الاحتجاجات الشعبية تعيد إحياء الفن العراقي بأفكار مميّزة
آخر تحديث GMT 13:50:44
المغرب اليوم -

تغطّي اللوحات ميدان التحرير والطرق والشوارع المؤدية إليه

الاحتجاجات الشعبية تعيد إحياء الفن العراقي بأفكار مميّزة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الاحتجاجات الشعبية تعيد إحياء الفن العراقي بأفكار مميّزة

إحياء الفن العراقي
بغداد - المغرب اليوم

وقف عبد الله في مرآب السيارات، غير مكتمل البناء، يرتجف في سرواله الجينز يتأمل اللوحة الجدارية التي حاول فك شفرتها أمام الزوار. "انظر إلى الرجل في المنتصف. إنه يتوسل إلى قوات الأمن قائلًا: أرجوكم لا تطلقوا النار علينا، ليس لدينا شيء، لا شيء"، كرر عبد الله الكلمة الأخيرة مرتين فيما كان يبحلق في الصور المرسومة باللونين الأبيض والأسود على الحائط.

تظهر الجدارية المرسومة بالفحم على الطريقة الاشتراكية الواقعية، بطول يتخطى 12 قدمًا، مجموعة من الرجال يسيرون إلى الأمام، ويحملون على أذرعهم أصدقاءهم الذين سقطوا بفعل الرصاص. كان الرجال في الصورة عمالًا كادحين في ملابس خشنة ووجوه شاحبة، حسب تقرير لـ"نيويورك تايمز" الأميركية.

وأصبح عبد الله (18 عامًا)، عامل نظافة سابق في أحد المستشفيات، طلب عدم ذكر اسمه خشية الانتقام بسبب مشاركته في الاحتجاجات المناهضة للحكومة، الآن دليلًا فنيًا غير رسمي لواحد من أكثر المعارض تميزًا. المعرض هذه المرة هو الجداريات التي غطت مبنى من 15 طابقًا يعرف محليًا باسم "المطعم التركي"، المطل على نهر دجلة، الذي يمثل المعقل المعلن للعراقيين المعارضين لقيادة البلاد الحالية. وتغطى المبنى من جميع الجهات لافتات تحمل رسائل إلى الحكومة وقوات الأمن والعالم، ويبدو المبنى وكأنه سفينة على وشك الإبحار، مع شعارات مكتوبة على قماش أبيض يتحرك في اتجاه الريح. وتمثل الطوابق الخمسة الأولى من المبنى واحدة من المواقع الفنية الرئيسية التي ظهرت في بغداد، لتعكس الاحتجاجات، حيث قام الرسامون - المدربون وغير المدربين - بتحويل الجدران والسلالم والحدائق المتناثرة إلى لوحات كبيرة.

من أين جاء كل هذا الفن؟ كيف عادت الحياة للجمال والألوان فجأة في مدينة لطالما تعرض فيها الجمال والألوان لقمع، ولا مبالاة، من قبل الحكومات المتعاقبة؟ وفي هذا الصدد، أفاد رياض رحيم (45 عامًا)، مدرس فنون، "كما تعلمون، لدينا العديد من الأفكار حول العراق، لكن الحكومة لم تطلب منا شيئًا". مركز المدينة الإبداعي هو ميدان التحرير، حيث تغطي اللوحات الفنية النفق الذي يمتد أسفله والمساحات الخضراء من خلفه، وكذلك الشوارع المؤدية إليه. اللوحات والمنحوتات والصور الفوتوغرافية والمزارات التي قُتل فيها المحتجون هي فن سياسي نادرًا ما يُرى في العراق، ذلك البلد الذي شهد مولد الفنون منذ 10 آلاف عام على الأقل. والآن يبدو الأمر وكأن المجتمع بأكمله يستيقظ على صوت الفن، وعلى شكل وحجم وتأثير قوته الإبداعية.

وقام برسم إسهامه في المشهد على الحائط في شارع السعدون، أحد أوسع الشوارع في العاصمة، حيث تظهر جداريته رجلًا سقط برصاص قوات الأمن، فيما يسيل الدم متدفقًا من قلبه ليملأ بركة واسعة أكبر من أن يخفيها أو رجل عسكري ملثم يقف وراءه.

وتُظهر الموضوعات والأساليب الفنية المعروضة مدى تأثر جيل الشباب العراقي بالإنترنت، التي استوحى منها رسومات أضاف إليها لمسات عراقية.

فيما عكست بعض اللوحات شخصيات كتب فكاهية ملفوفة أيضًا بزي المحتجين، أو بالأحرى علم العراق.

قد يهمك ايضا
توقيع اتفاقيات في اليوم الوطني للمهندس المعماري
نزهة بوشارب تؤكد أنّ اللجان الجهوية وافقت على 75 في المائة من طلبات رخص البناء

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتجاجات الشعبية تعيد إحياء الفن العراقي بأفكار مميّزة الاحتجاجات الشعبية تعيد إحياء الفن العراقي بأفكار مميّزة



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 12:46 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعاون جديد بين محمد سعد وغادة عادل بعد 25 عاما
المغرب اليوم - تعاون جديد بين محمد سعد وغادة عادل بعد 25 عاما

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:03 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 18:18 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 01:36 2016 الجمعة ,03 حزيران / يونيو

سميرة شاهبندر المرأة التي رأت صدام حسين باكيا

GMT 03:52 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

الإعلامي ريكاردو كرم يُطلق مبادرة لدعم أطفال لبنان

GMT 15:23 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

كاف ترفض مقترح الوداد بدوري أبطال أفريقيا

GMT 07:05 2012 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تغريم مطعم لبناني بسبب لافتة خادشة للحياء

GMT 11:31 2015 الجمعة ,27 شباط / فبراير

المُـثـقـفـون والاصـلاح الـديـنـي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib