لندن ـ كاتيا حداد
يفتتح فيليب بارينو معرض Anywhen" " في قاعة تريبيون هول، اليوم الثلاثاء، والذي يمتد حتى 2 إبريل/ نيسان 2017، وامتلئت القاعة بتموجات من الضوء الذي ينعكس على الجدران والزجاج، إضافة إلى القطع الفنية التي تشبه الدمي الروبوتية، حيث تتدلى كل منها من السقف معلقة بأسلاك ثم ترتفع مرة أخرى وتعود في الظلام، تاركة ورائها طنين محركاتها، إلى جانب شاشة عرض كبيرة وعدد من المستطيلات البيضاء التي تصعد وتتدلى في توقيت محدد سريع في بعض الأحيان وبطئ مرات أخرى، حيث تأتي كما لو كانت تشكل جدران أو طائرات عائمة في هندسة تجريدية تحلق مثل الطائرات الورقية.
ويملأ صوت المطر في بعض الأوقات، القاعة، كأن هناك العديد من الأشخاص الذين يتحدثون، ويتم خفض مكبرات الصوت فوق رؤوس الزوار، ويبدو الأمر كما لو أن هناك مباراة كرة قدم بين أطفال شمال لندن، ويمكن للزوار أن يتخيلوا أنفسهم في موضع زين الدين زيدان في الفيلم الذي قدمه بارينو مع دوغلاس جوردون عن لاعب ريال مدريد، ثم يختفي المتحدثون ويصبحوا ظل صامت على الشاشة البيضاء. وأصبحت قاعة تريبيون بمثابة مسرحًا حيًا، ويعدّ أحد سرادقات بارينو ما يشبه المظلة العائمة المرصعة بالأضواء التي تتراقص مع الصوت الذي يثور من أي مكان، وينتمي الصوت إلى الممثلة نينا كونتي، التي تتحدث في فيلم يركز على رخويات البحر الأبيض المتوسط الصغيرة التي أبقاها بارينو في خزان في الاستوديو الخاص به.
ويعتبر "Anywhen " واحدًا من أفضل المعارض في قاعة تريبيون والذي يملأ المساحة بالأصوات والأحداث والأضواء والسكون والحركة، ويشبهه بارينو بالحديقة العامة حيث يضم مختلف المناسبات، متمنيًا قضاء المزيد من الوقت في القاعة لإضافة الأصوات والأفلام وإعادة صياغة الإيقاعات. وأضاف "أبني مكتبة من المشاهد والأحداث، ولدينا مصور في المبنى لرصد ومراقبة حركة الألواح التكوينية في الأسفل".
ونظّم بارينو في عام 2010 معرض Serpentine حيث تساقطت الثلوج في الخارج، وسُمعت أصوات الراقصين غير المرئيين حول الأرضية الفارغة في معرض عن تأثير مارسيل دوشامب في باربيكان في لندن في عام 2013، وأضاف لذلك أحدث تدخلاته المبتكرة في Paris’s Palais de Tokyo في ميلان، حيث كثيرًا ما يصنع الفنان الفرنسي مجموعات من الأفلام الفردية والتماثيل ومشاهد تصويرية ويخلق رحلات ومواقف متطورة، ويمكنك رؤية فيلم أو سماع عمل صوتي أو إجراء نحت إما منفردًا أو ضمن مجموعة أكبر، وعمل بارينو بالتعاون مع الكثيرين المتعاونين مثل دوغلاس جورديون في فيلم زيدان ومع بيري هوغي في تطوير شخصية Manga ومع ليم غيليك في منحوتات تعاونية ومع تينو سيغال، وعاد سيغان في نهاية هذا الأسبوع للمساعدة في تصميم عناصرAnywhen.
وفكر بارينو في دوشامب وجون كيغ والشاشات العائمة في عرض 1955 Man, Machine and Motion, لريتشارد هاملتون وفيكتور باسمور، والذي أعيد بناؤه مرة أخرى مؤخرًا في ICA لندن، ويعدّ سيناريو نينا كونتي مزيجًا من أسلوب بارينو وجيمس جويس، ويمكن القول إنه في قاعة تريبيون هول يفقد الزوار أنفسهم ويجدونها من لحظة إلى أخرى، وتستحوذ عليهم الأشياء، وفي نهاية الفيلم ظهرت كونتي في أحد سرادقات بورينو المضيئة، قائلة " الخلود إلى الأبد، لا توجد وسيلة لوقف المأساة المقبلة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر