رحيل الأديبة الجزائرية آسيا جبار بعد رحلة من الإبداع والتمرد
آخر تحديث GMT 02:43:42
المغرب اليوم -

ترجمت رواياتها إلى أكثر من 30 لغة حول العالم

رحيل الأديبة الجزائرية آسيا جبار بعد رحلة من الإبداع والتمرد

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رحيل الأديبة الجزائرية آسيا جبار بعد رحلة من الإبداع والتمرد

الأديبة الجزائرية آسيا جبار
الجزائر - إيمان بن نعجة

تعتبر آسيا جبار من أبرز أعمدة الأدب الجزائري، ونجحت في تحقيق نجاحات كبيرة وساهمت بمؤلفاتها في الذاكرة الإبداعية العربية، إذ ترجمت رواياتها إلى أكثر من 30 لغة عبر العالم، وساهمت بشكل كبير في كتابة التاريخ والذاكرة والكفاح من أجل التحرير الوطني من خلال تكريمها للنساء المكافحات.

ولدت آسيا جبار الكاتبة و الروائية الجزائرية، في 30 حزيران/ يونيو من العام 1934 في المدينة الساحلية العريقة "شرشال" التي تبعد حوالي 200 كلم عن غرب العاصمة الجزائرية.

تلقّت تعليمها الأول في المدرسة القرآنية، ثم المدرسة الابتدائية في مدينة موزاية الصغيرة وسط سهل المتيجة بالقرب من ولاية البليدة، وتابعت دراستها الثانوية وأنهتها بالحصول على الثانوية شعبة اللاتينية اليونانية والفلسفة، وفي سنة 1955 وفقت في اجتياز امتحان الانتساب إلى المدرسة العليا للأساتذة "بسافر" فكانت بذلك أول امرأة جزائرية تطأ قدماها عتبة هذه المؤسسة الفرنسية العريقة في تدريب الأساتذة.

عرفت آسيا جبار بالمثقفة الشجاعة و الأدبية الجريئة، ونشرت أول رواية لها وهي لم تتجاوز العشرين من عمرها بعنوان "العطش" سنة 1953.

وتعد آسيا جبار من أشهر روائيات الجزائر و شمال أفريقيا، و أول امرأة جزائرية تنتسب إلى دار المعلمين في باريس عام 1955 م، وأول أستاذة جامعية في الجزائر ما بعد الاستقلال في قسم التاريخ والآداب، وأول كاتبة عربية تفوز عام 2002 بجائزة السلام التي تمنحها جمعية الناشرين وأصحاب المكتبات الألمانية، وقبلها الكثير من الجوائز الدولية في إيطاليا، والولايات المتحدة وبلجيكا.

وفي 16 حزيران/ يونيو 2005 انتخبت بين أعضاء الأكاديمية الفرنسية لتصبح أول عربية وخامس امرأة تدخل الأكاديمية، ومحاضرة في الأدب الفرنكفوني في جامعة نيويورك. وكانت من بين أقوى المرشحين لنيل جائزة نوبل لهذا العام. إلى جانب الشاعر السوري أدونيس، والكاتب هاروكي مواراكامي من اليابان وأمبرتو إيكو من إيطاليا، فضلا عن الروائي توماس بينكون، كما جرى ترشيحها في عدد من الدورات، غير أن الحظ لم يحالفها لافتكاك جائزة نوبل للآداب، على الرغم من التوقعات المؤكدة لتكون الأديبة العربية الثانية التي تفوز بالجائزة، بعد نجيب محفوظ، الروائي العربي الوحيد الذي تمكن من اقتناصها سنة 1998 .

وكتبت مسرحية "الفجر الدامي" التي أخرجها مصطفى كاتب وبعدها  كانت لمدة 3 سنوات تقوم بإخراج أعمال للمسرح في باريس ثم تدريس مقياس حول السينما و المسرح في جامعة الجزائر.

وعلاقة آسيا جبار، بالسينما لم تأت فجأة أو من خلال فيلمها "نوبة نـساء جبل شنوه"، بل هي علاقة وطيدة استطاعت من خلالها أن تعبّر كما استطاعت عن طريق الصورة و تنقل للمشاهد أكثر المَشاهد المعقدة.

و في أوجّ الحرب الأهلية التي هزت الجزائر كتبت عن الموت أعمالاً روائية منها: "الجزائر البيضاء" و"وهران... لغة ميتة". وبعيداً من مناخات الحرب، بل ومن أجواء الحبّ المتخيّل، وكتبت رواية "ليالي ستراسبورغ". وهي لم تكتبها هرباً من وجع الموت الجماعي الذي شهدته الجزائر، وإنما كعلاج نفسي داوت به غربتها وآلامها، بحسب تعبيرها.

وصفها المفكر مصطفى الأشرف بالكاتبة "البرجوازية"  لكنّها كانت مؤمنة  بالصدق الفني في الكتابة، إذ ولد صوتها الأدبي ثائرا على تبعية المرأة، وعلى وضع الاستعمار و مصادرة الحريات.

وافتها المنية في 6 شباط/ فبراير المنصرم في العاصمة الفرنسية، عن عمر ناهز الـ 79 سنة، لينقل جثمانها عبر طائرة خاصة أرسلها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وجرى استقبال جثمانها في مطار هواري بومدين الدولي في العاصمة الجزائرية من قبل عائلتة الفقيدة و وزيرة الثقافة الجزائرية و السفير الفرنسي في الجزائر وعدد من الشخصيات السياسية، الثقافية والفنية،

ليوارى الثرى جثمان آسيا جبار، الجمعة 13 شباط/ فبراير في مقبرة شرشال مسقط رأسها، في ولاية تيبازة غرب العاصمة الجزائرية، تاركة ورائها إرثا أدبيا تشهد له الساحة الأدبية العالمية.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل الأديبة الجزائرية آسيا جبار بعد رحلة من الإبداع والتمرد رحيل الأديبة الجزائرية آسيا جبار بعد رحلة من الإبداع والتمرد



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib