الملك محمد السادس يحمي ثوابت الهوية المغربية عبر الاهتمام بالجوانب القيمية
آخر تحديث GMT 22:09:29
المغرب اليوم -

الملك محمد السادس يحمي ثوابت الهوية المغربية عبر الاهتمام بالجوانب القيمية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الملك محمد السادس يحمي ثوابت الهوية المغربية عبر الاهتمام بالجوانب القيمية

الملك محمد السادس
الرباط - المغرب اليوم

في خطاب العرش الأخير أولى الملك محمد السادس اهتماما خاصا لمسألة القيم، إذ استهله بالإشارة إلى أن المغاربة معروفون “بخصال الصدق والتفاؤل، وبالتسامح والانفتاح، والاعتزاز بتقاليدهم العريقة، وبالهوية الوطنية الموحدة”، ومعروفون “على الخصوص بالجدية والتفاني في العمل”.

وتكررت كلمة “الجدية” في خطاب ذكرى عيد العرش أكثر من مرة، بتأكيد الملك أن “الجدية يجب أن تظل مذهبنا في الحياة والعمل”، لافتا إلى أنه “في ظل ما يعرفه العالم من اهتزاز في منظومة القيم والمرجعيات، وتداخل العديد من الأزمات، فإننا في أشد الحاجة إلى التشبث بالجدية”؛ فهل تعكس دعوة الملك المغاربةَ إلى الجدية والتمسك بالقيم الدينية والوطنية قلقا لدى الدولة من تراجع هذه القيَم في المجتمع المغربي، ولاسيما في صفوف الشباب؟.

الأكاديمي المغربي خالد التوزاني، الأستاذ الباحث في الأدب والنقد والتصوف والجماليات، رئيس المركز المغربي للاستثمار الثقافي “مساق”، اعتبر أن دعوة الملك محمد السادس في خطاب العرش المغاربة إلى التشبث بالقيم الدينية والوطنية ليست الأولى، “وإنما تكررت كثيرا في خطابات سابقة، لأنها تدخل ضمن مهام مؤسسة إمارة المؤمنين بالمغرب”.

وقال التوزاني، إن “هذه الدعوة تأتي انطلاقا من حرص الملك، بصفته أميرا للمؤمنين، على تعزيز ثوابت الهوية المغربية وحمايتها من كل انحراف أو تشويه، من خلال دعوته المغاربة في أكثر من مناسبة إلى التشبث بالقيم المغربية الأصيلة، وتمثلها في السلوك اليومي”.

وأضاف المتحدث ذاته أن “المغرب تمكّن، بفضل حرص الملك على تكريس القيم، مثل الوحدة والتضامن والإخاء والتعايش والتسامح والتشبث بالجذور، مع الانفتاح على العصر والاقتراب من الآخر ومد جسور التعاون معه، وذلك مع الاحترام التام للخصوصيات المغربية… من أن يتبوأ مكانة مرموقة بين الدول في مجال التعايش الإنساني والسلم الاجتماعي والأمن الروحي والرخاء الاقتصادي”.

ويرى الأكاديمي عينه أن دعوة الملك إلى التشبث بالقيم الدينية والوطنية “لا تعكس أيّ قلق لدى الدولة من تدني الجانب القيمي لدى الشباب المغربي، بقدر ما تعني حرص مؤسسة إمارة المؤمنين على تحصين ثوابت الأمة المغربية، لأنها من ركائز المجتمع المغربي”، وزاد موضحا أن “أثر هذه القيم اليوم يبدو واضحاً في الشباب المغربي؛ حيث الولاء للملك والوطن والاستعداد للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، مع قيم دينية مثل البر بالوالدين وارتفاع نسب التدين في صفوف الشباب، والإقبال على أداء الحج والعمرة، وتزايد أعداد الطلبة في العلوم الشرعية والدراسات الإسلامية، وغير ذلك من القيم الدينية والوطنية”.

وتتمثل الجوانب التي دعا الملك المغاربةَ إلى التشبث فيها بالجدية “بمعناها المغربي الأصيل”، كما جاء في خطاب العرش، في “التمسك بالقيم الدينية والوطنية، وبشعارنا الخالد: الله – الوطن – الملك”، وفي “التشبث بالوحدة الوطنية والترابية للبلاد”، و”صيانة الروابط الاجتماعية والعائلية من أجل مجتمع متضامن ومتماسك”، و”مواصلة مسارنا التنموي، من أجل تحقيق التقدم الاقتصادي، وتعزيز العدالة الاجتماعية والمجالية”، وفق المتحدث ذاته.

كما اعتبر التوزاني أن “مؤسسة إمارة المؤمنين على وعي تام بأن هذه القيم اليوم ينبغي أن تُسيّج بخصوصيات المغرب ومكونات هويته الحضارية، من ضرورة استحضار الوسطية والاعتدال والاقتداء بالعلماء المغاربة، ومراعاة التاريخ العلمي للبلاد؛ فلا ننسى أن بلادنا عرفت إنشاء أول جامعة في العالم، ولا ننسى أن كثيرا من علماء المغرب مارسوا التدريس والفتوى في المراكز الحضرية الكبرى للبلاد المشرقية، مثل مكة المكرمة والمدينة المشرفة ومصر وغيرها، فكان المغاربة هم من يعلمون المشارقة أمور دينهم”، مشددا على أن الشباب المغربي اليوم “لا ينبغي أن يعكس الآية ويقتبس دينه ومنهجه من خارج الوطن”.

ولفت الباحث ذاته إلى أن “خطاب العرش تضمن دعوة صريحة من الملك محمد السادس إلى الشباب المغربي كي يستعيد قيمة الثقة في تاريخنا المجيد وحضارة أمتنا وتراث أجدادنا، وقد سبقت الإشارة إليها أيضاً في خطب عيد العرش في سنوات ماضية، ومنها خطاب العرش لسنة 2015، عندما قال مخاطبا الشباب المغربي: ‘لا تسمح لأحد من الخارج أن يعطيك الدروس في دينك، ولا تقبل دعوة أحد إلى اتباع أي مذهب أو منهج، قادم من الشرق أو الغرب، أو من الشمال أو الجنوب، رغم احترامي لجميع الديانات السماوية، والمذاهب التابعة لها”.

وختم رئيس المركز المغربي للاستثمار الثقافي “مساق” بالقول إن “الدعوة إلى التشبث بالقيم تتجدد في كل خطابٍ للعرش، لأن هذا الخطاب ليس مثل غيره، فهو رمز لملكية ممتدة عبر القرون، يرسم جلالة الملك فيه الطريق أمام المغاربة جميعاً أفراداً ومؤسسات، ومنه تُستمدُّ خطط التنمية وأنماط التدبير وأشكال التعامل مع الواقع والتحديات، كما يستشرف أفق المستقبل”.

قد يهمك ايضاً

"حركة فتح" تُشيد بعناية الملك محمد السادس بقضية فلسطين

الملك محمد السادس يؤكد على ضرورة التعامل بجدية ويقظة مع المشاكل المائية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الملك محمد السادس يحمي ثوابت الهوية المغربية عبر الاهتمام بالجوانب القيمية الملك محمد السادس يحمي ثوابت الهوية المغربية عبر الاهتمام بالجوانب القيمية



النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

أبوظبي ـ المغرب اليوم

GMT 19:55 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مولود برج الحمل كثير العطاء وفائق الذكاء

GMT 23:13 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

الوداد الرياضي يٌعلن فتح باب الانخراط بالنادي

GMT 07:57 2021 الإثنين ,27 كانون الأول / ديسمبر

الطاقة الشمسية تجمع المغرب ونيجيريا

GMT 17:42 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:29 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

منفذة هجوم كاليفورنيا تعلمت في مدرسة دينية باكستانية

GMT 09:31 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

حليب جوز الهند يعالج البشرة الجافة

GMT 21:26 2016 الجمعة ,07 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة جديدة عن فوائد المخدرات للمرتبطين

GMT 11:19 2014 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

اخطاء وخطايا النخبة

GMT 06:39 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

Ralph&Russo Couture Spring/Summer 2016

GMT 01:57 2021 الخميس ,01 إبريل / نيسان

مجوهرات لؤلؤية فاخرة موضة صيف 2021

GMT 16:02 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

استقالة هشام الدميعي من تدريب أولمبيك آسفي

GMT 19:47 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

الفنان حاتم إيدار يخضع للعلاج بعد نجاته من حادث مروّع
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib