المرضى يصرخون من تردي الوضع الصحي في مركز الحسن الثاني لعلاج السرطان
آخر تحديث GMT 12:48:58
المغرب اليوم -

في ظل نقص الإمكانيات والخدمات والموارد البشرية اللازمة

المرضى يصرخون من تردي الوضع الصحي في مركز "الحسن الثاني" لعلاج السرطان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المرضى يصرخون من تردي الوضع الصحي في مركز

الحسين الوردي
وجدة ـ إدريس الخولاني

سرطان ينخر في جسم الصحة المغربية، ومرضى يكتوون بنار تردي الخدمات الصحية ونقص الآليات العلاجية وغياب وسائل النقل والتغذية والعلاج بالآشعة والعلاج الكيميائي والمركب الجراحي ومصلحة الفحوصات. في هذا التحقيق يسلط "المغرب اليوم" الضوء على أزمات الواقع الصحي في مدينة وجدة، والذي يمثل جزءًا لا يتجزأ من الأزمة الصحية الوطنية.

يقع المركز الجهوي للأنكولوجيا "الحسن الثاني" في وجدة، للعلاج من الأمراض السرطانية ، على بعد 10 كيلومترات عن مدينة وجدة، على الطريق المؤدية لمدينة جرادة وبوعرفة. وشيد بداية كمركز صحي، بتمويل من قبل أحد المحسنين العرب. ثم تقرر تحويله إلى مركز جهوي للأنكولوجيا،، ورغم التعديلات التي مست البناية، فإنها لم تستطع الاستجابة لمتطلبات المهام الحديثة للمؤسسة. ويشكل موقع المركز الجغرافي المنعزل، والبعيد عن المركز الحضري، أحد العناصر المؤثرة سلبًا على الموظفين، الذين يضطرون للتنقل بشكل يومي بين مقرات سكنهم في مدينة وجدة والمؤسسة، ما يكلفهم مصروفات تنقل كثيرة، وكذلك بالنسبة للمرضى ومرافقيهم، خاصة الذين لا يملكون وسيلة نقل شخصية، مما يفرض عليهم الخضوع لابتزاز أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة، وسيارات نقل البضائع، والتي لا تخضع تعريفتها لأي تقنين، ويضاف إلى ذلك غياب المرافق الضرورية من مقاهٍ، وحدائق .

وتتكون مصلحة الفحوصات من مكاتب يتوزع فيها الأطباء، ممتدة على طول ممر ضيق، فيه مقاعد لا توازي عدد المرضى الذي يتجاوز 60 يوميًا، لتضاف معاناة جسدية إلى معاناتهم النفسية. وعينت في المركز ممرضتان للقيام بكل المهام، من تسجيل المرضى، والإجابة عن أسئلتهم، ونقل ملفاتهم إلى الطبيب المكلف بالفحص، واستعادتها بعد ذلك. فيما يتكون المركب الجراحي من قاعتين، يتم العمل في واحدة فقط، نظرا لغياب التجهيزات الكافية، والنقص الحاد في الموارد البشرية، خاصة في فئة الممرضين بكل تخصصاتهم (التخدير، مساعدو الجراح، المكلفون بالتضميد).

أما قسم العلاج الكيميائي، فلا تتجاوز طاقته الاستيعابية ثمانية مقاعد، وتوجد فيه ممرضتان لحقن المرضى بالمادة الكيميائية، وممرض لتهيئتها، في غياب الشروط الضرورية لذلك، مما يعرضهم لمخاطر عدة محتملة، ويجعلهم يخضعون لضغط نفسي حاد ومتواصل. وينعكس هذا النقص في الموارد البشرية على الفترات الفاصلة بين حصص العلاج، حيث يتم استبدال 8 أيام بـ 15 يومًا، و 15 يومًا بـ 22 يومًا، و 22 يومًا بـ30 يومًا.

وتحتوي المؤسسة على آلتين للعلاج بالأشعة، إلا أن الإدارة لا تعمل على ضمان خدماتها بشكل مستمر، مما يحتم تغيير المواعيد، و بالتالي التأثير السلبي على مسار العلاج، دون إغفال التأثير على نفسية المريض الذي تطول مدة خضوعه للعلاج

فيما تبلغ الطاقة الاستيعابية لمصلحة الاستشفاء 35 فراشًا فقط، إضافة إلى قلة الموارد البشرية، حيث يتكفل الممرضون العاملون في القسم بإضافة مهام متعددة، فضلاً عن العلاج الكيميائي، الذي يتم تهيئته في غياب الوسائل الوقائية الضرورية.

أما بالنسبة للتغذية، فقد تم تجهيز المطبخ الموجود في المؤسسة بكل التجهيزات الضرورية، لكنها تركت للضياع والصدأ، دون أن يتم استخدامها. ويتم الاقتصار على نقل وجبات غذائية معدة في مطبخ المركز الاستشفائي الفارابي، مما قد يشكل خطرًا محتملاً على جودتها الغذائية، فهل تملك وزارة الصحة ووزيرها التقدمي خطة استراتيجية لإستئصال الورم الخبيث الذي يفتك بمراكز الأنكولوجيا في الجهة الشرقية، والذي يحول حياة المرضى وذويهم إلى جحيم لا يطاق، في انتظار الألطاف الإلهية؟

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرضى يصرخون من تردي الوضع الصحي في مركز الحسن الثاني لعلاج السرطان المرضى يصرخون من تردي الوضع الصحي في مركز الحسن الثاني لعلاج السرطان



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 09:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

قافلة طبية جراحية تتدخل في إقليم ميدلت
المغرب اليوم - قافلة طبية جراحية تتدخل في إقليم ميدلت

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib