الدار البيضاء – رضى عبد المجيد
أوضح رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، أن "هناك أمورًا تُوحد الحزب، أخذها كمسار وكتوجه وثوابت لا محيد عنها منذ نشأته"، مشددًا على أن "التزام الحزب بثوابته المؤسسة خيار لا رجعة فيه"، وأكد في كلمته خلال أول اجتماع للمجلس الجهوي لحزب العدالة والتنمية في جهة الرباط سلا القنيطرة، أن "الحزب لم ينطلق من فراغ وإنما انطلق بتوجه وبرؤية وفكرة واضحة"، مسجلًا أن هذا التوجه العام هو الذي شكل قوته، وأبرز أن المكانة التي يحتلها الحزب اليوم في المشهد السياسي المغربي، تعود إلى التزامه بالأسس التي بني عليها.
وأوضح العثماني أن توجهات هذه الأسس التي بني عليها حزب العدالة والتنمية "المرجعية الإسلامية والوطن أفقا والملكية الدستورية"، بسيطة لكنها من باب السهل الممتنع، داعيًا إلى الوعي بهذه الأسس والالتزام بمقتضياتها، وقال إن "الصحوة الديمقراطية تحتاج إلى التزامات أخلاقية"، مبينًا أن "الديمقراطية بدون أخلاق لن تجدي نفعًا، لأن المرجعية الإسلامية ليست مجرد شعائر، بل إنها تتضمن عمقًا أخلاقيًا قويًا".
وتابع العثماني أن استناد الحزب على المرجعية الإسلامية بالأفق التجديدي خيار لا رجعة فيه ولن يطاله تغيير، مضيفًا أنه "يمكن أن نسعى إلى تطويره حيث إن الحزب لا يجد حرجًا في الأخذ بأقصى درجات التجديد، لكن بما لا يمس طبعًا بالثوابت الأساسية للدين"، وقال "إننا نعتز بكوننا نتشبث بوطنيتنا وببلادنا وندافع عن ثوابت البلد بكل قوة"، مسجلًا أن من مقتضيات ذلك أن مصلحة الوطن فوق مصلحة الحزب، وأردف أنه "عندما تكون مصلحة للوطن لا نتردد في الدفاع عنها بغض النظر هل يستفيد الحزب من ذلك أم لا".
وشدد العثماني على أن هناك انسجامًا تامًا، بين الالتزام بالمرجعية الإسلامية، وبين تغليب مصلحة الوطن على ما سواها، كما أنه لا تعارض بين التمسك بالمرجعية الإسلامية والخيار الديمقراطي الذي اختاره حزب العدالة والتنمية بوعي وبانضباط وبالتزام، مؤكدًا أن الحزب ومنذ نشأته لم يكن لديه أي نية لخلق هذا التعارض.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر