ظهور بؤرة إصابة جديدة بـكورونا في لالة ميمونة يثير الصدمة
آخر تحديث GMT 08:10:20
المغرب اليوم -

يتطلّع المغاربة إلى التحرّر من قيود الحجر الصحي وحالة الطوارئ

ظهور بؤرة إصابة جديدة بـ"كورونا" في "لالة ميمونة" يثير الصدمة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ظهور بؤرة إصابة جديدة بـ

حالة الطوارئ الصحية في المغرب
الرباط - المغرب اليوم

في الوقت الذي كان فيه المغاربة يتطلعون إلى حلول ساعة الخلاص، والتحرر من قيود الحجر الصحي والخروج من حالة الطوارئ الصحية المفروضين عليهم منذ حوالي ثلاثة شهور، جراء تفشي جائحة "كوفيد -19"، لاسيما بعد أن بدأ عداد حالات الإصابات والوفيات يسجل تراجعا كبيرا ببعض جهات البلاد واختفاءها في أخرى، فإذا بهم يفاجأون يوم الجمعة بتفجر بؤرة وبائية للعدوى بفيروس كورونا المستجد في وحدات صناعية خاصة بتعليب الفواكه الحمراء بدائرة لالة ميمونة، في منطقة بوسلهام الواقعة بالنفوذ الترابي لإقليم القنيطرة، مخلفة بذلك حصيلة أولية تقارب حوالي 500 إصابة، مما بعثر أوراق الكثيرين وأربك حساباتهم وفجر بركانا من الغضب في صدورهم.

إذ بمجرد الإعلان عن هذه الحصيلة الثقيلة غير المسبوقة داخل ضيعة مملوكة لمستثمرين أجانب، والتي لم يكن أكبر المتشائمين يتوقع حدوثها في هذا الظرف العصيب وفي ظل ما اتخذ من إجراءات، حتى تعالت أصوات التنديد والاستنكار من كل الجهات، مطالبة بالكشف عن دواعي هذه الكارثة التي هزت أركان البلاد وتحديد المسؤوليات. مما جعل صداها المدوي يصل إلى قبة البرلمان، حيث هناك من النواب من طالب بتحميل المسؤولية المدنية عن ظهور بؤرة بمثل هذا الحجم في وحدات إنتاجية للفراولة إلى أرباب العمل، لعدم احترامهم معايير حفظ الصحة والسلامة داخل وحدات الإنتاج، وإلزامهم بالتعويض عما ترتب من أضرار بسبب تهاونهم في اتخاذ ما يلزم من تدابير احترازية، لحماية العاملات والعاملين ومخالطيهم من الإصابة بعدوى الوباء الفتاك. فيما طالب آخرون باستدعاء وزراء الشغل والصحة والصناعة والفلاحة ومساءلتهم.

صحيح أن السلطات المغربية عملت مشكورة منذ ظهور أول إصابة بعدوى الفيروس ببلادنا في مطلع شهر مارس 2020 على اتخاذ سلسلة من الإجراءات الاحترازية الوقائية والاستباقية، وعادت ثانية للتفاعل مع هذه البؤرة الفلاحية الخطيرة، من خلال تدخل القوات المسلحة الملكية التي بادرت إلى إنشاء مستشفى ميداني بالقاعدة العسكرية بسيدي سليمان، قصد استقبال الحالات المؤكدة والمحتملة من المخالطين، والتي لا يقل عددها عن حوالي ألف حالة حسب التقديرات الأولية. وأن وزارة الداخلية قررت بدورها في نفس يوم الواقعة الرفع من درجات الحزم والجدية، عبر تشديد القيود الاحترازية والتدابير الوقائية ببعض الجماعات بكل من أقاليم: العرائش، وزان والقنيطرة، والتعجيل بسد المنافذ المؤدية إليها وتطويق الساكنة، وعدم السماح لأي كان من مغادرة مقر سكناه إلا عند الضرورة القصوى، من أجل اتخاذ الاحتياطات الوقائية الكافية والحيلولة دون تفشي الوباء والحد من آثاره السلبية...

بيد أنه ومع مباركة كل الجهود المبذولة من قبل السلطات والمواطنين، تظل جهودا غير كافية ما لم تقم الجهات المعنية بفتح تحقيق عاجل حول الأسباب الحقيقية الكامنة خلف ظهور بؤرة لالة ميمونة، ومحاسبة كل من ثبت تورطه في هذه الكارثة ذات الكلفة الباهضة، من حيث إجراء التحاليل المخبرية وعلاج كل هذه الحالات التي كان يمكن تفاديها، خاصة أنه تم قبل السماح لعدد من الوحدات الصناعية والمهنية باستئناف أشغالها، التحذير من مغبة التراخي والاستهتار بالمسؤوليات، والحرص الشديد على توفير شروط الصحة والسلامة المهنية، عوض الاكتفاء فقط بإصدار البلاغات و"البروتوكولات" الصحية اللازمة، دون أن تواكب ذلك مراقبة صارمة في وسائل نقل الشغيلة وأماكن العمل.

ذلك أن الملك محمد السادس لم يأمر بإحداث صندوق كورونا إلا لتدبير ومواجهة تداعياتها الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وليس لتصحيح أخطاء المتهورين ومنعدمي الضمائر، سيما أن الأخبار الواردة من عين المكان والمتداولة على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي، تشير إلى أنه تم

لتغاضي عن اكتشاف أولى الحالات بالإصابة قبل أسابيع من انفجار البؤرة، سعيا من "الباطرونا" إلى عدم اختلال وتيرة سلسلة الإنتاج وجمع فاكهة الفراولة وفرزها قبل تصديرها إلى خارج الحدود المغربية، خدمة لمصالح المستثمرين بتلك الضيعات الفلاحية، الذين أبوا إلا أن يحرصوا على حماية منتوجهم من التلف، أكثر من حرصهم على صحة وسلامة العاملات والعاملين والمصلحة العليا للوطن، مما ساهم في حلول هذه الكارثة النفسية والمادية.

فما حدث تلك الجمعة "غير المباركة" من ارتفاع مهول في عدد الإصابات المؤكدة بجائحة كورونا، سيظل شاهدا على تبخيس حياة المستخدمات والمستخدمين وغياب إجراءات السلامة في أماكن الشغل. ويؤكد على حقيقة صارت ثابتة لدى عامة الشعب المغربي ولا يمكن لأي كان أن ينفيها، وهي أن هناك من "الإقطاعيين" وأرباب العمل من استبد بها الجشع إلى أبلغ الحدود، وبدا واضحا أن هاجسهم الأكبر ينحصر فقط في مراكمة الأرباح، غير مكترثين بصحة وسلامة العاملين لديهم في غياب المراقبة المشددة، وصار من الواجب على الجهات المسؤولة التدخل العاجل من أجل معاقبة جميع المتورطين، وردع كل من تسول له نفسه التمادي في تعريض حياة المواطنات والمواطنين للخطر.

قد يهمك ايضا:

وزارة الداخلية تبدأ الكشف عن إجراءات التخفيف الجديدة

معايدة الأطباء على الإنترنت ترتفع بـ600% خلال فترة الحجر الصحي

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظهور بؤرة إصابة جديدة بـكورونا في لالة ميمونة يثير الصدمة ظهور بؤرة إصابة جديدة بـكورونا في لالة ميمونة يثير الصدمة



أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:05 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
المغرب اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 15:03 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 12:05 2023 الخميس ,20 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الخميس 20 أبريل/ نيسان 2023

GMT 07:56 2018 الجمعة ,02 آذار/ مارس

أبي حقًا

GMT 21:30 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات كبيرة في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 11:15 2023 الأحد ,02 إبريل / نيسان

موديلات ساعات فاخّرة لهذا العام

GMT 15:40 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الإعلامية المغربية مريم العوفير تطل على القناة الأولى

GMT 09:54 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أفريقيا تلهم إيلي صعب ELIE SAAB تصاميم أنيقة

GMT 19:46 2022 الأحد ,28 آب / أغسطس

ديكورات مميّزة للكوشة في حفلات الزفاف

GMT 20:29 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

"أرض الإله" في المرتبة الثانية لمبيعات "ديوان"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib