بعثة العلماء الروس تُنهي موسمها الثالث بموقع دراهيب الأثري في السودان
آخر تحديث GMT 12:11:56
المغرب اليوم -

أكبر مركز لإنتاج الذهب في الصحراء النوبية بالعصور القديمة والوسطى

بعثة العلماء الروس تُنهي موسمها الثالث بموقع "دراهيب" الأثري في السودان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بعثة العلماء الروس تُنهي موسمها الثالث بموقع

جامعة موسكو الحكومية
الخرطوم- المغرب اليوم

انتهت بعثة أثرية لعلماء روس، من موسمها الثالث من الأعمال الأثرية بموقع "دراهيب" في السودان، والذي جرى في الفترة من 12 إلى 28 فبراير/ شباط، حيث أسفرت جهود البعثة عن نتائج عظيمة، حيث تم تنفيذ الأعمال من قبل البعثة الأنثروبولجية الروسية التابعة لمعهد البحوث العلمية ومتحف الأنثروبولوجيا في جامعة موسكو الحكومية، والتي تحمل اسم العالم الروسي الشهير ميخائيل لومونوسوف، والتي تعمل في الموقع المشار إليها منذ العام 2017.

وكان من ضمن مهام البعثة دراسة التراث النوبي في العصور القديمة والوسطى، مثل الطرق التجارية التي تربط وادي النيل والبحر الأحمر، وكذلك المدن الواقعة على طول هذا الطريق في مصر والسودان. ولقد تم بالفعل تنفيذ موسمين من العمل في دراهيب بالسودان، هذا الموقع الأثري الفريد من نوعه، والذي كان أكبر مركز لإنتاج الذهب والتجارة في الصحراء النوبية في العصور القديمة والوسطى.

وتجدر الإشارة إلى أن منطقة دراهيب تقع الموقع عند منابع وادي العلاقي، بالقرب من خط العرض 22، في وسط الصحراء النوبية، حيث يذكر أنه في عام 1961 - 1963، عملت البعثة النوبية لأكاديمية العلوم في الاتحاد السوفيتي في وادي العلاقي تحت قيادة عالم الأثار الروسي المشهور بوريس بيوتروفسكي.

وضمت البعثة علماء الآثار وعلماء الأنثروبولوجيا وعلماء الإثنوغرافيا من مختلف المؤسسات العلمية: "جامعة موسكو الحكومية باسم ميخائيل لومونوسوف، متحف الآثار التارخي "سيثيان نابوليس"، متحف بوشكين للفنون الجميلة، كلية الدراسات الشرقية بجامعة سانت بطرسبورغ الحكومية، الأكاديمية الروسية للعلوم، متحف الفن الإسلامي (برلين)".

وفي العصور الوسطى، بحسب مصادر عربية، على أراضي دراهيب كانت تقع مدينة العلاقي.، وكان يعبر من خلالها طريق القوافل التجارية من الدول العربية والأفريقية، حيث كان يتم نقل البضائع، مثل التوابل والبخور من الهند وشبه الجزيرة العربية، والحرير والخزف الصيني عبر الصحراء النوبية إلى مدينة أسوان في صعيد مصر.

وبالإضافة إلى ذلك، كانت قوافل الحجاج تعبر من خلاله من المغرب ومصر وإسبانيا المسلمة إلى مكة.

وفي موسم 2020، بدأ الباحثون الروس في دراسة القلعة الشمالية، الواقعة في منتصف الموقع الأثري. حيث تم التعرف على تاريخ تأسيس القلعة بفضل قطعة معدنية نقدية تم سكها في مصر في عهد ابن طولون عام 258 هجريا (871-872) ويرجع هذا الاستنتاج، لأنه من المعروف أنه بحلول منتصف القرن التاسع، كانت تجري عمليات استخراج الذهب بشكل نشط في منطقة وادي العلاقي.

ونتيجة لعمليات التنقيب، في فبراير/ شباط ،2020 بالقرب من برج القلعة، الذي يقع في المدخل بالقرب الجدار الشمالي الغربي، تم الحصول على بعض المواد المفيدة والتي سيكون لها أثر كبير للتعرف على الحياة اليومية وما كان يحدث بها في العصور الوسطى.

حيث تم العثور على العديد من قطع السيراميك من مختلف الأنواع والأشكال من الشرق الأوسط ومن مصر، والخزف المنتج في مملكة ماكورا المسيحية، وكذلك جزء واحد من السيلادون (نوع من منتجات السيراميك اخترع في الصين القديمة)، مما يشير إلى أنه في مثل هذه الفترة المبكرة، كان هناك تجارة لبعض السلع من الصين في وادي العلاقي.

كما تم العثور أيضا على بعض أدوات الزينة مثل الخرز والأقراط، وبعض من أدوات التي تستخدم لتهذيب الشعر والعديد من أعواد تنظيف الأسنان، ووعاء جلدي مزخرف، وقطع من الأحذية الجلدية، وبعض من الورق منقوش بالخط عربي، وأجزاء من الأوعية الزجاجية الرقيقة، ومغزل عظمي مزخرف للمنسوجات، وكذلك بعض المفارش الملونة، والتي من المفترض أن تكون للأثاث. كما تم العثور على العديد من قطع متنوعة من الأقمشة بما في ذلك قطعة واحدة من الحرير.

وتشير كل هذه الأشياء إلى أن المبنى، المعروف ضمنيا بالقلعة الشمالية، على الرغم من أنه محصن بجدار قوي، يصل سمكه في القاعدة إلى أكثر من مترين، مع أبراج وفتحات ضيقة، لم يكن في الواقع حصنا لإيواء قوات عسكرية، بل ربما قصر، عاش سكانه بأسلوب حياة راقي مستخدمين جميع مزايا المدينة التجارية الكبيرة.

وفي تصريحات لفريق البعثة الروسية لـ"سبوتنيك"، فإنه "بالإضافة إلى ذلك، فإن اكتشاف الطبقة الأثرية لعملة معدنية يعود تاريخها إلى عهد ابن طولون، يسمح لنا أن نقول بأن موقع دراهيب احتمال كبير أن يكون هو أقدم أثر إسلامي معروف في السودان حتى الآن".

أيضا في هذا الموسم، استمرت الحفريات في المبنى رقم 3، الذي افترضنا أنه مسجد الجمعة في الوادي. ويتجلى هذا بشكل خاص في حقيقة أنه يقع في وسط المدينة ويعتبر أكبر مبنى بها، حيث تبلغ أبعاد المبنى 29×16 م.

ويعد الجدار الشرقي للمبنى من أفضل المباني التي حافظت على شكلها الأولي، وهو يواجه الشارع الرئيسي وله فتحتان مقوستان محفوظتان بالكامل وفتحتان متضررتان بشكل جزئي، ومدخلان على جانبي المبنى وحافة نصف دائرية، والتي ربما تكون محرابا، إذا افترضنا أن المبنى 3 هو مسجد. وأيضا الأبراج في الزوايا الجنوبية الغربية والشمالية الشرقية من المبنى 3حافظت على شكلها الأساسي. أما في البرج الشمالي الشرقي، تم العثور على درجات لسلم حلزوني الشكل. ومن المرجح أن تكون لمئذنة المسجد.

بالإضافة إلى ذلك، ففي موسم 2020، بدأت الدراسات الإثنوغرافية لقبيلة بجا السودانية التي تعيش في المناطق المجاورة للموقع الأثري. وقد تم عمل مسح ضوئي للمباني السكنية للقبيلة، ووصف لأدوات الثقافة المادية. أيضا، تم تنفيذ العمل الطوبوغرافي على الموقع وتم إنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد عالي الدقة بهدف مواصلة محاكاة التصور التاريخي لموقع دراهيب الأثري في فترات زمنية مختلفة.

قد يهمك ايضـــًا :

تعديل مواعيد العمل في اتحاد الناشرين المصريين بسبب كورونا

مثقّفون يدعمون جهود المغرب لمواجهة "كورونا" ويتبرّعون لدعمها

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعثة العلماء الروس تُنهي موسمها الثالث بموقع دراهيب الأثري في السودان بعثة العلماء الروس تُنهي موسمها الثالث بموقع دراهيب الأثري في السودان



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
المغرب اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 13:22 2024 الخميس ,11 إبريل / نيسان

إنتر ميلان يحدد سعر بديل مبابي

GMT 14:40 2024 الخميس ,11 إبريل / نيسان

نيمار يفلت من غرامة قدرها 3 ملايين دولار

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء

GMT 00:36 2024 السبت ,06 إبريل / نيسان

يوفنتوس يكشف عنصرية جماهير لاتسيو ضد ماكيني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib