للالتحاق بروض الأطفال في الموسم الدراسي المقبل، وقامت بوضع أسماء مجموعة من الأطفال البالغين من العمر عامين ونصف، في قائمة "المرفوضين"، بداعي أنهم لا يستجيبون إلى المعايير التي تفرضها المؤسسة.
اقرأ أيضاً : الحرس الوطني الروسي يحرس المدارس ورياض الأطفال في مدينة "كيرتش"
وقامت مؤسسة "سانا فال دانفا" بتنظيم اختبار جماعي يستمر نحو ربع ساعة، تتم خلاله معاينة الأطفال الصغار، ثم الحُكم عليهم وإعداد قائمة للمقبولين والمرفوضين. في حين احتج عدد من الآباء عن الطريقة التي تم بها إقصاء أبنائهم من التسجيل في هذه المؤسسة التي تعتبر حديثة العهد بالتعليم، متسائلين حول كيفية إصدار حكم على طفل في الثانية والنصف من عمره خلال اختبار انتقائي يدوم خمسة عشرة دقيقة على الأقل، علما أن هذا الاختبار غير مجّاني، ويكلف الآباء مبلغ مائتي درهم غير قابلة للاسترجاع.
في المقابل، عاين "المغرب اليوم" مؤسسات تعليمية خاصة تنظم اختبارات مماثلة، غير أنها تخصص حيزا أكبر للأطفال مقابل تقييم سلوكياتهم، حيث يتم جمع الأطفال دون الثالثة من العمر في فصل دراسي واحد طيلة الفترة الصباحية (من التاسعة إلى الحادية عشرة والنصف صباحا)، قبل الحسم في قبول تسجيلهم من عدمه.
ويرى العديد من الآباء أن إجراء اختبارات لأطفال بين الثانية والثالثة من العمر يبقى إجراء غير قانوني، خاصة أن هذه المدارس الخصوصية مهمتها الأساسية هي تعليم الأطفال، وليس الحصول على أطفال جاهزين في مرحلة ما قبل المدرسة.
قد يهمك أيضاً :
تأجيل الدراسة في رياض الأطفال والصف الأوّل الابتدائي إلى 22 أيلول
باحثون يوضّحون أنّ الأدوار التقليدية للجنسين منتشرة في المدارس
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر