المغرب يُرسِّخ نفسه ركيزةً أساسية للسياسة الفرنسية في المنطقة
آخر تحديث GMT 22:31:23
المغرب اليوم -

يحظى محور الرباط-باريس بأهميَّة كبيرة في البلدين

المغرب يُرسِّخ نفسه ركيزةً أساسية للسياسة الفرنسية في المنطقة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المغرب يُرسِّخ نفسه ركيزةً أساسية للسياسة الفرنسية في المنطقة

الملك محمد السادس والرئيس إيمانويل ماكرون
الرباط- المغرب اليوم

أصبح القطار فائق السرعة، الرابط بين مدينتي طنجة والدار البيضاء، الأول من نوعه في أفريقيا، جاعلا الميناء الكبير لطنجة على بعد ساعتين وعشر دقائق من العاصمة الاقتصادية للمغرب، وذلك بعد تدشينه من لدن كل من الملك محمد السادس والرئيس إيمانويل ماكرون.

يظهر هذا التدشين الأهمية التي يوليها الرئيس إيمانويل ماكرون للعلاقات مع هذا البلد، صحيح أن موعد زيارة الدولة المرتقبة خلال هذه السنة لم يحدد بعد، لكن في المملكة الشريفة تحديدا خصص ماكرون، في يونيو 2017، للمغرب واحد من أول أسفاره الخارجية، بعد زيارة خاطفة لبرلين ولقاء مع القوات الفرنسية في مالي، وكلاهما موعدان إلزاميان.

هذه الزيارة التي وصفت بالشخصية والعائلية، وتجسدت في مأدبة حول مائدة إفطار رمضاني، شكلت إشارة قوية، و«أعطت معنى خاصا للتوازن في السياسة الفرنسية تجاه المغرب العربي، والتي تعتبر رهينة للتنافس القائم بين الأخوين العدوين، المغرب والجزائر»، يقول جوسي كارسون، عن مرصد شمال أفريقيا والشرق الأوسط التابع لمؤسسة «جان جوريس». وكان سلفا الرئيس إيمانويل ماكرون، نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند، خصصا أولى زيارتيهما للجزائر، فيما قام ماكرون بذلك خلال حملته الانتخابية، ما أدى إلى هذا الالتزام بزيارة الرباط أولا فور انتخابه، بعد حصوله على ثقة الفرنسيين.

أقرأ أيضا رئيس معهد العالم العربي يؤكّد أنّ سنوات حكم عاهل المغرب "جريئة وغنيّة"

جرى تحضير كل شيء لتجنب الأسئلة التي تزعج، فيما يرسخ المغرب نفسه ركيزة أساسية للسياسة الفرنسية في المنطقة. «استقراره المؤسساتي حاسم، مقابل الهشاشة المتزايدة في كل من الجزائر وتونس»، يؤكد جيل كيبل، صاحب كرسي الشرق الأوسط والمتوسط في المدرسة العادية العليا. «دينامية البلاد تجعل المغرب محورا لسياسة اقتصادية عمودية تبدأ من هولندا، وتصل إلى غاية خليج غينيا»، يضيف هذا الباحث، مثيرا الحضور القوي للمغرب في إفريقيا السوداء، بعد إعادة اندماجه في الاتحاد الإفريقي سنة 2017. «نحن محاصرون بين المحيط الأطلسي والجزائر، الجار الصعب الذي تربطنا به علاقات لا تتطور أبدا.

من الطبيعي أن نذهب للبحث عن علاقات جديدة في الجنوب، علاقات مصالح مشتركة»، يذكر كريم العيناوي، مدير مركز التفكير المرموق «بوليسي سانتر من أجل الجنوب الجديد».

وتبدو الروابط الاقتصادية بديهية بين الرباط وباريس، ففرنسا هي المستثمر الأجنبي المباشر الأول في المغرب، والعلاقات السياسية أقوى من ذلك. «كانت هذه العلاقات أصلا قوية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، لكن مع بعض الحرج بسبب دكتاتوريته. وصول الملك الشاب محمد السادس إلى العرش، باعتباره حاملا الأمل وملكا للفقراء، غير هذا الوضع، وجعل بالإمكان الانخراط التام في هذه العلاقات»، يقول جوسي كارسون.

وخضعت هذه العلاقات، رغم ذلك، لاختبارات صعبة في عهد فرانسوا هولاند، الذي كان يثير شكوك الرباط منذ بدايات ولايته الرئاسية، باعتباره كثير الإنصات إلى الجزائر، التي قضى بها تدريبا مدته سنة بعد تخرجه من المدرسة العليا للإدارة. تحول سوء الفهم هذا إلى أزمة دبلوماسية في فبراير 2014، مع توجيه استدعاء من لدن القضاء الفرنسي إلى إقامة سفير صاحب الجلالة، يهم مدير جهاز المخابرات، عبد اللطيف الحموشي، الذي كان في زيارة عابرة لباريس، وكان موضوع شكايات عديدة من أجل التعذيب رفعت في فرنسا. «كشفت هذه الواقعة الجهل الفرنسي الكبير بطبيعة النظام السياسي المغربي، والجهل المغربي الكبير بالطريقة التي تسير بها ديمقراطية مثل فرنسا»، يحلل المؤرخ بيير فيرمرين. ففي أعين السلطات المغربية –يضيف- «لا يتعلق الأمر إلا باعتداء جرى تبنيه على أعلى مستويات الدولة الفرنسية. كان مستحيلا بالنسبة إليهم تخيل إقدام العدالة على التحرك من تلقاء نفسها».

تسممت العلاقات أكثر في الشهور اللاحقة، بعد سلسلة حوادث بروتوكولية وتصادمات، بينها تفتيش تعرض له وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، خلال عبوره مطار رواسي بباريس. ردا على هذا الحادث، خفض مستوى العلاقات الثنائية إلى الحد لأدنى، ووضع حد للتعاون القضائي والأمني بين البلدين. تطلب الأمر مجهودات كبيرة، خاصة من لدن إليزابيث كيغو، التي كانت حينها رئيسة لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، من أجل إعادة ربط الصلات. وخلافا لما تطالب به كل المنظمات المدنية لحقوق الإنسان، تبنى البرلمان الفرنسي، في يوليو 2015، بروتوكولا إضافيا يحمي جميع المسؤولين المغاربة من الملاحقة القضائية في فرنسا. ولتكون النهاية سعيدة، فقد مُنح عبد اللطيف الحموشي وسام الشرف. توشيح «لم يقم المستفيد منه بأي شيء يجعله يستحقه، ولا أحد رغب في تسليمه إليه»، يعلق ساخرا الرئيس السابق للمديرية العامة للأمن الخارجي، بيرنار باجولي، في مذكراته. هذا الأمر يسمى Raison d’Etat.

فالرهان الأمني كان ومازال حيويا بالنسبة إلى باريس، التي تعرف أنها تستطيع أن تعول على الأجهزة الأمنية المغربية. فأي عملية إرهابية سيكون لها مفعول مدمر على السياحة والاقتصاد. فبعد اعتداءات مسرح الباتاكلان في نونبر 2015، جاءت من الرباط معلومات سمحت بالوصول إلى المخبأ الآمن في سان دوني، حيث كان يوجد منظمو تلك المذبحة. تسهم المملكة الشريفة بنشاط في مكافحة الظاهرة الجهادية في الساحل، رغم أنها لا ترتبط بحدود مشتركة مع مالي أو النيجر، عكس الجزائر التي لا تكون دائما متعاونة.

لم يعرف السيد ماكرون والملك بعضهما البعض قبل يونيو 2017، لكن التيار مر بينهما. «لقد عدنا إلى علاقات شخصية أكثر، وإن لم تكن في مستوى ما كان يجمع الملك الشاب بالرئيس جاك شيراك، الذي كان قد تعرف عليه حين كان طفلا»، يقول خبير في الشؤون المغربية الفرنسية. أصبحت المشاكل تحل بشكل مباشر بين القصر الملكي والإليزيه، بل بشكل شخصي بين رئيسي الدولتين. ولا يخفي الملك محمد السادس إعجابه بمدينة باريس، حيث يقضي شهورا عديدة كل سنة، وغالبا ما يكون ذلك في قصر «بيتز» ذي الحديقة الممتدة إلى 70 هكتارا.

قد يهمك أيضا

دراسة حديثة ترصد أهمّ تحوّلات 20 عامًا مِن حكم الملك محمد السادس

رئيس جمهورية الشيلي يهنئ ملك المغرب بمناسبة عيد العرش

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغرب يُرسِّخ نفسه ركيزةً أساسية للسياسة الفرنسية في المنطقة المغرب يُرسِّخ نفسه ركيزةً أساسية للسياسة الفرنسية في المنطقة



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
المغرب اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن

GMT 18:14 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

مخرج فيلم"ماد ماكس" يحطم قلب تشارليز ثيرون

GMT 04:24 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

مقطع ويسلان بمكناس .. منعرج الموت يتربص بأرواح السائقين

GMT 08:29 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

عطر كارفن المصنوع من زهر البرتقال لطيف للرجال

GMT 18:55 2023 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

أجدد صيحات الأحذية من أسبوع الموضة في ميلانو

GMT 22:19 2023 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

مقاييس الأمطارالمسجلة خلال 24 ساعة في المغرب

GMT 18:01 2022 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"لامبورغيني" تفتتح صالة مؤقّتة في الدوحة حتى منتصف ديسمبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib