موسكو - حسن عمارة
يلف وشاح من الغموض مقتل قائد فاغنر، يفغيني بريغوجين، فيما لا تزال التحقيقات مستمرة. إلا أن جديداً طرأ قد يحل اللغز ربما أو يزيده تعقيداً. إذ أفادت مصادر مطلعة بأن المهندس الذي أجرى إصلاحات اللحظة الأخيرة على الطائرة المنكوبة التابعة للرجل المثير للجدل، يخضع للاستجواب من قبل السلطات الروسية، وفق ما نقلت قناة VChK-OGPU، التي لها صلات بأجهزة الأمن الروسية.
فقد عمد المهندس سيرجي كيتريش، إلى استبدال فرامل جهاز الهبوط وعاين المبرد التوربيني، في اللحظات الأخيرة قبل إقلاع الطائرة.
وعمل هذا المهندس البالغ من العمر 41 عامًا، منذ وقت طويل مع قائد فاغنر، وكان يفحص طائراته باستمرار، وفق ما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
لعل هذا ما دفع أجهزة الأمن الروسية التي ضربت طوقاً حول موقع الطائرة المتحطمة قرب موسكو، إلى توقيف كيتريش واستجوابه من قبل المحقق الرئيسي العقيد إيفان سيبول. لكن مصير الرجل لم يحدد بعد، إذ لا يزال قيد التوقيف ولم يسمح له بالعودة إلى منزله.
كذلك لا يزال مصير مهندسين آخرين هما أرتور ميتشينكوف وأليكسي أنشوكوف، شاركا في معاينة الطائرة مجهولاً.
مضيفة الطيران الوحيدة على متن الرحلة كريستينا راسبوبوفا نشرت على حسابها في منصة "إكس" صورة لوجبتها الأخيرة قبل صعود الطائرة.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن المضيفة أبلغت أفراد عائلتها بأن الطائرة تأخرت بسبب "فحص فني وإصلاحات لم يكشف عنها".
ولم يكن بريغوجين وحده على متن طائرة رجال الأعمال الخاصة من طراز "إمبراير 135"، بل كان معه 6 من مرافقيه بمن فيهم مساعده دميتري أوتكين، وطاقم الطائرة المؤلف من 3 أشخاص وهم الطيار ومساعده والمضيفة، وكانت الطائرة متجهة من موسكو إلى سان بطرسبورغ عندما تحطمت في سماء منطقة تفير.
تفاصيل ما حدث بالضبط لا تزال غامضة وتثير تساؤلات ما إذا كان الحادث عرضيا أم عملا انتقاميا.
أما اللغز الأكبر إلى جانب مقتل قائد فاغنر، فيتمثل على ما يبدو في زيارة خاطفة أجرتها ألكسندرا يولينا، المديرة التنفيذية ورئيسة شركة طيران VIP Rusjet ، البالغة من العمر 37 عاماً.
فقد سمح لها من قبل الأمن بالصعود على متن الطائرة التي كانت متوقفة في مطار شيريميتيفو بموسكو قبل ساعات قليلة من رحلتها الأخيرة.
أما الحجة فكانت، نيتها تفحص تلك الطائرة الخاصة بغية شرائها.
وروجت تقارير غربية مقطع فيديو سابقا لبوتين يقول فيه إنه "لا يتسامح مع الخيانة"، وربطته مع حادث تحطم طائرة بريغوجين، الذي كان قد قاد تمردا فاشلا ضد الكرملين في يونيو الماضي.
ذكرت وسائل إعلام روسية، الخميس، أن السلطات الأمنية تحقق في فرضية وجود عبوة ناسفة على متن الطائرة الخاصة، التي تحطمت مساء الأربعاء وكان على متنها 10 أشخاص، بينهم قائد مجموعة "فاغنر"، يفغيني بريغوجين.
وأشارت مصادر محلية إلى أنه "يجري التحقق من فرضية وجود عبوة ناسفة على متن الطائرة، وسط محدودية دائرة الأشخاص الذين كان يمكنهم تثبيتها".
يشار إلى أن الفحوص الجينية لم تؤكد إلا اليوم الأحد بشكل قاطع وفاة زعيم فاغنر، وفق ما أعلنت لجنة التحقيق الروسية المكلفة بالنظر في الحادث الذي وقع الأربعاء الماضي.
فقد أوضحت اللجنة في بيان أن "الفحوص الجينية الجزيئية" أثبتت أن هويات القتلى العشرة الذين تمّ انتشال جثثهم من موقع الحطام "تتطابق مع قائمة" الركاب وأفراد الطاقم، والتي كانت تضم اسم بريغوجين.
وكان الرجل الستيني الذي نعاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قاد في يونيو الماضي محاولة انقلاب فاشلة ضد الجيش الروسي، حيث زحف بقواته نحو العاصمة موسكو، قبل أن يتراجع إثر وساطة قادها رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو.
إلا أن العديد من المراقبين رأوا حينها أن بريغوجين وقع شهادة وفاته، وأن العقاب آت عاجلاً أم آجلا.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
العثور على جثث القتلى بتحطم طائرة بريغوجين وبوتين يأمر "فاغنر" بالتوقيع على قسم الولاء لروسيا
الرادار لم يرصد أي مشكلة في طائرة بريغوجين حتى آخر 30 ثانية واتهام بوتين بتصفيته
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر