القرية الدافئة مبادرة مغربية لحماية المشردين من البرد
آخر تحديث GMT 21:14:10
المغرب اليوم -

"القرية الدافئة" مبادرة مغربية لحماية المشردين من البرد

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

المشردين
الرباط _المغرب اليوم

 قبل أيام كان فؤاد يتخذ من الشارع منزلا له. غرفة نومه كانت بجوار مدرسة ثانوية، سريره رصيف وغطاء سماء مدينة الصخيرات، 30 كيلومترا جنوب العاصمة المغربية الرباط.وكانت الأقدار والظروف الاجتماعية القاسية قد دفعت فؤاد إلى التشرد، قبل أن يلتقي شباب من النشطاء الاجتماعيين، اللذين وفروا له المأوى ليصبح فردا من أسرة "القرية الدافئة". وهو لا يحظى اليوم فقط بالدفء، بل بأسرة جديدة وأصدقاء.يقول هذا الرجل الخمسيني بكل عفوية و بابتسامة لم تنزعها منه ظروفه القاهرة " نعيش هنا كإخوة، نتشارك الطعام في مائدة واحدة و المبيت في نفس الخيم و تجمعنا نفس الظروف و نتقاسم نفس المصير". يحكي ابن مدينة فاس، بتحفظ قصة تشرده في الشارع، و ما تحمله و كابده في الليالي الماطرة و في العراء، متحسرا على اشتغاله كعامل مياوم،

مما لا يسمح له بتحمل مصارف إيجار غرفة تقيه برد ومخاطر الشارع.  يضيف فؤاد:" القائمون على هذه المبادرة يبدلون جهدا كبيرا من أجلنا، إنهم يوفرون لنا يوميا وجبات الطعام، كما يسهرون على راحتنا و نظافتنا، و تقديم خدمات طبية إن اقتدى الأمر ذلك داخل القرية". المأوى ثم الطعام "القرية الدافئة" هي مبادرة إنسانية أطلقها شباب المنظمة المغربية للكشافة والمرشدات، جمعية "بسمة"، وجمعية السبيل للتنمية والتكافل الاجتماعي، هدفها تقديم الدعم للأشخاص المشردين وإيوائهم، لا سيما في ظل موجة البرد القارس التي تعرفها البلاد في هذه الفترة، من خلال توفير المأوى والدفء والملابس والطعام.وتتألف "القرية الدافئة" من خيم متفرقة، تم نصبها في أحد الملاعب بمدينة الصخيرات، تأوي كل واحدة منها أربعة أشخاص، كما تتوفر على دورات مياه

ومطبخ. فكرة هذه المبادرة التي أطلق عليها شعار "التطوع..عطاء يلزمنا"، تولدت في أذهان الشباب المتطوع بعد سنوات من العمل الميداني، الذي مكنهم من ملامسة واقع ووضعية الأشخاص المشردين، لا سيما عندما كانوا يوزعون عليهم وجبات طعام ليلا خلال فترات البرد القارس.يقول يونس بن عبد الرحمان منسق المبادرة ورئيس المنظمة المغربية للكشافة والمرشدات: "من خلال مبادرات توزيعنا للطعام على الأشخاص بدون مأوى كنا نلمس بأن أكثر ما يتوقون إليه، هو المأوى الدافئ و الحماية".ومن هنا يضيف يونس، انبثقت فكرة "القرية الدافئة" لمؤازرة هذه الفئة التي تعيش على هامش المجتمع، و تتشكل من أشخاص غير مؤهلين لتحمل قساوة البرد، و غالبيتهم من كبار السن، ممن وجدوا انفسهم، في الشارع دون مأوى. الدعم والاستقرار

ولتنفيد فكرتهم على أرض الواقع، تلقى الشباب المتطوع دعما لوجستيا من الهلال الأحمر المغربي، عبارة عن خيام وأفرشة وأغطية، فيما وفرت السلطات المحلية المساحة والموقع المناسب لإقامة القرية.يقول منسق المبادرة: "فور توصلنا بالدعم اللازم شرعنا في استقبال المستفدين، مع الحرص على الالتزام بجميع التدابير الاحترازية تجنبا لانتشار العدوى بفيروس كورونا، و قمنا بتوفير جميع الشروط الكفيلة بذلك من تباعد الاجتماعي و كمامات و مطهرات".أما عن الدعم المادي يقول يونس: "توصلنا بمساهمات من محسنين، تساعدنا في توفير المأكل و المشرب و الملبس للوافدين على القرية، إلى جانب مساهمة جمعيات مدنية والجمعيات المشرفة على المبادرة". كما يشير بن عبد الرحمان إلى الأهمية التي تكتسيها الخدمات الطبية المقدمة للمستفيدين من

الإيواء في القرية، حيث يعاني العديد منهم من أمراض جراء آثار البرد الذي كانوا عرضة له في الشارع. "هذه القرية التي ستواصل تقديم خدماتها لمدة 3 أشهر منحتهم شعورا افتقدوه في الشارع، إنه الشعور بالاستقرار النفسي" يقول الشاب المتطوع، ويضيف: " كل ما نقوم به هو في صالحهم ويقدرونه، لذلك نشأت فيما بيننا علاقة وطيدة خلال فترة قصيرة". ترسيخ ثقافة التضامن وتطلق جمعيات المجتمع المدني في المغرب، مبادرات إنسانية  للتكفل بالأشخاص المشردين طوال السنة، لا سيما خلال فصل الشتاء وخاصة في الأيام التي تنخفض فيها درجات الحرارة.وتتكفل هذه الجمعيات بتقديم الطعام والملابس وتوفير الدفء لمن دفعتهم ظروفهم إلى العيش في الشارع، في إطار تعزيز قيم التضامن والتآزر بين مختلف فئات المجتمع المغربي، والتشجيع

على العمل التطوعي وسط الشباب. ويأمل الشباب المتطوعون في مبادرة "القرية الدافئة" إلى إنشاء مركز قار يمكنهم من استقبال الأشخاص بدون مأوى على طوال السنة، ويقول يونس " نأسف لكون هذه المبادرة ستنتهي بعد 3 أشهر، وبعد كل هذا الجهد سيعود الأشخاص اللذين استقبلتهم القرية إلى وضعهم السابق".ولا يخفي فؤاد رغبته في الاستفادة بعد انقضاء مدة عمل "القرية الدافئة"، من خدمات مركز الإيواء إن تم إحداثه، لأنه يبقى بالنسبة له أفضل من حياة الشارع التي لا يعلم قساوتها سوى من عاش بين الأزقة والدروب دون مكان يأويه.

قد يهمك ايضا

مركز جديد يلم شمل الأشخاص من دون مأوى في طنجة

موجة البرد القارس تُعمق جراح المشردين وتزيد من معاناتهم في المغرب

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القرية الدافئة مبادرة مغربية لحماية المشردين من البرد القرية الدافئة مبادرة مغربية لحماية المشردين من البرد



GMT 18:42 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط
المغرب اليوم - الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط
المغرب اليوم - جراحون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 17:53 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

محمد صلاح يضيف لرصيده 3 أرقام قياسية جديدة

GMT 13:50 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 21:44 2021 الأحد ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أشهر الوجهات السياحية المشمسة في الشتاء

GMT 00:48 2021 الإثنين ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إسبانيول يفاجئ ريال مدريد بخسارة مؤلمة

GMT 00:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة "قناة رقمية" تثير تساؤلات في جامعة أكادير

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 22:47 2012 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

إشتقت إلى الرقص الشرقي وسعيدة بـ"30 فبراير"

GMT 11:34 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

بايرن ميونخ يرفض رحيل توماس توخيل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib