خبايا وسياقات المسيرة الخضراء التى أذهلت العالم وألهمت أجيال المغرب دون إراقة نقطة دم
آخر تحديث GMT 12:08:10
المغرب اليوم -

نجحت في استرجاع جزء كبير من الصحراء من الحكم الإسباني

خبايا وسياقات المسيرة الخضراء التى أذهلت العالم وألهمت أجيال المغرب دون إراقة نقطة دم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - خبايا وسياقات المسيرة الخضراء التى أذهلت العالم وألهمت أجيال المغرب دون إراقة نقطة دم

المسيرة الخضراء لاسترجاع الأقاليم الصحراوية المغربية
الرباط - المغرب اليوم

المسيرة الخضراء أوالمسيرة الخضراء لاسترجاع الأقاليم الصحراوية المغربية، يعتبرها العديد من المتتبعين الحدث الأبرز في تاريخ الملك الراحل الحسن الثاني منذ اعتلائه العرش العلوي بالمغرب، حيث استطاع من خلالها (الراحل) استرجاع جزء كبير من الصحراء كان يرزح تحت الحكم الإستعماري الإسباني.

خبايا الإستعداد للمسيرة الخضراء قبل الإعلان الرسمي عنها

قرر المغفور له الحسن الثاني الإقدام على خطوة سلمية دون إراقة نقطة دم واحدة، تستهدف تحرير مجموعة من الأقاليم الصحراية من يد المستعمر الإسباني.

بعد تبلور الفكرة لدى الملك الراحل، أخبر دائرة ضيقة من المقربين له لم يتجاوز عددها عدد أصابع اليد، بقراره الإقدام على حدث/خطوة كبيرة سيكون لها ما لها في التاريخ المغربي الحديث، دون أن يدخل معهم في التفاصيل أو طبيعة الخطوة.

بعدها بمدة قصيرة، سيكلف المرحوم الحسن الثاني دائرته الضيقة بالقيام بدراسة دقيقة ذات أبعاد اقتصادية، أمنية، اجتماعية، ولوجستيكية تتعلق بمبادرة جماهيرية كبيرة قد تصل إلى 350 ألف مشارك، دون أن يدخل معها(الدائرة الضيقة) في تفاصيل التظاهرة أو تاريخها وهدفها.

بعد اطلاعه على الدراسة التقنية، أخبر الراحل دائرته على تفاصيل المسيرة الخضراء والأهداف المتوخاة منها، مشددا على ضرورة البقاء سرا إلى حين الإنتهاء الكلي من الإعداد اللوجستيكي للمسيرة.

وبالفعل ساد تكتم شديد حول المسيرة الشعبية، إلى حين الإنتهاء الفعلي من الإستعدادات التقنية واللوجستيكية والأمنية، ليبدأ الراحل تدريجيا بإخبار المقربين منه وطنيا ودوليا، بما في ذلك أصدقاءه الأوروبيين وبعض القيادات السياسية، العسكرية، والأمنية في حينها.

ليعلن الملك الراحل المغفور له الحسن الثاني، عن فتح باب التطوع في وجه المغاربة للمشاركة في مسيرة سلمية، لتحرير الأقاليم الصحراوية المغربية محددا لها تاريخ 6 نونبر 1975.

السياقات الوطنية والدولية للمسيرة الخضراء

وفق العديد من الباحثين، كان الحسن الثاني ذكيا جدا في اختيار الإطار الزمني للمسيرة الخضراء، سواء على المستوى الوطني أو الدولي.

فعلى المستوى الوطني، كان هناك إجماع كبير على القضية الوطنية الإستراتيجية الأولى للمملكة، في صفوف المواطنين المغاربة وكذا النخبة السياسية بجميع تلاوينها، خصوصا وأن المملكة كانت لا تزال تعيش على وقع ظلال انقلابين عسكريين كادا يعصفان بالمؤسسة الملكية، وأشارت أصابع كثيرة إلى ضلوع مجموعة من الأنظمة العسكرية فيها، بما في ذلك النظام العسكري الجزائري، الذي شكل دعامة أساسية لـ"جمهورية البوليساريو" المزعومة.

أما على المستوى الدولي، ففي الرابع عشر من شهر أكتوبر سنة 1975، طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة بإجراء استفتاء لتقرير المصير تحت إشرافها في الصحراء المغربية، وفي الـ 16 من نفس الشهر والسنة، أعلنت محكمة العدل الدولية رأيها القاضي بوجود علاقات تاريخية بين الصحراء المغربية من جهة والمغرب وموريتانيا من جهة ثانية.

وبعدها اختار الحسن الثاني، شهر نوفمبر/ تشرين الثاني ليكون شهر انطلاق المسيرة الخضراء، التي أفضت إلى الإتفاق الثلاثي الشهير(14 نونبر 1975) بين المغرب وإسبانيا وموريتانيا، والذي أدى إلى خروج المستعمر الإسباني من فوق الأراضي الصحراوية المغربية، وتقسيمها بين المغرب وموريتانيا.

بعد الإنتهاء من الإستعدادات بجميع مستوياتها، أعلن الراحل الحسن الثاني في خطاب تاريخي له في 5 نونبر 1975 (أعلن) رسميا عن انطلاق المسيرة الخضراء يوم 6 نوفمبر/ تشرين الثاني، وخاطب المشاركين قائلا:"غدا إن شاء الله ستُخترق الحدود غدا إن شاء الله ستَنطلق المسيرة الخضراء غدا إن شاء الله ستطئون طرفًا من أراضيكم وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون ثرى من وطنكم العزيز".

وشارك في المسيرة الخضراء، 350 ألف مواطنا مغربيا ينتمون لجميع الأعمار والفئات والجهات بالمملكة، ولم يغفل الملك الدور المحوري للمرأة في هذه التظاهرة حيث شكلت نسبة 10 بالمائة من المشاركين.

وقبل انطلاق المسيرة الشعبية لاختراق الحدود الإسبانية الوهمية، ساد المغرب جو غير مسبوق من الحماس(الحديث هنا عن مرحلة ما بعد الإستقلال وتشييد طريق الوحدة)، وتم تعبيد كل الصعوبات من أجل إنجاح التظاهرة، حيث تجمع المشاركون يوم الخامس نوفمبر/ تشرين الثاني من سنة 1975 بمدينة طرفاية الحدودية، ملوحين بالقرآن وصور الحسن الثاني، متخذين اللون الأخضر رمزا لهم في إشارة منهم إلى سلمية المسيرة، وهم ينتظرون الضوء الأخضر لاختراق الحدود ودخول الأراضي الصحراوية المغربية.

وفي الـ 9 نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1975، أعلن الملك الراحل عن نجاح المسيرة الخضراء، وتحقيقها لأهدافها الإستراتيجية، وطالب المشاركين بالعودة إلى نقطة الإنطلاقة مدينة طرفاية.

 

قد يهمك ايضا
ريفالدو وفيغو يشاركان في احتفالات المسيرة الخضراء بالعيون

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبايا وسياقات المسيرة الخضراء التى أذهلت العالم وألهمت أجيال المغرب دون إراقة نقطة دم خبايا وسياقات المسيرة الخضراء التى أذهلت العالم وألهمت أجيال المغرب دون إراقة نقطة دم



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 08:24 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
المغرب اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 00:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما
المغرب اليوم - دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 10:44 2022 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع طفيف لأسعار النفط قبل بيانات أمريكية

GMT 10:23 2022 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب يستورد مليون طن من القمح الفرنسي

GMT 14:29 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

عزيز أخنوش يشيد بأدوار البرلمانيات في حزب "الأحرار"

GMT 03:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأرصاد المصرية تحذر من سقوط أمطار غزيرة خلال الفترة القادمة

GMT 17:35 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شركة نيسان تكشف عن "ماكسيما 2019" بتحديثات جديدة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib