الناشط هشام رحيل يكشف أن بلاغ الخارجية المغربية عن مؤتمر برلين تنقصه الدقة السياسية
آخر تحديث GMT 22:48:32
المغرب اليوم -

أكَّد أن العلاقات بين الدول تخضع لموازين تزن المواقف من منظور مواقع القوة

الناشط هشام رحيل يكشف أن بلاغ الخارجية المغربية عن مؤتمر برلين تنقصه الدقة السياسية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الناشط هشام رحيل يكشف أن بلاغ الخارجية المغربية عن مؤتمر برلين تنقصه الدقة السياسية

وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي ناصر بوريطة
الرباط -المغرب اليوم

اعتبر هشام رحيل الناشط بالدبلوماسية الموازية، أن بلاغ الخارجية المغربية بخصوص مؤتمر برلين تنقصه الدقة السياسية، وقال رحيل في قراءته لبلاغ وزارة بوريطة، أن المنتظم الدولي يعابر بطبيعته مجالا لتصارع القوى، وميدانا لفرض الإرادات والرؤى حسب مواقع امتلاك القوة وحسب المصالح، مشيرا الى أن العلاقات بين الدول لا تنظمها الالتزامات الأخلاقية والقيمية بقدر ما تستجيب لحجم المبادلات المصلحية، وهي بذلك لا تخضع للمزاج وإنما لموازين تزن المواقف من منظور مواقع القوة.

فعندما قال الخبراء أن الممارسة السياسية هي في عمقها تدبير علمي لتوزيع القوة بين الأطراف، يضيف رحيل، فهذا يعني أنه يتعين على الممارس السياسي سواء الداخلي أو على المستوى الدولي، أن يعي بدقة من هم الأطراف وما حجم قوتهم و كيف يمكن إدارة العلاقة معهم بعد فهم طبيعة كل طرف وما يملكه من قوة.وشدد الناشط في الدبلوماسية الموازية، على أن بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج الأخير حول إقصاء المغرب من حضور مؤتمر برلين، يدخل ضمن عدم فهم جيد للصراع الدولي والإقليمي حول المسألة الليبية، ويجعله أقرب إلى إنشاء لغوي أدبي منه إلى خطاب يحمل عناصر لغة سياسية تستعرض الموقف المغربي.

وأكد ذات المتحدث، على أن “أي مراقب أو متتبع للعمل الديبلوماسي المغربي، لا شك أنه سيلاحظ أن توجهات الملك محمد السادس في القضية الليبية هي توجهات قوية، توجهات تحمل قيم الصداقة والأخوة وتعتمد على الإنصات والقرب وعدم إشعال الصراعات بين أطراف الأزمة. كما أن كل خطب الملك ورسائله الموجهة إلى القمم العربية الأخيرة تسير في اتجاه يرسخ مبادئ المغرب في احترام الدول وعدم التدخل في شؤونها، غير أننا نلاحظ في نفس الوقت أن وزارة الخارجية لا تواكب تصورات القصر الملكي بنفس القيم والقوة و لا تساهم في تصريف دبلوماسيته كما ينبغي ،ربما بسبب نقص في حرفية العمل الديبلوماسي الميداني والسياسي، فالملك لا يمكنه تتبع كل جزئيات العمل اليومي للديبلوماسي المغربي ولا يمكنه أن يصوغ البلاغات نيابة عن إدارة ضخمة بمواردها وأطرها”.

وعندما تعبر وزارة الخارجية عن استغرابها، يبرز رحيل، في البلاغ المذكور، من عدم دعوة المغرب لحضور مؤتمر برلين فإن هذا يدق ناقوس خطر حقيقي حول مستوى الديبلوماسية المغربية و يجعلها عرضة السخرية والنقد، ذلك أنه لا يعقل في الصراعات الدولية والإقليمية من هذا الحجم، وبالنظر إلى معرفة المغرب به انطلاقا من مشاركته السابقة في حلحلته من خلال اتفاق الصخيرات، وأيضا باعتبار قربه الجغرافي والثقافي من ليبيا، فإنه يفترض حد أدنى من التحرك المسبق لتفادي هذا الحرج.

إلى جانب ذلك، يسترسل المتحدث ذاته، لا يمكن لدولة محورية كالمغرب أن تعبر عن استغرابها من موقف اقصائي، أصبح المواطن البسيط على إطلاع عليه من قبل وسائل الإعلام العالمية ومن قبل تحركات وتصريحات المشاركين في المؤتمر. فمنذ مدة يعرف الجميع أن فاعلين جدد دخلوا على خط الأزمة وهم روسيا وتركيا ثم التحرك الجزائري الأخير. لذلك كان من المعروف أن هناك احتمال إقصاء المغرب وكان من الضروري التحرك وقتها مع اللبيين لتفادي هذا الوضع.

من جانب آخر وردت فقرة غريبة في بلاغ الخارجية المغربية، تعبر عن انزعاج الخارجية من مشاركة أطراف في مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية، وهي بعيدة إقليميا وجغرافيا عن المنطقة، لافتا أن الغرابة هنا تكمن في كون الدول تتدخل بناء على مصالحها كما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية في مناطق دولية بعيدة عنها، وكما فرنسا وبريطانيا وروسيا وغيرهم، هذه الفقرة تثبت أن الديبلوماسي المغربي غير متتبع وغير مواكب لتطور للمفاهيم الكبرى في العلاقات الدولية المبنية على المصلحة. فمثلا مفهوم الحدود في العلوم الاستراتيجية، تطور من المفهوم التقليدي الذي يركز على الجغرافيا والتراب الإقليمي، إلى مفهوم أوسع يضم الحدود الثقافية والاقتصادية للدول. فالقوى الدولية والإقليمية، تحرك ديبلوماسيتها وجيوشها خارج حدودها لحماية مصالحها الاقتصادية والثقافية، أينما توجد مصالح حيوية تتحرك الدول الكبرى لحمايتها ولو بالتدخل في شؤون دول أخرى، وهذا بالضبط ما يجري في كثرة التدخلات في المسألة الليبية.

وشدد رحيل، على أن بلاغ وزارة الخارجية يعتبر خارج سياق فهم طبيعة الصراع، وغير متطابق مع التطورات الأخيرة في الوضع الليبي بتدخل أطراف جديدة حضرت بقوة وغاب المغرب منذ مدة عن الملف وهو الذي بدأ في حلحلته من خلال اتفاق الصخيرات، مشيرا إلى "أن منطق تدبير العلاقات الدولية المتميز بالقوة والمصلحة، لا يحابي أحدا ولا يقدر المواقف الضعيفة، بل يتعامل فقط مع من يملكون القدرة على فرض الاحترام من خلال ما يملكون من قوة في الموقف وقوة التأثير على ميدان النزاعات".

قد يهمك ايضا :

"جنايات الدار البيضاء" تدين شبكة إجرامية يتزعمها رجل سلطة بأحكام مشددة

جدل يُرافق نشر لائحة المنتدبين لمؤتمر "الأصالة والمعاصرة" الرابع

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الناشط هشام رحيل يكشف أن بلاغ الخارجية المغربية عن مؤتمر برلين تنقصه الدقة السياسية الناشط هشام رحيل يكشف أن بلاغ الخارجية المغربية عن مؤتمر برلين تنقصه الدقة السياسية



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
المغرب اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib